الأستاذ محمد كوكطاش: هل حزب الهدى يعبث بأماكن خطرة أم يحمي الكستناء؟
بيّن الأستاذ محمد كوكطاش: سبب تصدر حزب الهدى للمشهد خلال الأيام الماضية، وهي المقترحات القانونية الجريئة المتعلقة بفلسطين والتي عجزت عنها بقية الأحزاب الأخرى..
جاء في مقالة للأستاذ محمد كوكطاش مايلي:
فئة متعالية تشعر بالقلق تجاه حزب "الهدى"، حيث يشبّهونه بطفل يعبث بمركز تجمع فيه الأسلاك الكهربائية، وهم يخشون من أن يؤدي لمس المفاتيح الخاطئة إلى وقوع انفجار أو البقاء في الظلام، هذه الفئة قد شهدت انقلابات سابقة وتعتقد أن بعض التصرفات أو الخطابات المتطرفة للمسلمين كانت السبب وراء تلك الانقلابات.
وفي المقابل، هناك فئة أخرى تنتظر بفارغ الصبر وقوع هذه الأحداث، بل وتحاول تحريك الجهات المعنية لإثارة تلك الفوضى. ولا يمكن إنكار تأثير كلتا الفئتين.
لكن، هل هذا فعلاً صحيح؟ هل حزب "الهدى"، هو كمن يعبث بمناطق خطرة بوعي أو بدون وعي؟
أم أنه الحزب الذي سيمد يده ويأخذ "الكستناء من فوق النار"، تلك التي تترقبها العيون بشغف لتناولها، ولكن لا يجرؤ أحد على لمسها؟
لنتحدث بصراحة، اليوم في هذا البلد، من اليمين إلى اليسار، من السُنة إلى العلويين، ومن الأتراك إلى الأكراد، هناك شريحة كبيرة محاصرة ومختنقة بسبب دستور "كنعان إيفرين"، وعلى الرغم من أنهم لا يرفعون أصواتهم، إلا أنهم جميعاً ينتظرون من يتجرأ على أخذ "الكستناء من فوق النار".
في الحقيقة، هذه هي الخلفية التي تقف وراء تصدر حزب "الهدى" للمشهد.
والأهم من ذلك أن الأمة كلها تستطيع أن ترى أن مقترح القانون الذي قدمه حزب "الهدى" للبرلمان والذي سيناقش في شهر تشرين الأول/ أكتوبر والذي ينص على أن من يذهب إلى إسرائيل بجواز سفر تركي ويقتل المسلمين يجب أن يحاكم عند عودته ومصادرة أمواله وترحيله، قد أثار الصهاينة المحليين وجعلهم يشنون حملة ضد الحزب.
إن مثل هذه المقترحات القانونية تعتبر بمثابة "الكستناء على النار" لجزء كبير من الشعب، حيث يترقبون بفارغ الصبر اتخاذ هذه القرارات الجريئة التي تعجز عنها أحزابهم.
وفي ظل المذابح التي مضى عليها قرابة عام دون رد فعل يذكر ذي قيمة من تركيا، فإن تنفيذ هذا القانون الذي قدمه حزب "الهدى" سيكون أعظم عمل يمكن أن تقوم به البلاد.
أؤكد من جديد أن حزب "الهدى" حزب كبير بمواقفه وأفعاله. (İLKHA)