السودان.. الدعم السريع تواصل حملة الانتقام ضد المدنيين في شرق الجزيرة
نفذت قوات الدعم السريع سلسلة هجمات مروعة على شرق الجزيرة، بعد يوم واحد من انشقاق قائدها في الولاية "أبو عاقلة كيكل" وانضمامه إلى الجيش في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بحسب مصادر سودانية.
واصلت قوات الدعم السريع، الثلاثاء، حملتها الانتقامية التي تشنها على المدنيين في شرق الجزيرة وسط السودان، حيث هاجمت مدينة الهلالية وقتلت 5 أشخاص، كما حاصرت المواطنين في المساجد.
وقالت لجان مقاومة مدني، في بيان: "إن مليشيا الجنجويد ــ في إشارة إلى الدعم السريع ــ قتلت 5 أشخاص في مدينة الهلالية وأصابت العشرات"، بحسب سودان تربيون.
وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع تحاصر المواطنين داخل ثلاث مساجد، بعد نهب منازلهم، كما نفذت حملة اعتقالات.
وأكد مؤتمر الجزيرة، وهو كيان مدني يرصد الانتهاكات، أن قوات الدعم السريع قتلت 5 مدنيين في الهلالية ونهبت المحال التجارية في المدينة وأجبرت الأهالي على الهجرة القسرية منها.
وأشار إلى أن القوات هاجمت، يوم الاثنين، قرية الجقوقاب بشرق الجزيرة، وقامت بتصفية إمام المسجد ونجله، وأجبرت جميع السكان على الخروج القسري من القرية.
وكشف مؤتمر الجزيرة عن مقتل معتقلَين لدى قوات الدعم السريع من قرية الكمر الجعليين التابعة لمحلية جنوب الجزيرة.
وفي السياق، قالت لجان مقاومة الحصاحيصا: "إن قوات الدعم السريع قامت بتصفية 14 من معتقلي قرية السريحة فيما لا يزال مصير بقية المعتقلين مجهولًا".
وارتكبت قوات الدعم السريع انتهاكات فظيعة في قرية السريحة، حيث قتلت نحو 141 مدنيًا واعتقلت 150 آخرين، وعثر الأهالي على 50 منهم مقتولين ذبحًا، بينهم طفل رضيع، في مصارف الري والمساحات الزراعية.
بدوره، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "فولكر تروك"، عن قلقه البالغ حيال تصاعد الأعمال العدائية والعنف في الجزيرة.
وقال: "إن الدعم السريع شنت هجومًا على قرية السريحة، أعقبه هجومان آخران على رفاعة وتمبول، حيث تشير التقارير إلى مقتل مئات الأشخاص وسط عمليات نهب واسعة النطاق".
وأوضح أن التقارير تُفيد بوقوع 25 حالة عنف جنسي في عدة قرى بشرق الجزيرة، بما في ذلك ثلاث من العاملين في المجال الطبي وطفلة تبلغ من العمر 11 عامًا فارقت الحياة إثر الجريمة، كما تتعرض النساء والفتيات للاختطاف.
وأشار تورك إلى تقارير أخرى تتحدث عن احتجاز قوات الدعم السريع لمدنيين من القرى المستهدفة، وإساءة معاملتهم، ومصادرة أجهزة الإنترنت والهواتف في 30 قرية تقريبًا، وحرق المحاصيل.
وتقول لجان مقاومة مدني: "إن قوات الدعم السريع هاجمت 6 مدن و58 قرية في شرق الجزيرة"، فيما تؤكد الأمم المتحدة تعرض سكان 30 قرية لاعتداءات جسدية وإذلال وتهديدات.
وطالب "فولكر تروك" بضرورة التحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، لكسر دوامات العنف المروعة. (İLKHA)