الأستاذ حسن ساباز: قارب الإرهابيين
لخّص الأستاذ ساباز المراحل التي مرّت بها محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وأسباب فشلها، ليصل إلى نتيجة حتمية لا جدال فيها هي أن هؤلاء الإرهابيين لا يُمكن التعامل معهم إلّا بالقوّة...
كتب الأستاذ حسن ساباز حول آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار في غزة:
يبدو أن المحادثات لن تصل إلى أي نتيجة.
عندما نحاول تحليل وضع الأطراف، فإن احتمال الوصول إلى وقف إطلاق نار في الظروف الحالية غير وارد.
تقريباً جميع من يجلسون على الطاولة لا يتعاملون بعدالة في تعريف الأطراف والأحداث من البداية.
هناك نية سيئة واضحة وراء الإصرار على ذكر "إسرائيل وحماس" معاً.
فمن جهة هناك اليهود وأنصارهم والمرتزقة، ومن جهة أخرى هناك فلسطينيون من مختلف فصائل المقاومة.
بمعنى آخر؛ من ناحية، هناك منظمة إرهابية احتلالية، كما سجلتها كافة المؤسسات الدولية، ومن ناحية أخرى، هناك شعب يقاوم الاحتلال ويتعرض للإبادة الجماعية والنفي والقتل الوحشي.
أي اتفاق يمكن أن يكون عندما يتم تقديم كافة أنواع الدعم اللوجستي لعصابات صهيونية متنكرة بزي بشر ترى أن الاحتلال والقتل الوحشي حق لها، ويتم التستر على قرارات وممارسات الضم بإدانات بسيطة، بينما يُمنع المقاومون للاحتلال حتى من توفير الطعام والشراب، ناهيك عن عدم حصولهم على أي دعم بالسلاح..
فلنحاول توضيح الموضوع..
كان قد اقترح الرئيس الأمريكي بايدن خطة لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل في بداية يونيو/حزيران، ولقي الاقتراح ترحيباً من مجلس الأمن الدولي.
أعلنت حماس أنها تنظر بإيجابية إلى مقترحات الرئيس الأمريكي بشأن "وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وإعادة الإعمار وتبادل الأسرى".
بدأ الكثير من الناس يتحدثون بتفاؤل بسبب احتمال توقف الإبادة الجماعية والكارثة الإنسانية.
أما من ناحية نظام الاحتلال الإرهابي، فقد صرّحت الأوساط الاستخباراتية والعسكرية بأنها ترى الخطة إيجابية، بينما ارتفعت أصوات مختلفة تماماً في الحكومة الإرهابية.
هُدِّدَ نتنياهو بأن حكومته ستنهار إذا قبلت باتفاقية وقف إطلاق النار، من قِبل أعضاء حكومته المتعطشين للدماء. ولم يكن هو أيضاً مؤيداً للاتفاق؛ لكنه عزز موقفه من هذه القضية بالتصريحات التي أدلى بها.
جرت اجتماعات على طاولة المفاوضات، وتبادل المسؤولون العسكريون والسياسيون والاستخباراتيون الأمريكيون الزيارات إلى تل أبيب.
لم يعلن نتنياهو أبداً عن أي نية لوقف إطلاق النار.
واصل الإرهابيون أعمالهم الإرهابية وقتلوا قائد نظرائهم المفاوضين في عمل إرهابي. وبانتهاك سيادة دولة أخرى..
أثارت رسائل التهديد القادمة من إيران هذه المرة قلق نظام الاحتلال وداعميه.
عندما تم الحديث مرة أخرى عن وقف إطلاق النار، جاءت تصريحات من إيران بأنها ستتراجع عن الهجوم المعد إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة.
أنصار الإبادة الجماعية والمتواطئون مع الإرهابيين والمتعاونين معهم المتنكرين في زي حمائم السلام قالوا "يجب وقف إطلاق النار الفوري" مرة أخرى. وذلك لأن وجود الإرهابي كان تحت التهديد.
حماس تعلن مجدداً موافقتها على مشروع بايدن لوقف إطلاق النار؛ لكن بايدن، الذي ركب قارب الإرهابيين، لم يتمكن من الوفاء بكلمته وحاول "مراجعة المسودة" بما يتماشى مع طلب الإرهابي.
بايدن، الذي فشل في أن يكون رجلاً ولم يتمكن من الوفاء بكلمته، ادّعى بلا خجل أن "حماس تراجعت عن الاتفاق المقترح مع إسرائيل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".
والواقع أن نتنياهو أوضح في تصريحه بعد بايدن مباشرة أنه لا يقبل الاتفاق الأول، قائلا إن "إسرائيل لن تنسحب من ممري نتساريم وفيلادلفيا في قطاع غزة".
لم تكن هناك أي انتقادات من "جوقة وقف إطلاق النار" التي صعدت قارب الإرهابيين أيضاً، سواء لسياسات نتنياهو غير المبدئية الداعمة للإبادة، أو لبايدن الذي كان يتقزم أمام نتنياهو حتى صار بحجم الحشرة أمام سيدها.
وهكذا، ظهر واقع آخر لا يمكن الطعن فيه مجدداً:
الإرهابيون القتلة لا يفهمون شيئاً سوى القوة.(İLKHA)