الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يطلق مبادرة لعقد قمة إنسانية لمواجهة العدوان الصهيوني
أطلق رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ "علي القرة داغي" مبادرةً لعقد قمة إنسانية لمواجهة العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، مشيراً إلى الأمة تواجه تحديات جسامًا في هذا العصر.
دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ "إلى علي القرة داغي" إلى عقد قمة إنسانية لمواجهة العدوان الصهيوني على غزة ولبنان.
وقال في بيانٍ صادرٍ عنه: "تنبع هذه الدعوة من قلب المحب المخلص لأمته، الذي يشعر بواجب الوقت في حماية مكونات الأمة الإسلامية وصون وحدتها من التفكك الذي يهددها".
وأضاف: "إننا نواجه تحديات جسامًا في هذا العصر، حيث تحاول قوى الشر تأليب الحكام على الشعوب، أو الشعوب على الحكام، بهدف تمزيق نسيج مجتمعاتنا الإسلامية وتفتيتها.. وبهذا، أرى أنه من واجبنا أن نتحرك بسرعة وفعالية لمواجهة هذه المؤامرات وحماية الأمة من السقوط في شراكها".
وتابع: "لقد أصبح واضحاً أننا نعيش في مرحلة حرجة تتطلب منا العمل الجماعي والمواقف الحاسمة. ومن هذا المنطلق، أطرح مبادرتي لعقد "قمة إنسانية" للتصدي للعدوان الصهيوني المستمر على غزة ولبنان. هذه القمة لا تمثل مجرد حدث سياسي أو إعلامي، بل هي استجابة فعلية وصوت إنساني لكل من يؤمن بالعدالة والكرامة".
وأردف: "تهدف هذه المبادرة إلى جمع الدول الإسلامية والعربية الكبرى، وتوحيد صفوفها في قمة إنسانية طارئة تهدف إلى التصدي للإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة ولبنان. وقد تم تقديم هذه المبادرة لأول مرة في مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وها هي اليوم تُطرح رسميًا على تركيا وبعض الدول الإسلامية المؤثرة".
وذكر أن أهداف القمة تكمن فيما يلي:
1. إنهاء حالة العجز العربي والإسلامي حيث بات من الواضح أن الأمة العربية والإسلامية بحاجة إلى اتخاذ موقف قوي وموحد.
2. وقف الإبادة الجماعية في غزة ولبنان حيث يجب علينا التحرك سريعًا لوقف هذا العدوان الوحشي.
3. الاتفاق على آلية دولية لحماية المدنيين لأنه يجب أن نتفق على آلية فاعلة لوقف الجرائم التي تُرتكب ضد شعوبنا.
4. إنشاء منظمة دولية إنسانية تسعى هذه القمة لإنشاء منظمة دولية تركز على إنقاذ المدنيين في غزة والمناطق المظلومة.
وأشار أن من الأدوات التي يمكن من خلالها الضغط على المجتمع الدولي التهديد بقطع البترول والغاز، حيث تمتلك الدول العربية نحو 50% من موارد الطاقة في العالم، ولن يستطيع العالم تحمل انقطاعها لفترة طويلة.
وذكر أنه تم توجيه طلب رسمي إلى كل من الرئيس التركي ورئيس وزراء ماليزيا لدعوة الدول الرافضة للعدوان إلى المشاركة في هذه القمة.
وأفاد أن هذه الجهود تهدف إلى تشكيل تحالف دولي قوي لحماية حقوق الإنسان في غزة ولبنان.
وأقترح أن تتضمن القمة مشاركة الناجين من الإبادة الجماعية لعرض تجاربهم المأساوية وتأثيرها الإنساني العميق.
ونوه إلى أنه ستتخلل القمة جلسات نقاشية حول الإبادات الجماعية في غزة والبوسنة ورواندا، مع الإعلان عن تحالف دولي لمنع الإبادات وحماية المظلومين.
وشدد على أنه لا بد أن تكون هذه القمة دورية لضمان المتابعة الجادة للقرارات المتخذة. ويجب أن يتضمن التحالف الدولي التزامات مالية، ونشر قوات حفظ السلام، والدعم الدبلوماسي لتحقيق أهدافنا الإنسانية.
وأعرب عن أنه من المؤسف أن نرى ازدواجية المعايير التي تتبناها بعض الدول الغربية، حيث تتحدث عن حقوق الإنسان وتدافع عنها في بعض الحالات، لكنها تغض الطرف عن الجرائم التي تُرتكب في غزة.
وأكد على أن هذه القمة تأتي استجابة لموروثنا الإسلامي في العدالة والإنصاف، كما كان حلف الفضول الذي شارك فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر أن تركيا تعتبر الخيار الأنسب لاستضافة هذه القمة بسبب موقعها الجغرافي وعلاقاتها الدولية، بالإضافة إلى موقفها الحازم تجاه القضية الفلسطينية.
واستدرك أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بذل جهودًا كبيرة في الدفاع عن القضية الفلسطينية والتصدي للإبادة الجماعية في غزة ولبنان. قدمنا العديد من المقترحات لمواجهة العدوان الصهيوني، لكن قدراتنا وحدها محدودة، ونحن بحاجة إلى تكاتف الدول الإسلامية.
وذكر أنه يدين الطغيان الصهيوني وندعو لحماية جميع مكونات الشعب اللبناني، ونؤكد رفضنا للشماتة في أي فصيل، فموقفنا هو مع الشعوب المظلومة.
كما دعا الجميع إلى التبرع وتقديم المساعدات لدعم أهل غزة ولبنان، وذلك استجابةً لعدة فتاوى تم إصدارها لدعم هذه الجهود الإنسانية.
ونبه إلى أن هذه المبادرة ليست سوى بداية طريق طويل من العمل الجاد لحماية الأمة الإسلامية، ويجب أن نتوحد جميعًا، حكامًا وشعوبًا، لتحقيق هذه الأهداف السامية. (İLKHA)