خالد مشعل للعربي: لا مفاوضات جارية حاليًا والعدو مني بخسائر إستراتيجية
أكد رئيس حركة حماس في الخارج "خالد مشعل" أنّ عملية طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة وعطلت مخططات هدم الأقصى، فضلاً عن كونها حشرت دولة الاحتلال في الزاوية وكشفت وجهها القبيح أمام العالم.
وصف رئيس حركة حماس في الخارج "خالد مشعل" كلّ ما حقّقته دولة الاحتلال طيلة عام كامل من العدوان على غزة، بـ"الإنجازات التكتيكية"، معتبرًا أنّها مُنِيت في المقابل بخسائر إستراتيجية، خصوصًا على الساحة الدولية.
وفيما لفت إلى أنّ الحرب ضدّ الاحتلال "دفاعية"، وأنّ المقاومة "دفاع عن الشعب والأرض والمقدسات"، كشف أنّ "لا مفاوضات جارية حاليًا لوقف إطلاق النار"، مذكّرًا بأنّ رئيس الوزراء الدولة الصهيوني بنيامين نتنياهو هو الذي عطّل التوصل إلى اتفاق.
وأشار مشعل إلى أنّ اللقاء بين حركتي حماس وفتح في العاصمة المصرية القاهرة، "تمهيد لوضع تصوّر لليوم التالي للحرب"، من أجل بحثه مع سائر الفصائل، لافتًا إلى أنّ المقترح المطروح الآن هو "إدارة وطنية لقطاع غزة بالتوافق مع السلطة الفلسطينية".
وإذ اعتبر أنّ طبيعة المشروع الصهيوني تهديد للأمن القومي العربي، محذّرًا من أنّ دولة الاحتلال تسعى إلى تهجير ملايين الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، أكّد أنّ الإسناد الذي قُدّم لغزة من جبهات عدّة، "مقدَّر ومحترَم ومشكور".
وفيما رفض مشعل "جلد الأمّة" في سياق الحديث عن دور الدول العربية، لفت إلى أنّ العرب يستطيعون أن يصنعوا قوة حقيقية تتراكم مع الزمن، وأن يوحّدوا الصف العربي والإسلامي، وأن يدعموا أشكال المقاومة المختلفة.
وفي مستهلّ حديثه في مقابلة تلفزيونية، توقف رئيس حركة حماس في الخارج عند المنجزات التي حققتها عملية طوفان الأقصى، في ذكراها السنوية الأولى، حيث لفت إلى أنّ "الطوفان هو رسالة".
وأوضح أنّ عملية طوفان الأقصى "أعادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة وأعادت لها الروح، وعطّلت مشروع هدم الأقصى، وأربكت الكيان الصهيوني"، مشيرًا إلى أنّها أيضًا "حشرت دولة الاحتلال في الزاوية وكشفت وجهها القبيح أمام العالم".
وإذ لفت إلى أثمان باهظة دُفِعت بعد طوفان الأقصى، في إشارة إلى حرب الإبادة في غزة، شدّد على أنّ العملية أحدثت "تغييرات استراتيجية" في الوقت نفسه.
ولفت "مشعل" إلى أنّ الحرب التي يخوضها الفلسطينيون ضدّ الاحتلال هي حرب دفاعية، مؤكدًا العمل على وقف العدوان "تخفيفًا عن شعبنا".
وأوضح أنّ القتال هو وسيلة وليس غاية، "فالمقاومة فرضت علينا بسبب الاحتلال".
وقال: "الشعب الفلسطيني منذ مئة عام بين انتداب بريطاني واحتلال صهيوني وبالتالي فإنّ المقاومة طبيعية"، مضيفًا: "نحن نقاوم دفاعًا عن الوطن وعن الشعب وعن المقدسات بسبب الاحتلال".
"إنجازات تكتيكية وخسائر استراتيجية"
وبالحديث عن الحرب الدولة الصهيونية على قطاع غزة، اعتبر "مشعل" أنّ "ما حقّقه العدو الصهيوني طيلة هذه الفترة إنجازات تكتيكية"، مشيرًا إلى أنّه مُني في المقابل بخسائر استراتيجية.
وأوضح أنّ "العدو ربما سجّل هدفًا ما، وقام بعملية عسكرية معيّنة، واغتال قائدًا أو ومجاهدًا هنا وهناك"، لكنّه اعتبر كلّ هذه الأمور "إنجازات تكتيكية" ليس إلا.
وعملية طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة وأعادت لها الروح، وعطّلت مشروع هدم الأقصى، وأربكت الكيان الصهيوني، كما حشرت دولة الاحتلال في الزاوية وكشفت وجهها القبيح أمام العالم
أما الخسائر الاستراتيجية التي مُني بها الاحتلال، فكشف مشعل أنّ أهمّها ليست ما خسره على صعيد الاقتصاد، بل على مستوى الساحة الدولية.
