كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقال جاء فيه:

منذ 7 أكتوبر \ تشرين الأول، تم قصف مواقع حزب الله بقوة غير مسبوقة بواسطة الطائرات الأمريكية من طراز F-35، وبقنابل ذات وزن لم يُستخدم سابقاً، مما أدى إلى استشهد مئات المسلمين، وعلى رأسهم حسن نصر الله، أسأل الله الرحمة للشهداء في غزة ولبنان.

خلال اليومين الماضيين، كان هناك نقاش في وسائل الإعلام  "على من الدور الآن؟"  يُتحدث عن أن المرحلة المقبلة من الاحتلال ستكون لكامل لبنان، يليه جزء من سوريا، وربما إيران في نفس الوقت، وبعد كل هذا يُقال إن جزءًا من تركيا سيكون التالي، ويُقال إن هذا الجزء هو "ما بين النيل والفرات"، استنادًا إلى خرافة "أرض الميعاد".

ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الأهداف تتبع الصهيونية أو أنها أهداف للإمبريالية الأمريكية والغربية التي تتحرك بالتعاون مع الصهيونية، بعبارة أخرى هل تستخدم الصهيونية الولايات المتحدة والغرب أم أن الولايات المتحدة والغرب يستخدمان الصهاينة كأداة؟ قد تقول إنه لا يهم، فالأمر يشترك فيه الاثنين.

أعتقد أن قبرص أكثر أهمية وأولوية بالنسبة للولايات المتحدة والإمبريالية الغربية من جنوب تركيا، فمنذ 8 أكتوبر \ تشرين الأول والإمبرياليون يستخدمون الجزء القبرصي اليوناني من جنوب قبرص كمركز عمليات بحري وجوي بشكل فعال.

في هذه الأثناء، تعتبر قبرص النقطة الأضعف في السياسة الخارجية لتركيا، حيث لم تتمكن جمهورية شمال قبرص التركية خلال ما يقرب من خمسين عامًا من نيل الاعتراف باستقلالها من أي دولة في العالم، بينما ينظر العالم الغربي لتركيا على أنها قوة احتلال هناك.

ربما لم تكن قبرص في أي وقت مضى بهذا القدر من الأهمية الاستراتيجية للإمبرياليين كما هي الآن، تخيلوا عدد حاملات الطائرات التي تعادلها.

وعندما نأخذ في الاعتبار أهمية "الوطن الأزرق"، وموارد الطاقة في البحر المتوسط، وارتباطها بليبيا والدول الأخرى في شمال إفريقيا، لم يكن لقبرص أهمية حيوية أكبر لتركيا مما هي عليه اليوم.

مع كل هذا في الحسبان، ومع وجود أكبر السفن الحربية الأمريكية والغربية في تلك المنطقة، هل يمكن أن يكون لدى تركيا قلق أكبر من قبرص؟

لنكن واضحين؛ فكرة الإمبرياليين في إخراج القوات التركية من هناك...

هل تعتقد في ظل هذا الخطر أن السكان في شمال قبرص سيبدون مقاومة كبيرة؟ ألا تعتقد أن هناك عددًا لا بأس به في جمهورية شمال قبرص التركية ممن يرون تركيا كقوة احتلال؟

نسـأل الله اللطف في أمورنا. (İLKHA)