رئيس جزر القمر يتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة
تعرّض رئيس جزر القمر "غزالي عثماني"، الجمعة، لإصابات طفيفة بالسلاح الأبيض، وفق ما أكدت مصادر مقربة من الرئاسة في الأرخبيل الفقير الواقع في المحيط الهندي والحافل تاريخه بالانقلابات.
نقلت وسائل إعلام عالمية عن المتحدثة باسم الحكومة القمرية "فاطمة أحمدة"، تأكيدها تعرّض رئيس الدولة لهجوم في سليمان ـ إستاندرا، المنطقة المحاذية لموروني، في مرتفعات عاصمة الأرخبيل، مشددة على أن حياته ليست بخطر.
ووفق شهود عيان؛ فإن الرئيس "غزالي عثماني" أصيب بجروح طفيفة بالسلاح الأبيض أثناء مراسم جنازة، من طرف عنصر في الدرك دخل السلك العام في العام 2022 وأنه تمّ توقيفه، دون المزيد من التفاصيل.
وعثمان غزالي عسكري قُمري، (1 يناير 1959)، درس في الأكاديمية الملكية المغربية بمراكش والأكاديمية الحربية في فرنسا، ترقى في الرتب العسكرية إلى أن أصبح قائدًا للأركان 1998، ثم قاد انقلابًا عسكريًا 1999 ليتربع على عرش السلطة في جزر القمر، البلد العربي الأفريقي المسلم البالغ عدد سكانه حوالي 900 ألف نسمة، ترك الحكم عام 2006، ثم عاد إليه مرة أخرى عام 2016.
بعد عودته للحكم عام 2016 حل المحكمة الدستورية العليا وعدل الدستور عام 2018، وهو ما سمح له بالحكم فترتين رئاسيتين مدة كل واحدة منهما 5 سنوات، ملغيًا بذلك دستور 2001، الذي نص على تناوب الجزر الثلاث على رئاسة البلد دوريًا.
وشرع في التصفية السياسية لخصومه، إذ اعتقل بعض معارضيه، ومن أبرزهم الرئيس السابق "عبد الله سامبي"، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة في محاكمة تعتبرها المعارضة غير نزيهة.
حصل غزالي على الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي عام 2023 كأول رئيس لجزر القمر يتبوأ هذا المنصب الأفريقي السامي خلفًا للرئيس السنغالي "ماكي سال".
خاض الرئيس غزالي عثماني سباق الانتخابات الرئاسية التي جرت في 14 كانون الثاني/ يناير 2024، بشعار "الضربة القاضية"، وفاز فيها بولاية جديدة رئيسًا لجزر القمر التي يعيش 45% من سكانها تحت خط الفقر، حسب تقديرات البنك الدولي.
ويتهمه خصومه بأنه ينفذ سياسة استبدادية، وأنه بدأ مؤخرًا في توريث الحكم لابنه "نور الفتح" البالغ من العمر 40 سنة، من خلال تمكينه من التدخل في صنع القرار الحكومي والإشراف عليه.
وجزر القُمُر التي تعرف رسميًا باسم (الاِتِّحَادُ القُمُرِي)، هي دولة أفريقية مكونة من عدة جزر تقع في المحيط الهندي على مقربة من الساحل الشرقي لأفريقيا على النهاية الشمالية لقناة موزمبيق بين شمالي مدغشقر وشمال شرق موزمبيق.
جزر القمر هي ثالث أصغر دولة أفريقية من حيث المساحة، 1.862 كيلو متر مربع (أي 863 ميل مربع) وهي أقصى دولة جنوبية في جامعة الدول العربية.
تتكون الدولة رسميًا من أربع جزر في أرخبيل جزر القمر البركاني وهي: انجزيجة جزيرة موالي وجزيرة أنزواني وجزيرة ماهوريه بالإضافة إلى العديد من الجزر الأصغر مساحةً. وعلى الرغم من ذلك، فإن حكومة الاتحاد القمري (أو أسلافها منذ الاستقلال) لم تحكم مطلقًا جزيرة مايوت التي تعتبرها فرنسا مستعمرة فرنسية عبر البحار ولا زالت تحكمها. (İLKHA)