وزارة الصحة بغزة تطالب بتوفير الحماية لمستشفى شهداء الأقصى بعد أوامر إخلائه وإعلان محيطه منطقة عسكرية
أكدت منظمة أطباء بلا حدود في سلسلة تدوينات على موقع إكس، أنّ قوات الاحتلال أصدرت أوامر إخلاء استهدفت فيها المنطقة الواقعة إلى جوار مستشفى شهداء الأقصى، وقد أجبرت الناس على الفرار.
قالت وزارة الصحة في غزة، اليوم الاثنين: "إن مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع، يواصل عمله رغم إعلان جيش الاحتلال محيطه منطقة عسكرية، فيما غادره عدد من المرضى خوفًا من تكرار سيناريو اقتحام المستشفيات".
وذكرت الوزارة في بيان، أن إعلان الاحتلال الصهيوني محيط مستشفى شهداء الأقصى منطقة عمليات، تسبب بحدوث حالة من الهلع بين المرضى، وهروب عدد منهم من المستشفى خوفًا من تكرار سيناريو اقتحام المستشفيات الأخرى.
وأشارت إلى أن الطواقم الصحية بالمستشفى متمسكة بتقديم رسالتها، وهناك نحو 100 مريض ما زالوا فيه، منهم 7 في العناية المركزة.
وطالبت الوزارة بضرورة توفير الحماية لمستشفى شهداء الأقصى والمرضى والكوادر الصحية فيه، بعد إعلان جيش الاحتلال محيطه منطقة عمليات عسكرية.
وفي السياق، أكد متحدث مستشفى شهداء الأقصى "خليل الدقران"، أنّ الطواقم الصحية تواصل تقديم خدماتها الطبية لنحو 100 مريض ما زالوا يرقدون على أسرة المستشفى ومنهم 7 في العناية المركزة.
وأضاف: "إن مستشفى شهداء الأقصى هو المستشفى الحكومي الوحيد في المحافظة الوسطى الذي يقدم خدماته الطبية لنحو مليون فلسطيني نازح وسط قطاع غزة".
وطالب الدقران المنظمات الدولية والأممية بالتدخل العاجل لحماية المستشفى والمرضى والعاملين بداخله، خشية تكرار سيناريوهات المستشفيات الأخرى التي اقتحمها الجيش الإسرائيلي، مثل مجمّعي الشفاء وناصر بمدينة غزة وخانيونس.
من جهتها، قد أكدت منظمة أطباء بلا حدود، بحسب إفادة نشرتها، في وقت مبكر من اليوم الاثنين، في سلسلة تدوينات على موقع إكس، أنّ القوات الإسرائيلية أصدرت أوامر إخلاء استهدفت فيها المنطقة الواقعة إلى جوار مستشفى شهداء الأقصى، وقد أجبرت الناس على الفرار، وأشارت إلى أنّ انفجاراً وقع على بعد نحو 250 متراً (من المستشفى) أثار الهلع بين أشخاص كثيرين فضّلوا مغادرة المستشفى.
ولم تخفِ المنظمة أنّها تدرس احتمال تعليق العمل بوحدة رعاية الجروح في الوقت الراهن، في حين تحاول الحفاظ على العلاج المنقذ للحياة، وأضافت: "إنّ من بين نحو 650 مريضاً، لم يتبقَّ في المستشفى إلا 100 مريض، من بينهم سبعة في وحدة العناية المركّزة وفقاً لوزارة الصحة".
وشدّدت منظمة أطباء بلا حدود على أنّ هذا الوضع غير مقبول، مبيّنةً أنّ مستشفى شهداء الأقصى يعمل منذ أسابيع بما يفوق طاقته، إذ لا تتوفّر بدائل للمرضى.
ولفتت المنظمة إلى أنّ أوامر الإخلاء المستمرّة التي تصدرها القوات الإسرائيلية أدّت إلى ترك مئات آلاف النازحين في ما يسمّى منطقة إنسانية تبلغ مساحتها 41 كيلومتراً مربّعاً فقط للبحث عن مأوى فيها.
في سياق متصل، نشر الطبيب محمد النجّار، من طاقم العمل في مستشفى شهداء الأقصى، مساء أمس الأحد، تدوينة على موقع إكس، أفاد فيها بأنّ الصورة التي يرفقها هي الأخيرة من قسم العناية المركّزة فيه.
وأضاف: "أُجبرنا على إخلاء المستشفى، بالتالي لن يكون طبيب ولا ممرّض متوفّرين، وسوف يُترَك المرضى لقدرهم لا محالة".
وإذ ناشد النجّار كلّ شخص يرى هذا المنشور أن يقوم بأيّ شيء لوقف هذه الإبادة الجماعية، شدّد قائلاً: "لن أغادر المستشفى".
تجدر الإشارة إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد وجّهت أوامرها، أمس الأحد، لإخلاء منطقة "بلوك (مربّع) 128" الواقعة شرقي مدينة دير البلح التي سبق أن صنّفتها إنسانية" بمعنى "آمنة"، غير أنّها راحت تعدّها أخيراً منطقة قتال خطرة.
وقد نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال "أفيخاي أدرعي" تدوينة على موقع إكس، أمس الأحد، وجّهها إلى كلّ السكان والنازحين الموجودين في حارة دير البلح البلد في بلوك 128 في المنطقة المحدّدة في الخريطة (مرفقة)، الجيش سيعمل بقوة ضدّ حماس والمنظمات في منطقتكم.
لكنّ المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أوضح، في بيان، أنّ مستشفى شهداء الأقصى لا يقع ضمن المساحة الحمراء التي حدّدها الاحتلال في الخريطة الجديدة بالمربّع 128.
يُذكر أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد أمرت، يوم الأربعاء الماضي، جميع السكان والنازحين في مربّعَي 129 و130 بإخلائهما استعداداً لمهاجمتهما، في تقليص جديد لمناطق زُعم سابقاً أنّها "آمنة". (İLKHA)