د. نواف تكروري.. صرخة نذير إلى علماء الأمة وأحزابها وقواها الحية
وجّه رئيس هيئة علماء فلسطين الدكتور "نواف تكروري"، نداء لعلماء الأمة الإسلامية للضغط على الحكام ودفعهم للقيام بواجباتهم تجاه ما يحصل في فلسطين ولبنان، حتى تتوقف المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها العصابات الصهيونية.
دعا رئيس هيئة علماء فلسطين الدكتور "نواف تكروري" علماء الأمة الإسلامية، في مقال نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بضرورة العمل الحقيقي والتضحية في سبيل نصرة إخواننا في غزة ولبنان، اللتان تتعرضان لحرب إرهابية وإبادة جماعية، وهذا نصّه:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد:
فإن "علماء الطوفان" وأنصار الطوفان، والانخراط مع أهل غزة ليست نياشين توزع في الفنادق وعلى موائد الطعام ولا ألقاب تُحرز بنشر بيان أو مؤتمر صحفي هنا أو هناك، واستعراضات شخصية هنا أو هناك، إن لقب "علماء الطوفان" يُحرز بخوض غمار المعركة والتضحية إلى جنب أولئك الذين سُفكت دماؤهم دفاعاً عن المقدسات والصدح بالحق واجتراح الأليات العملية والميدانية.
تكون من علماء الطوفان عندما لا تبالي بذاتك وما يلحق بك من أذى في سبيل نصرة إخوانك وأبنائك وعرضك ودينك الذي تُنتهك حرمته ليل نهار، وعندما تتجاوز اسمك وشخصك ومؤسستك لتجمع من جهود الأمة أكبر قدر لتحقيق النصرة وجمع الكلمة على ذلك، وليس بإعلان ها أنا ذا، وإنما عندما يكون شعارك ها نحن ويا جمعنا.
وانطلاقاً من هذا العنوان فإنني أدعو العلماء إلى أخذ زمام الأمور ولبس أكفانكم والتوجه إلى قصور الحكام الذين نظن بهم بعض الخير، وأن نتحمل ما يترتب على ذلك من أذىً يلحق بنا، ولنعتصم أمام تلك القصور وننادي أربابها للخروج ليسمعوا منا كلمة الحق، أو أن تدخلوا أيها العلماء إليهم مدعومين بجموع الأمة لتحملوهم على القيام بواجبهم، وأن يؤدوا أماناتهم حتى يقف هذا العدوان الذي يتوسع في طريقه إليكم وإليهم.
ومن هنا أوجه الرسائل الآتية لأهل كل بلد، والبلاد المذكورة على سبيل المثال لا على سبيل الحصر، وإلا فالواجب مطلوب من كل بلاد المسلمين ومن كل علمائهم وشعوبهم.
أولاً: يا علماء تركيا في الجماعات والطرق والأوقاف والمؤسسات وفي المدارس والجامعات المتعددة، ويا علماء ودعاة وخطباء الشؤون الدينية، ويا أحزاب تركيا، يا شباب الأحزاب كلها الإسلاميّة والقومية والعلمانيّة، اخرجوا اليوم، يا ضيوف تركيا من العلماء والمفكرين والمظلومين في بلادهم والوافدين إلى تركيا، اخرجوا جميعاً توجهوا إلى قصر الرئيس رجب طيب أردوغان واهتفوا بأعلى أصواتكم، ما زلتم يا فخامة الرئيس لم تؤد الذي عليكم والمأمول بكم في ميدان الدفاع عن الأقصى وعن شعب غزة الذي يذبح على مرأى ومسمع منكم، قدموا قائمة مطالبكم المشتملة على أسماء الحكام والمسؤولين الذين على الرئيس أن يذهب إليهم أو يجمعهم عنده ليعلنوا حلف نصرة لرفع الإبادة عن أهل غزة قبل أن تصبح كل بلادهم مستهدفة وفي مرمى العدو، اخرجوا ولا تعودوا في المساء إلى بيوتكم بل ناموا في الشوارع وتدثروا في مواقفكم واعتصموا حيث قدمتم احتجاجكم حتى يعلم العالم والحكام أنكم لن تتركوا إخوانكم ولن تسكتوا على الجريمة كما كلفكم الله وأخذ عليكم الميثاق.
