تجدد الاشتباكات في الخرطوم والفاشر وانقطاع الاتصالات بأم درمان
أفادت مصادر إعلامية بتجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في الخرطوم صباح اليوم الجمعة، في الوقت الذي يجري فيه البرهان اجتماعات في نيويورك.
نقلت وسائل إعلامية عن مصادر عسكرية أن الجيش هاجم من مواقعه بمنطقة المقرن مليشيا الدعم السريع المنتشرة وسط الخرطوم ومحيط السوق العربي.
وتحدثت المصادر عن استخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة في المواجهات بين الطرفين فضلا عن قيام سلاح الجو السوداني بطلعات جوية استهدف بها مواقع الدعم السريع بالقرب من القصر الرئاسي.
وتحدثت مصادر عن قصف من الجيش السوداني لمواقع قوات الدعم في مصفاة الجيلي شمال الخرطوم بحري، وأكدت انقطاع شبكة الاتصالات بمدينة أم درمان غرب العاصمة.
وبدأت المعارك فجر أمس الخميس في ما وصفت بأنها أكبر عملية للجيش خلال الحرب المستمرة منذ 17 شهرا.
وقالت مصادر عسكرية سودانية: "إنّ الجيش شن هجوما على مليشيا الدعم في مناطق عدة بالخرطوم أمس سيطر خلاله على محيط السوق العربي وسط العاصمة".
وأوضحت المصادر أن الجيش تقدم في محاور عدة، بعد سيطرته على مداخل جسور "النيل الأبيض" و"الفتيحاب" من جهة الخرطوم، و"الحلفايا" من جهة الخرطوم بحري.
والجسور تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى وهي الخرطوم وأم درمان وبحري.
من جانبه، نفى القيادي بمليشيا الدعم السريع "إبراهيم بقال"، في تسجيل مصور على منصة إكس، أن تكون قوات الجيش قد سيطرت على السوق العربي.
واستعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان في وقت سابق من هذا العام، لكنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد مليشيا الدعم السريع من مناطق أخرى من العاصمة.
وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان إن عمليات الجيش الجارية في الخرطوم تهدف لاستكمال تأمين الدولة ضمن قواعد الحرب في القانون الدولي.
من جانب آخر، قُتل 18 مدنيا وأصيب 41 آخرين، مساء الخميس، جراء قصف مدفعي عنيف شنته مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان.
وقال حاكم إقليم دارفور، "مني أركو مناوي"، في منشور على فيسبوك: "إن قصفا مدفعيا لمليشيا الدعم السريع على سوق المواشي، أسفر عن "استشهاد 18 مواطنا بريئا وجرح 41 آخرين".
ووصف "مناوي" الحادث بأنه "جريمة بشعة" تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي لا يمكن تجاهلها، كما أكد ضرورة تدخل المجتمع الدولي لمحاسبة مرتكبي هذه "الجرائم ضد الإنسانية.
وأفاد شهود عيان بتجدد الاشتباكات، اليوم الجمعة، في الأحياء الشرقية الشمالية من مدينة الفاشر، مشيرين إلى تبادل كثيف لإطلاق النار وسماع دوي الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
ولم ترد أي معلومات حول وقوع ضحايا بين المدنيين خلال هذه الاشتباكات، خاصة مع الانقطاع التام لشبكة الاتصالات.
ومنذ عدة أشهر، تشهد مدينة الفاشر قصفا مدفعيا عنيفا من قبل مليشيا الدعم السريع، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا وتهجير الآلاف من المواطنين إلى مناطق أكثر أمانا، مع غارات جوية للجيش السوداني تستهدف مواقع تمركز قوات الدعم السريع.
وتُعتبر الفاشر العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها ميلشيا الدعم السريع. وكانت المدينة، التي تستضيف أعدادا من اللاجئين، مركزا إنسانيا هاما في الإقليم الذي تهدد سكانه المجاعة.
من جانب آخر، التقى البرهان مع زير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وأطلعه على تطورات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام فيه.
وذكر بيان لمجلس السيادة أن "البرهان" أشاد بالدور الذي ظلت تلعبه روسيا في مساعدة ومساندة السودان ودعم السلام والاستقرار فيه، مشيرا لمواقف روسيا الداعمة للسودان في المحافل الدولية والإقليمية وحرصها على استدامة الأمن والاستقرار.
ووفقا للبيان، أكد وزير الخارجية الروسي دعم بلاده للخرطوم حتى ينعم بالأمن والاستقرار و حرص بلاده على مواصلة التعاون المشترك مع السودان وتقوية العلاقات الثنائية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق أن عدد القتلى لا يقل عن 20 ألف شخص منذ بداية الصراع في السودان في أبريل/نيسان 2023، لكن بعض التقديرات تصل إلى 150 ألف ضحية، وفقا للمبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو.
ونزح أكثر من 10 ملايين شخص، أي نحو 20% من السكان، بسبب القتال أو أجبروا على اللجوء إلى دول مجاورة. وتسبّب النزاع بأزمة إنسانية هي من الأسوأ في التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة. (İLKHA)