الأطباء والعاملون في قطاع الصحة: "المقاطعة موقف شجاع في وجه الظلم وصرخة تحدٍّ ضد القتلة"
ندد الأطباء والعاملون الصحيون في مسيرة "الصمت" الأسبوعية بتركيا، بجرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة في غزة وجنوب لبنان، مشددين على أهمية المقاطعة الاقتصادية كوسيلة لمواجهة الظلم.
خرج الأطباء والعاملون في قطاع الصحة في مسيرة حاشدة في مدينة ملاطيا التركية للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزة ولبنان، مسلّطين الضوء على الجرائم الوحشية المستمرة منذ أكثر من 400 يوم، والتي أسفرت عن مقتل نحو 50 ألف شخص وتشريد ما يقارب 850 ألفاً آخرين.
وتأتي هذه المسيرة كجزء من "مسيرات الصمت" التي تُنظّم كل أسبوع منذ عام كامل في العديد من المدن التركية تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفضاً للجرائم الصهيونية.
دعوات لمواصلة النضال والمقاطعة:
وفي كلمة ألقاها "أحمد صانجار"، طالب في السنة الثالثة من كلية اللغة التركية في جامعة إينونو، أمام الحشود، حيّا الشعب الفلسطيني في غزة قائلاً: "سلام إلى أولئك الذين بقوا صامدين في وطنهم رغم التضحيات، سلام إلى أطباء غزة الذين لم يتخلوا عن مهنتهم رغم المخاطر، سلام إلى كل من يقف ضد الظلم ويواصل احتجاجاته ومقاطعته بصبر وإصرار".
وأضاف صانجار: "لقد مر عام كامل ونحن نحاول أن نذكّر العالم ونبقي قضيتنا حية. ورغم تجاهل العالم لجرائم الاحتلال، نظلّ نحن إلى جانب شعب غزة بقلوبنا وضمائرنا".
أبعاد القتل والتشريد في غزة وجنوب لبنان:
وأشار "صانجار" إلى حجم الكارثة الإنسانية قائلاً: "على مدى 400 يوم، قتلت القوات الصهيونية نحو 50 ألف فلسطيني وجرحت أكثر من 102 ألف، بينهم أطفال ونساء. في غزة وحدها، تم إجلاء 700,000 فلسطيني من شمال القطاع بعد أن أمرت قوات الاحتلال ثلاثة مستشفيات بإخلاء المرضى خلال 24 ساعة، مهددةً بقتل أو اعتقال من يخالف هذا الأمر".
وأكد أن هذه الإجراءات ليست إلا محاولة لتفريغ القطاع من سكانه ضمن خطة إبادة ممنهجة.
المقاطعة كوسيلة مقاومة:
وشدّد "صانجار" على أهمية المقاطعة كأداة للمقاومة، قائلاً: "المقاطعة ليست مجرد رفض للتعامل، بل هي صرخة في وجه الظلم وتحدٍّ للقوى الاقتصادية التي تدعم القتلة".
وأضاف: "رأينا نتائج المقاطعة في الأردن عندما أغلقت سلسلة متاجر كارفور العالمية 51 فرعاً، وكذلك في ماليزيا، حيث أُغلقت 100 فرع لمقهى ستاربكس بفضل حملات المقاطعة، هذه المقاطعات الفردية قد تنمو وتصبح وسيلة فعالة لضرب داعمي الظلم".
مطالب بوقف دعم الشركات المتعاونة مع الاحتلال:
وطالب "صانجار" الحكومة التركية بمنع السفن التجارية التي تنقل الوقود إلى دولة الاحتلال من العبور عبر الأراضي التركية، ودعا المستشفيات إلى عدم استخدام أدوية من شركات تدعم الاحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقال: "أي دعم صريح أو ضمني للظلم هو إثم كبير يتحمله من يقدم هذا الدعم".
واختتم "صانجار" كلمته برسالة قوية للشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هذه المسيرات والمقاطعة ستستمر، قائلاً: "لن نعتاد على الظلم، ولن نطبّع مع القتلة، سنظل بثبات نقف ضد الظلم". (İLKHA)