ولفت في هذا السياق إلى "تحطّم الصورة النمطية التي صنعها العدو على مدى العالم، والتي دفع تريليونات من الدولارات من أجلها"، لافتًا إلى غضب الطلاب في الجامعات كنموذج على ذلك.
وقال: "تخيّل أنّ هذا الكيان الذي كان يتفاخر بأنه يخوض حروبًا خاطفة، بات اليوم يقود حربًا عامًا كاملاً ويعجز عن تحقيق أهدافه"، مضيفًا: "صحيح أنّ دولة الاحتلال قادرة أن تضرب في كل مكان لكن هذا لا يعني أنها قوية أو أن لها مستقبلاً أو أنّ لها شرعية".
وشدّد مشعل على أنّ المقاومة في غزة ليست منفصلة عن حاضنتها الشعبية، "فدماء الشعب تعنينا، وكلّ مقاتل له عائلة وله بيت وله منطقة"، مشيرًا إلى أنّ "هذا المقاتل أطلق الطوفان ليعطي الأمل لشعبه لا ليستهين بشعبه".
بهذا المعنى، شبّه المقاومة بـ"السمك في البحر"، مشيرًا إلى أنّ "بحرها هو الشعب وهو الحاضنة".
وأكد عدم التفريط بالتضحيات التي قدّمها الشعب الفلسطيني، خصوصًا على مستوى المجازر والمذابح والتشريد والتجويع.
وإذ لفت إلى أنّ "الشعوب تضحّي بأرواحها من أجل أوطانها ودينها ومقدساتها"، شدّد على أنّ حركة حماس "كما تقاتل في الميدان وتعمل على الانتصار، عملت في الوقت نفسه على إدارة مفاوضات عبر وسطاء، من أجل وقف العدوان على غزة".
ولفت إلى أنّ العالم كلّه يشهد أنّ رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" هو الذي عطّل مسار المفاوضات، "بما في ذلك المجتمع الدولة الصهيوني وأهالي الرهائن"، جازمًا أنّ حركة حماس "لم تقصّر أبدًا في وقف العدوان وفي إغاثة الحاضنة الشعبية التي نرفع لها القبعة".
وشدّد على أنّ "المقاومة تقاتل من أجل شعبها"، مشيرًا إلى أنّ "الشعوب لا تتحرر إلا بالتضحية ومشهد الخسارة أو الدمار لا يدلّ على المآلات". ولفت إلى تجارب تاريخية عدّة تثبت ذلك، من بينها حرب أكتوبر 1967 في مصر، وكيف تغيّر المشهد عام 1973، مضيفًا: "لولا حرب 1973 لظلت سيناء تحت الهيمنة الدولة الصهيونية".
ولفت إلى أنّ العرب جربوا كل شيء، فهم جربوا المقاومة والنضال والحروب، وجربوا كذلك التسويات، وفي كلّ الحالات فإنّ المقاومة هي التي حققت المنجزات.
وفي ملف مفاوضات وقف إطلاق النار، لفت رئيس حركة حماس في الخارج إلى أنّها بقيت شهورًا طويلة، إلى أن جاء التصعيد في لبنان، بدءًا من حادثة "البيجر"، لينشغل بعدها العالم بالمشهد اللبناني والجرائم الدولة الصهيونية في لبنان، "وبالتالي لا حديث اليوم عن المفاوضات".
وإذ أقرّ "مشعل" بأنّ الوسطاء تعبوا في الأشهر الأخيرة، وشدّد على أنّ حركة حماس قدّمت كل درجات المرونة من أجل شعبها ومن أجل وقف العدوان.
وقال: "نسّقنا مع فصائل المقاومة وكان الرائد عندنا الصمود في المعركة وإسناد غزة في هذه المواجهة الشرسة، وأيضًا إدارة مفاوضات تؤدي إلى وقف إطلاق النار واستعادة أسرانا مقابل صفقة تبادل".
وشدّد على أنّ الذي أفشل ذلك "نتنياهو"، الذي انقلب حتى على مبادرة الرئيس الأميركي "جو بايدن"، والتي تعاملت معها حركة حماس بإيجابية، مشيرًا إلى أنّ الأميركيين منحازون، وهم يغضبون من نتنياهو فقط بالكلام، لكنهم لا يخالفونه بعد ذلك.
