الأستاذ محمد أشين: الويل للنظام الصهيوني
كتب الأستاذ محمد أشين موضحاً الهجوم الكبير الذي نفذه حزب الله على القاعدة الصهيونية في حيفا، مسجلاً بذلك أكبر ضربة منذ "طوفان الأقصى"، ما سبب صدمة وذعراً للنظام الصهيوني الذي فشل في التصدي للهجوم، بينما احتفل الشعب الفلسطيني واللبناني بهذا الإنجاز، وزادت الخسائر والهجمات من شعور النظام الصهيوني بأزمة وجودية، مما يشير إلى قرب انهياره المفاجئ.
قبل يومين نفذ حزب الله اللبناني هجوماً على قاعدة للجنود النخبة التابعين للنظام الصهيوني في حيفا.
وقد سُجل هذا الهجوم كأكبر ضربة وُجهت للنظام الصهيوني دفعة واحدة منذ "طوفان الأقصى".
وكالعادة فرض النظام الصهيوني رقابة مشددة، لذلك لم تتوفر معلومات دقيقة حول عدد القتلى والمصابين، ولكن هذا لا يغير من الحقيقة شيئاً، فمجرد فرض الرقابة يكشف مدى التعقيد والمعاناة التي يواجهها النظام الصهيوني وحجم خسائره الكبيرة.
لقد أثلج هذا الهجوم صدور المظلومين وكل من يحمل ضميراً حياً، خاصة في غزة، وقد زادت سعادة الناس بعد انتشار الشائعات التي تفيد بأن رئيس هيئة الأركان الصهيوني هاليفي، قد يكون قد لقي مصرعه في الهجوم، حيث أمضى الملايين من البشر الليل في الدعاء بأن تكون هذه الأنباء صحيحة.
وفي لبنان خرج الناس إلى الشوارع مكبرين للاحتفال، بينما شارك من لم يتمكن من الخروج الفرحة في منازلهم.
أما في غزة، حيث يتعرض الناس للإبادة الجماعية منذ عام، فقد كانت فرحتهم فريدة من نوعها.
على الرغم من أنهم يعانون من الفقر والقصف المستمر منذ عام، إلا أن تلك الفرحة والأمل التي بدت في عيونهم كانت جديرة بالمشاهدة.
حتى وإن لم يسقط قتلى من جانب النظام الصهيوني، فإن فرحة أهل غزة وحدها تساوي الكثير.
وعلى الجانب الآخر، كانت ليلة صعبة بالنسبة للنظام الصهيوني والداعمين له.
حيث أنّ نظام "القبة الحديدية" لم يتمكن من منع الهجوم، بل ولم يُطلق حتى إنذاراً واحداً، بل ضربت القاعدة العسكرية ضربة دقيقة أثناء تناول الجنود لطعامهم، ما سبب صدمة هائلة داخل النظام الصهيوني.
لقد أصيب المحتلون بالذعر، وانقلب التفوق النفسي الذي اكتسبوه باستشهاد إسماعيل هنية وحسن نصر الله وغيرهما من قادة المقاومة.
تساءل البعض: كيف تمكن حزب الله الذي فقد زعيمه وقادته العسكريين، من تنفيذ هجوم كهذا؟
إذا كان الجنود الأكثر نخبة في الجيش غير قادرين على حماية أنفسهم، فكيف يمكنهم حماية الآخرين؟
كما كان "طوفان الأقصى" نقطة تحول، سيكون هذا الهجوم أيضاً نقطة هامة وبداية لحقبة جديدة.
شعر النظام الصهيوني بأزمة الوجود وبأعراض "بداية الزوال" بشكل كبير.
وبالطبع تدخلت الولايات المتحدة فوراً، وأعلنت عن إرسال نظام دفاع جوي جديد ومتطور، بالإضافة إلى تعزيزات عسكرية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا سيفعل النظام المجرم؟
فقد استخدم جميع الوسائل والموارد المتاحة له.
وكما فعل سابقاً سيواصل الهجوم بشكل همجي، وكلما زاد هجومه زاد الحقد والعداء والكراهية تجاهه.
يظن أن توسيع الحرب سيكون في مصلحته، لكن التطورات تشير إلى العكس تماماً.
قال إنه سيدخل إلى لبنان براً ويخرج، ولكنه لم يتمكن حتى من عبور الحدود اللبنانية.
دخل غزة، لكنه لم يتمكن من الخروج منها منذ عام.
ظن أن القضاء على قادة حزب الله سيمنحه النصر، لكنه فتح على نفسه أبواب الجحيم.
إذا تكررت هذه الهجمات وزادت الخسائر، فويل للنظام الصهيوني...
كل هذه الأمور تؤكد أن النظام الصهيوني ليس إلا إمبراطورية قائمة على الدعاية والخوف.
أساسه هش، يفتقر إلى العدل والحق.
قائم على الدم والظلم، إنه قاتل وسارق ومحتل.
يخافون الموت ويتعلقون كثيراً بالحياة الدنيا.
إنهم مثل الزبد على الماء.
مثل الشيطان الذي يوسوس في قلوب الناس ويبث الخوف.
{يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} (النساء: 120).
لقد بلغت الأمور مرحلة أصبحت فيها علامات زوال النظام الصهيوني واضحة، لن يكون انهياره تدريجياً، بل سيحدث دفعة واحدة بإذن الله.
وعند انهياره، ستحتفل غزة وكل العالم الإسلامي... (İLKHA)