الأستاذ عبد الله اصلان: التغاضي دعوة لكارثة عظيمة!
حذّر الأستاذ عبد الله أصلان الدول الإسلامية من مغبّة التغاضي عن أعمال الإرهابيين الصهاينة، لأن مخطّط الصهاينة يتجاوز فلسطين و يشمل كل الدّول الإسلامية، فكلما تمادى الصهاينة أكثر كلما عظمت الكارثة أكثر...
تحدّث الأستاذ عبد الله أصلان مُحذّراً الدّول الإسلامية من كارثة عظيمة:
تتفاقم الظروف في غزة. يبدو أن نتنياهو وعصابته المتوحشة قد نجحوا في جعل موت النساء والأطفال أمراً عادياً ومقبولاً من قِبل العالم.
لم يعد أحد يرفع صوته في مواجهة الهجمات الجديدة. النساء والأطفال والشيوخ الذين سقطوا شهداء جراء هجمات إسرائيل لم يعودوا موضوعاً لردود الأفعال بقدر الكلاب التي تقتل في أنحاء مختلفة من العالم.
في "حرب الأديان" التي يخوضها اليهود الصهاينة بدعم من الصليبيين المسيحيين، للأسف، المسلمون يتعرضون لدمار متزايد.
يبدو أن الهجمات الغربية على العالم الإسلامي لم تصل بعد إلى المستوى الذي يجمع المسلمين معاً، رغم أن هناك أكثر من أربعين ألف شهيد ومئة ألف جريح.
قبل يومين، شنت إسرائيل هجوماً جويّاً على سوق في مدينة دير البلح، الواقعة في وسط قطاع غزة، التي كانت قد أعلنت عنها سابقاً كمنطقة آمنة، وأسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين، بينهم أطفال، وجرح أكثر من 20 آخرين.
وفي اليوم نفسه، شنت إسرائيل هجوماً على مركبة في لبنان، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى هناك أيضاً.
يقول القاتل نتنياهو إن الحرب ستستمر. ويواصلون ما يُسمى بمفاوضات وقف إطلاق النار في قطر ومصر لإنقاذ الرهائن المحتجزين لدى حماس.
يبدو أن نيتنياهو ليس لديه نية لإنهاء الحرب إلا إذا احتلوا غزة ثم فلسطين كلها أو نفذوا أهدافهم الخبيثة المتمثلة في توسيع الحرب إلى المنطقة بأكملها.
والجانب السلبي هو أنه بينما تواصل إسرائيل الحرب وتنظم اغتيالات في أماكن مختلفة، فإن الانقسامات تتعمق هنا وتصبح أكثر وضوحاً. وبناءً على الاختلافات الطائفية وحدود الدول، يحاول الجميع دفع الهجمات عن أنفسهم من خلال اعتبار أن الهجوم غير موجّه لهم .
فعندما تستهدف الاغتيالات الإيرانيين أو تُنفذ في إيران، تعتبر الدول الإسلامية الأخرى أن الهجوم موجه فقط ضد ذلك البلد، وليس ضدهم. وعندما يُنفذ الهجوم على بغداد، تعتبر الأطراف الأخرى أن هذا وضع يجب أن تتحمله بغداد.
لكن هذه خدعة كبيرة، لأن الهجوم لم يُشَن ضد بلد واحد فقط. الوضع الآن تجاوز كل هذه الأماكن. لم يعد هناك حاجة لكونك محللاً عميقاً لتفهم أن الهجمات على إيران ولبنان وكردستان والعراق تتضمن هجمات على دول ومناطق أخرى.
مؤخراً، أثار الهجوم الذي وقع بين الفلسطينيين أنفسهم قلقاً كبيراً، حيث كان هناك تخوف من أن يكون الموساد يقف وراءه.
بالفعل، ليس من الغريب حساب أن عدم اتخاذ الإجراءات القانونية والشرعية ضدهم قد يؤدي إلى جرأتهم على تنفيذ أعمال داخلنا.
كونوا على يقين أن ما يحدث الآن يُظهر أن الجبهة التي تُفتح هي جبهة ضد جميع أراضي الإسلام، ويتوقع الجميع تداعيات ذلك. لكن للأسف، لم يتفقوا على رد فعل مشترك. وهنا يكمن الفشل الحقيقي! التغاضي هو دعوة لكارثة عظيمة!
ماذا نقول؛ اللهم امنحنا الحكمة والعقل!(İLKHA)