وأشار إلى أنّ "الوسطاء لا يستطيعون فعل شيء أمام تعنت "نتنياهو" الذي كان معنيًا بمواصلة الحرب انطلاقًا من أجندته الصهيونية الليكودية من أجل التوسع في المنطقة والحروب، والسيطرة على الضفة الغربية وتهجير أهلها وشعبها إلى الأردن لخلق أزمة في المنطقة والإضرار بالأمن القومي العربي، وهدم الأقصى، وأيضًا انطلاقًا من أجندته الخاصة بما يتعلق بالهروب من المحاكمة حتى يظلّ محافظًا على ائتلافه الحكومي".
وقال مشعل: "نتنياهو عنده أجندة ليكودية معروفة، وهو عندما عجز عن استعادة صورة الردع ولم يحقق شيئًا طيلة عام كامل في غزة هرب إلى الجبهة اللبنانية"، مشدّدًا على أنّ الشعوب لا تخضع، بدليل أنّه لا يوجد أي استعمار بقي في أرض احتلّها.
ولفت إلى أنّ "العِبَر في منطقتنا وفي التاريخ تقول لا مستقبل للغزوات الاستعمارية"، مضيفًا: "الصليبيون في منطقتنا اندحروا، وكذلك المغول انكسروا، والاستعمار الحديث، ولذلك يجب أن يكون لدينا يقين أننا منتصرون".
وفيما أكّد أنّ طوفان الأقصى جاء استباقاً لمخطط دولة الصهيوني خاص بقطاع غزة، قال: "كما يقاتلنا العدو عن جبهة واحدة ينبغي على الأمة أن تقاتله ولا تترك غزة وحدها تنفرد بهذه المواجهة في ظلّ موازين مختلفة".
وشدّد على أنّ عملية طوفان الأقصى لم تكن البداية، بل كانت نتيجة ورد فعل طبيعي، "فغزة محاصرة منذ 17 عامًا وهي تموت موتًا بطيئًا". وقال: "هم ظنّوا أن الشعب الفلسطيني يبحث عن لقمة عيش فقط وما دروا أنه يتطلع إلى تحرير وطني وإلى استقلال، فهو صاحب قضية سياسية وليس قضية إنسانية".
وأشار إلى أنّ "الطوفان جاء تعبيرًا عن رفض الاحتلال وممارساته وأراد أن يقلب الطاولة على هذا الاحتلال وأن يفسد له كل هذه المخططات وأن يقول للعالم لن أنتظركم". وقال: "دفعنا أثمانًا غالية من دماء شعبنا ومجاهدينا ولكن الطوفان نقل القضية الفلسطينية نقلة تاريخية".
ورأى أنّ "هذا الطوفان سيؤرخ في المستقبل أنه كان نقطة تحول"، مشدّدًا على أنّ "هذا المشهد اليوم ليس نهاية المطاف وإلا نكون قد ظلمنا أنفسنا".
وفي تطرق رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل إلى الحوار الفلسطيني، حيث كشف أنّ لقاء القاهرة مع حركة فتح تمهيد لوضع تصور لليوم التالي للحرب.
وفي هذا السياق، قال مشعل إنّ مواقف الأطراف المختلفة تجاه غزة تطورت منذ بدأ الطوفان، متحدّثًا عن نظريات عدّة طُرِحت لليوم التالي، إلى أن أدرك الجميع أنه لا بد من تفاهم بين مجمل القوى الفلسطينية.
وكشف أنّ "الخيار النموذجي الذي وافقت عليه حماس هو حكومة وفاق وطني تشمل غزة والضفة وبالتالي تدير الوضع الفلسطيني في غزة والضفة"، موضحًا أنّ المقصود بالوفاق الوطني ليس مشاركة وزراء من الفصائل، إنما وزراء تكنوقراط ولكن بتوافق الفصائل.
دولة الاحتلال لا تستطيع أن تقاتل الأمة كلها. لا يصحّ أن تستفرد بنا. كلنا ينبغي أن نقف، فهذه معركتنا جميعًا وعند ذلك سنهزم دولة الاحتلال.
إلا أنّ هذه الصيغة التي وافقت عليها حماس رفضتها بعض الأطراف، فبدأ البحث بصيغ أخرى، من بينها الورقة المصرية، التي أدخلت عليها حركة حماس بعض التعديلات، والمطروحة للبحث اليوم في لقاء القاهرة.
وأشار إلى أنّ هذه الصيغة تقوم على إدارة وطنية محلية في غزة من شخصيات تكنوقراط يتولون إدارة شأن غزة ما بعد وقف إطلاق النار بالتوافق مع السلطة الفلسطينية في رام الله.
وقال: "طرحنا ذلك على كل الفصائل بما في ذلك فتح، وما يجري اليوم في القاهرة هو لقاء ثنائي مع حركة فتح تمهيدًا لإيجاد أرضية تقرّب مواقفنا، وبعد ذلك نجمع الفصائل ونقرّر اليوم التالي بعد الحرب".