الرئيس أردوغان هو الذي قال إن المقاومة تدافع عن الأناضول، فهل هكذا ينصر من يدافع عن بلادكم يا فخامة الرئيس إذا حلت به الإبادة وإجرام الأعداء الذين يريدون النيل منه ومنكم ومن كل الأمة؟!.
ثالثاً: يا علماء باكستان؛ يا جمعية العلماء، يا كبار العلماء، ويا أيها الأبرار في الجماعة الإسلامية وكل الجماعات والطرق وأكابر العلماء والجامعات والمدارس والمؤسسات، توجهوا كلكم إلى أصحاب القرار اليوم أو غداً ولا مجال لتسويف ولا لتأخير لا تسمحوا للحياة أن تسير بشكلها الطبيعي ولا تسمحوا باستمرار الإبادة على يدي شذاذ الآفاق تمارس على أهلكم وإخوانكم.
يا أهل إندونيسيا ويا علماءها في نهضة العلماء والمحمدية ومجلس علماء إندونيسيا وكل المؤسسات والجهات، يا أكبر بلاد المسلمين وأكثرها سكاناً، انفروا واخرجوا في الساحات وقفوا على أبواب حكامكم واضغطوا عليهم ليكون لهم دور، وفروا الدعم بأكثر مما قمتم به فإن ما يعانيه إخوانكم من استئصال هو إبادة وليس حرباً ومقارعة جيوش.
فلا مجال للتسويف ولا لعقد المؤتمرات ولا الاجتماعات، اليوم تداعوا وانهضوا للعمل، كفانا عام وأكثر من الكلام والتنقل بين البلدان والمطارات، هيا للنهوض إلى عمل جاد بعيداً عن كل حساب، إلا حساب رضوان الله تعالى والغيرة على حقوقنا وكيف نصون كرامتنا وأعراضنا ومقدساتنا وندفع عن إخواننا.
ويا أهل الإنصاف والإنسانية من أبناء البشرية في كل مكان وفي كل بلد تحركوا واضغطوا على أصحاب القرار في بلدانكم ضغطاً حقيقياً، عطلوا الأعمال، أغلقوا الشوارع، أوقفوا المصالح الآنية التي توشك أن تنقلب عليكم قبل فوات الأوان واستمرار هذا العدو وهو لا يخفي نواياه التوسعية.
يا علماء وعشائر وأحزاب الأردن ومصر والجزائر وتونس وليبيا وماليزيا وأفغانستان وموريتانيا وكل بلاد المسلمين، بادروا وجزى الله خيرًا كل من بادر وكل من نهض لواجبه ومطلوب المزيد من كل ألوان المقارعة لهذا العدو وداعميه.
رابعاً: هذا ما أردنا توجيهه للبلاد التي نأمل منها خيراً، أما أولئك الذين يستقبلون الصهاينة الغاصبين في بلادهم، فالدعوة إلى شعوبهم أن لا يتركوا هذا العدو يمر من دياركم بأمان ولا ترتضوا بذلك ويجب أن تواجهوا هؤلاء المعتدين فتذيقونهم بعض الذي أذاقوه لأهلنا في غزة ولبنان، وهذا هو أقل المطلوب.
فاليوم علينا أن نلبس الأكفان وأن نستعد للنزال والمواجهة وأن نخوض غمار المعركة لنكون علماء الطوفان وأحزاب الطوفان وجماعات الطوفان وأنصار الحق وعباد الرحمن ولكي ندفع الأذى عن بلادنا قبل أن تصبح نهشاً للأوغاد وسفاكي الدماء من الصهاينة وأعوانهم.
فلابد أن يعلم هذا الكيان أن دماءنا ليست هدراً، ولابد أن يدفع ثمن ذلك غالياً، فهبّوا بحراككم لنوقف المجازر، فالطوفان فرصة تحرر حقيقي للأمة كلها، ولكن إن تقاعستم فسيكون مشروع إبادة وأنتم من تختارون؛ فانظروا أين تضعون أنفسكم، ولا تخشوا وعورة الطريق ولا فداحة التضحيات فقسوة الهوان على النفوس الأبية أكبر وتكاليف الذل أفدح وأكبر بكثير!. (İLKHA)