الأستاذ محمد كوكطاش:السنة الثالثة لرحيل الولايات المتحدة عن أفغانستان!
بين الأستاذ كوكطاش حجم شجاعة المجاهدين الأفغان، الذين تمكنوا من طرد أقوى جيوش العالم من بلادهم، بعد أن عاث بها هؤلاء المحتلين فساداً...
كتب الأستاذ محمد كوكطاش في ذكرى انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان:
استمر الاحتلال الأمريكي لأفغانستان عشرين عامًا. في وقت ما، وصلت أعداد الجنود إلى مئة ألف. قد أقول أن الأمريكيين لم يتركوا حجراً على حجر، ولكن في أفغانستان لم يكن هناك الكثير من الحجارة أصلاً. ومع ذلك، استخدموا أكبر الطائرات القتالية التي لم يستخدموها من قبل لقصف الشعب الأفغاني وممارسة القتل الوحشي.
استمر الاحتلال عشرين عامًا، وكلف الاقتصاد الأمريكي مبلغاً قدره تريليونين من الدولارات. وكما هو الحال في أي مكان آخر، فقد ارتكبوا مجازر بحق آلاف الأطفال والنساء والأبرياء المسلمين في أفغانستان.
لكن الولايات المتحدة كانت تعرف جيداً أنها ستنسحب يوماً ما. والأهم من ذلك، كان المسلمون الأفغان يعرفون يقيناً أنهم سيطردون هذا الكافر الأمريكي من أراضيهم، ولم يكن لديهم أدنى شك في ذلك. فقد سبق لهم أن نجحوا في طرد الإمبريالية السوفيتية من وطنهم عبر مقاومة بطولية. بل وأيضاً، رغم أنها لم تستمر طويلاً، فقد طردوا الاحتلال البريطاني، ما شكّل مصدر إلهام و تحفيز للهند، الذين تحرّروا أيضاً من الاستعمار البريطاني.
أعرف أن هناك من قد يسأل، هل الولايات المتحدة التي انسحبت من أفغانستان هي نفس الولايات المتحدة التي تحتل اليوم الشرق الأوسط، أو على الأقل، هل طرق الاحتلال متشابهة؟
في بلادنا، رغم أن الولايات المتحدة لديها العديد من القواعد العسكرية والوحدات العسكرية في كل بلد، وسفن حربية وغواصات نووية في جميع البحار، إلا أنه لا توجد أي دولة في المنطقة اُحتُلَّت فعلياً من قبل مئة ألف جندي أمريكي. يمكننا أن نقول إن العراق شهد فترة من هذا النوع.
فارق آخر بين الولايات المتحدة التي انسحبت من أفغانستان وواقعنا الحالي هو وجود الكيان الصهيوني الإرهابي في المشهد، فجميع الأعمال الفاجرة تُنفّذ الآن بيد هذا الكيان. وعندما نضيف إلى ذلك دعم بريطانيا وفرنسا والدول الغربية الأخرى، نرى أن المسلمين يواجهون وضعاً مختلفاً تماماً مقارنةً بما كان في أفغانستان.
ومع ذلك، نحتفل بقلوبنا بنجاح إخواننا الأفغان في ذكرى انتصارهم، ونتمنى أن يرحل الإمبرياليون عن هذه الأرض المقدسة عاجلاً أم آجلاً، ونعقد الأمل فيهم.
بهذه المشاعر والأفكار، أتمنى للجميع جمعة مباركة من القلب!(İLKHA)