وشدّد على أنّ الفلسطينيين يرفضون تدخلاً من أحد في ترتيب بيتهم الداخلي، "لا من الصهاينة ولا من غيرهم"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّ "العرب مشكورون إذا ساعدونا لكن هذا قرار داخلي فلسطيني".
وبالحديث عن أثر جبهات الإسناد على ما يجري في غزة، لفت مشعل إلى أنّ الطوفان في 7 أكتوبر أعطى رسالة للمنطقة أن هذه فرصة لحشر الكيان الصهيوني في الزاوية لأنه عدو المنطقة بكلّ مكوّناتها، "حيث كانت التطلعات أننا نريد انخراط أكثر من جبهة من جبهات المقاومة".
وقال مشعل: "الأخوة في حزب الله دخلوا المعركة مشكورين منذ 8 أكتوبر وكذلك اليمن عبر الحوثيين والمقاومة العراقية"، مضيفًا: "هذا كان إسنادًا مقدَّرًا ومحترمًا للوضع في غزة، وهذا رفع معنويات إخواننا في غزة ".
وأكد أنّ لبنان، وبشكل خاص حزب الله، دفع أثمانًا كبيرة، بما ذلك اغتيال القادة، وفي مقدّمهم أمين عام الحزب حسن نصر الله، كما دفعت حماس الثمن باغتيال رئيس مكتبها السياسي "إسماعيل هنية"، مضيفًا: "هؤلاء كانوا على درب التحرير وعلى درب نصرة غزة، والواضح أنّ المعركة أصبحت شرسة".
وشدّد على أنّ "ما تفعله دولة الاحتلال يعكس طبيعة المشروع الصهيوني في الهيمنة والتوسع"، مشيرًا إلى أنّ طبيعة المشروع الصهيوني تهديد للأمن القومي العربي. ولفت إلى أنّ "دولة الاحتلال تقاتلنا حتى لو لم نحاربها"، مذكّرًا بأنّ دولة الاحتلال تسعى إلى تهجير ملايين الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن.
دور الدول العربية.. وهزيمة الكيان الصهيوني
وفي السياق، توقف مشعل عند الموقف الإيراني، حيث لفت إلى أنّ دولة الاحتلال هي التي بدأت العدوان، عندما اغتالت إسماعيل هنية في طهران، معتديةً بذلك على سيادة إيران.
وقال: "إزاء ذلك، كان من الطبيعي أن تدافع إيران عن سيادتها وتثأر لدماء هنية ونصر الله، لكنهم اليوم يقلبون المعادلة نتيجة الانحياز الأميركي والغربي".
وفيما شدّد استنادًا إلى ذلك، على أنّ الطوفان كان مرحلة تاريخية لكنه عرّى الكيان الصهيوني وكشف عن رغبته في الهيمنة على المنطقة، توجّه إلى حكّام المنطقة وأنظمتها، بالسؤال عمّا إذا كانت تقبل أن تعيش تحت الهيمنة الدولة الصهيونية.
وخلص إلى أنّ دولة الاحتلال لن تنتصر في نهاية المطاف، موضحًا أنّها تسجّل نقاطًا تكتيكية لكنها ستهزَم استراتيجيًا في نهاية المطاف.
وردًا على سؤال عن دور الدول العربية، رفض مشعل ما سمّاه بـ"جلد أحد"، قائلاً: "لا أجلد أمتي حتى لو قصّرت، بل أنشدها وأدعوها وأحرّضها".
ولفت إلى أنّ بعض الدول قدّمت مساعدات مالية وإغاثة، وبعضها لعبت أدوارًا مهمّة لمحاولة وقف العدوان، وتحرّكت على الساحة الدولية. لكنه اعتبر أنّ ذلك لا يكفي، "فالمعركة مع دولة الاحتلال ليست سياسية فقط بل معركة عسكرية، ومعركة إبادة جماعية.
وشدّد على أنّ العرب يستطيعون أن يصنعوا قوة حقيقية تتراكم مع الزمن ثم أن يوحّدوا الصف العربي والإسلامية وأن يدعموا أشكال المقاومة المختلفة. وقال: "لا أطلب من الدول العربية أن تتدخل بجيوشها، ولكن ادعموا قوى المقاومة حتى تدافع عنكم".
وإذ لفت إلى أنّ أي قيادة في المنطقة تنتصر لفلسطين هي في ذات الوقت تنتصر لنفسها ولشعبها، شدّد على أنّ دولة الاحتلال لا تستطيع أن تقاتل الأمة كلها، مضيفًا: "لا يصحّ أن تستفرد بنا. كلنا ينبغي أن نقف، فهذه معركتنا جميعًا وعند ذلك سنهزم دولة الاحتلال". (İLKHA)