ترامب وهاريس في أول مناظرة بينهما.. هجوم لاذع وتهم متبادلة
واجهت نائبة الرئيس الأمريكي "كامالا هاريس" والرئيس السابق "دونالد ترامب" بعضهما البعض لأول مرة في المناظرة الرئاسية الأمريكية لعام 2024، والتي أقيمت في فيلادلفيا.
انطلقت مساء الثلاثاء المناظرة الرئاسية الأولى بين مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية نائبة الرئيس جوبايدن "كامالا هاريس" ومنافسها الجمهوري الرئيس السابق "دونالد ترامب" في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.
وبدأ المرشحان المناظرة بالحديث عن ملف الاقتصاد، حيث تحدثت هاريس عن خططها لخفض الضرائب، قائلة "أنا ابنة الطبقة المتوسطة ولدي خطة لتحسين المستوى المعيشي وخفض الضرائب".
من جهته، شن ترامب هجوما لاذعا على الديمقراطيين، معتبرا أن "انتخاب هاريس سيمثل نهاية للولايات المتحدة"، مجددا اتهامه لها بأنها "ماركسية"، قائلا "إنها ماركسية، والجميع يعرف أنها ماركسية".
واعتبر ترامب أن هاريس ليست لديها خطة للنهوض بالاقتصاد الأميركي.
وقال: "ليس لديها خطة. لقد نسخت خطة (الرئيس) جو بايدن التي هي عبارة عن 4 جمل.. 4 جمل تقول فقط: حسنا، سنحاول خفض الضرائب.. ليس لديها خطة".
وأشار إلى أن الاقتصاد الأميركي كان أفضل خلال فترة ولايته، قائلا: "تركت واحدا من أفضل اقتصادات العالم وسأفعل ذلك مجددا".
وتباهى الرئيس الأميركي السابق قائلاً: "أنا الرئيس الوحيد الذي أجبر الصين على دفع مليارات الدولارات لنا".
في المقابل، أعلنت المرشحة الديمقراطية أن إدارة الرئيس "بايدن" اضطرت إلى تنظيف "الفوضى" التي خلّفها الرئيس الجمهوري السابق.
وقالت: "لقد ترك لنا "دونالد ترامب" أسوأ بطالة منذ الكساد العظيم.. وأسوأ جائحة صحية منذ قرن وأسوأ هجوم على ديمقراطيتنا منذ الحرب الأهلية، وما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلّفها دونالد ترامب".
وفي رد على سؤال بشأن العلاقة مع الكيان الصهيوني في ضوء الحرب المتواصلة على قطاع غزة، قال ترامب: "إن هاريس تكره إسرائيل، وإذا أصبحت رئيسة، أعتقد أن إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين.. إسرائيل ستزول".
وردت عليه نائبة الرئيس بالقول: "إن اتهامي بكره إسرائيل غير صحيح على الإطلاق"، مذكرة بأنها دعمت تل أبيب طوال حياتها ومسيرتها المهنية، وفق تعبيرها.
كما اتهمت هاريس ترامب بمحاباة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" وقالت: "أنت لن تكون سوى لقمة سائغة لبوتين"، مؤكّدة أنّه لو كان "ترامب" رئيسا اليوم: "لكان بوتين يجلس حاليا في كييف، ولكانت أنظاره متّجهة نحو بقية أوروبا، بدءا من بولندا".
من جهته، شن "ترامب" هجوما لاذعا على سياسات الديمقراطيين الاقتصادية مركزا على التضخم والسماح بدخول المهاجرين.
وقالت المرشحة الديمقراطية: "إن ترامب ليس لديه خطة من أجلكم، عندما تنظرون لخطته الاقتصادية، فكلها تكمن في خفض الضرائب بالنسبة للناس الأغنى".
ونجح نهج "هاريس" في توجيه التركيز إلى "ترامب" ليشعر حلفاؤها بالابتهاج، ويعترف بعض الجمهوريين بالتحديات التي يواجهها "ترامب".
وقال "مارك شورت" الذي شغل منصب كبير موظفي "مايك بنس" نائب "ترامب" السابق أضاع "ترامب" فرصة تحويل التركيز إلى سياسات "بايدن" و"هاريس" بشأن الاقتصاد والحدود، وبدلا من ذلك وقع في فخها وتشتت تركيزه بين إنكار نتيجة الانتخابات السابقة ومسألة المهاجرين الذين يأكلون حيواناتنا الأليفة".
وفي إشارة إلى الثقة في نتيجة المناظرة، تحدت حملة "هاريس" ترامب على الفور لتنظيم مناظرة ثانية.
في المقابل، اعتبر "ترامب" المناظرة التي خاضها أفضل مناظرة له على الإطلاق، متهما مذيعَي شبكة "إيه بي سي" التلفزيونية اللذين أدارا الحوار بالتحيّز ضدّه.
وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: "أعتقد أن هذه كانت أفضل مناظرة لي على الإطلاق، خاصة أنها كانت مواجهة بين 3 ضد واحد".
وقبيل انطلاق المناظرة، أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة إيه بي سي الإخبارية أن 43% يتوقعون فوز هاريس بالمناظرة، بينما رجح 37% فوز ترامب، في حين رأى 18% أنهما سيتعادلان.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن المناظرة الرئاسية التي تنظمها شبكة "إيه بي سي" بمدينة فيلادلفيا ستمثل لحظة فارقة في صعود "كامالا هاريس" أو أفول نجمها السياسي.
وقالت صحيفة بوليتيكو إن "هاريس" ستحاول أن تُظهر أنها ليست المرشحة التي يصفها "ترامب" بـ"الليبرالية الخطيرة"، وإنما النسخة الأكثر اعتدالا وخبرة مما كانت تروج لنفسها في الماضي. (İLKHA)