الأستاذ عبد الله آصلان: لا بد من مناقشة الأسباب، ولا بد من تجفيف المستنقع
شدد الكاتب عبد الله آصلان على أهمية مواجهة الأسباب التي أدت إلى وفاة الطفلة سِيلا، مشيراً إلى تأثير الإدمان على الكحول والمخدرات على الأخلاق والكرامة الإنسانية، ودعا إلى تكاتف جهود الدولة والمجتمع لمكافحة هذه الظواهر، مؤكداً أن معالجة الأسباب هي الحل للخروج من الفوضى.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقال جاء فيه:
توفيت الطفلة سِيلا بعد شهر من إقامتها في وحدة العناية المركزة. ووفقًا للتقارير، تعرضت سِيلا في تيكيرداغ لهجوم من قِبل مجموعة من المعتدين تضمنت الأم وزوجها وأبناء بعض الجيران.
تعرضت الطفلة سيلا البالغة من العمر عامين للتعذيب والعنف والاعتداء الجنسي، إن هذا المستوى من اللاأخلاقية والسادية يُرعب النفس حقاً.
إن الإدمان على الكحول والمخدرات والفحش والانحلال الأخلاقي يؤدي إلى إفقاد الإنسان لكرامته، وقد يحوّل الأشخاص، حتى وإن كانوا آباء وأمهات، إلى مخلوقات لا تعرف التربية والأخلاق، فتقترب من سلوكيات البهائم، يمكننا أن نرى هذا بوضوح من خلال هذه الأمثلة التي تنطوي على الوحشية وانعدام الشرف.
إن حق الطفلة سِيلا، الذي يجب أن يُصان في ضمائر جميع أصحاب الأخلاق، يعكس ضرورة عدم تجاهل الأسباب التي تؤدي إلى هذه الهمجية، إن التغاضي عن هذه الأسباب هو بمثابة خطأ جسيم، بل وخيانة إذا تم عن وعي وقصد.
يجب أن تكون الحرب على جميع أنواع الإدمان، التي تفقد الإنسان إنسانيته، شاملة ومتكاملة، فعلى الدولة إلى جانب المنظمات المجتمعية والأسر والآباء، أن يكونوا جزءاً من هذه المعركة.
إن تجاهل الأسباب التي تؤدي إلى تدمير الأرواح بفعل الكحول والانحراف الأخلاقي ليس فقط جهلًا، بل هو بمثابة جريمة، كما أن الإدمان على الكحول والمخدرات وعبودية التكنولوجيا يفسد الأفراد والأسر والمجتمع ككل، ومن العبث التحدث عن النتائج دون التطرق إلى الأسباب، فالتغافل عنها يزيد المشكلة تعقيداً.
إن محاولة إدانة من يتحدث عن الأسباب هو عمل شيطاني، ويجب اعتباره شراكة غير مباشرة وهم متواطئين في الجرائم التي ترتكب.
النظام التعليمي الغربي وقيمه الفاسدة التي جلبت لنا الإلحاد، والعري، والفساد الأخلاقي لم تؤدِ إلا إلى خلق الفوضى والأزمات، بينما يُمنح الدعم المالي لأولئك الذين يفتحون أبواب الرذيلة والعنف تحت مسمى الفن والمهرجانات، يتم التحقيق مع أولئك الذين يدعون إلى الحياة الإسلامية النقية وهذا فضيحة قانونية كبرى.
عندما علّق الأستاذ أبو بكر صوفو أوغلو على جريمة قتل بشعة تم فيها قطع رأس فتاة وقذفها من الأسوار، وعبّر عن حزنه قائلاً: "لو كانت هذه الفتاة قد نشأت بحساسية وتربية إسلامية، لما كانت لتتعرف على هذا القاتل من الأساس، ولظلت على قيد الحياة"، تم فتح تحقيق ضده، وهذا يُعد فضيحة قانونية كبرى.
المشكلة الحقيقية تكمن في هذا الموضع في العقلية الغربية المعادية للعقل الإسلامي التي تمنع الحديث عن الأسباب، مما يُظهر رغبتها في استمرار الفوضى.
لا يمكن الخلاص من الوضع المأساوي والحشرات الضارة إلا من خلال مناقشة الأسباب ومعالجتها بجدية، فلا يمكن القضاء على هذه المشكلة دون تجفيف مستنقعها بالكامل. (İLKHA)