الحرب الروسية الأوكرانية.. روسيا تقصف كييف وأوكرانيا تتوغل في أراضي روسيا لليوم السادس
أفادت السلطات الأوكرانية أن الطائرات الروسية شنت قصفاً على العاصمة الأوكرانية، في الوقت الذي تستمر القوات الأوكرانية في التوغل منطقة كورسك الروسية لليوم السادس على التوالي.
شنت القوات الروسية قصفاً جويا جديدا على العاصمة الأوكرانية كييف، في حين تتواصل المعارك الضارية بين قوات الطرفين في منطقة كورسك الروسية التي تعتبر حاليا الجبهة الأسخن في الحرب، وتشهد أكبر توغل للقوات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب.
وقال رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف، فيتالي كليتشكو: "إن روسيا شنت هجوما جويا على المدينة الليلة الماضية، في الوقت الذي تسارع فيه السلطات بالمناطق الروسية الحدودية مع أوكرانيا إجلاء المدنيين من الأماكن المعرضة للخطر جراء القتال".
وقالت خدمات الطوارئ في أوكرانيا اليوم الأحد: "إن رجلاً وابنه البالغ من العمر (4 أعوام) لقيا حتفهما وأصيب 3 في الهجوم الجوي الروسي الجديد على كييف".
وأفاد شهود بسماع دوي انفجارين على الأقل، في وقت أشار فيه سلاح الجو الأوكراني إلى أن العاصمة ومحيطها وشرق أوكرانيا بأكمله في حالة تأهب تحسبا لهجمات بصواريخ باليستية.
وفي كورسك الروسية، أصدر القائم بأعمال حاكم المنطقة الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، والتي تخوض فيها قوات موسكو معارك ضارية ضد قوات كييف، أوامر بتسريع إجلاء السكان المدنيين من المناطق المعرضة للخطر.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزارة الطوارئ المحلية قولها: "إن أكثر من 76 ألف شخص جرى إجلاؤهم من مناطق متاخمة لأوكرانيا في منطقة كورسك الروسية".
كما قال مسؤولون في المنطقة إن 13 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح بعد تساقط حطام صاروخ أطلقته أوكرانيا على مبنى سكني من 9 طوابق.
وتخوض القوات الروسية يومها السادس من المعارك ضد أكبر توغل أوكراني في الأراضي الروسية منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا قبل أكثر من عامين.
وتوغلت القوات الأوكرانية عبر الحدود الروسية في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء الماضي، واقتحمت بعض الأجزاء الغربية من منطقة كورسك الروسية، في هجوم مفاجئ قال مراقبون: "إنه يهدف إلى كسب نفوذ في محادثات وقف إطلاق النار المحتملة بعد الانتخابات الأميركية".
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد إن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت 14 طائرة مسيرة و4 صواريخ باليستية تكتيكية من طراز "توشكا-يو" أطلقتها أوكرانيا فوق منطقة كورسك المتاخمة للحدود.
وأضافت الوزارة في بيان أن 16 طائرة مسيرة أسقطت فوق منطقة "فورونيغ" على بعد مئات الكيلومترات جنوبي موسكو، و3 طائرات مسيرة فوق منطقة "بيلغورود" الحدودية، وأن مسيرتين أخريين دمرتا فوق منطقتي "بريانسك وأورلوف".
وقال حاكم منطقة "فورونيغ" بجنوب غرب روسيا اليوم الأحد إن حطام طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا ألحق أضرارا بمبنى إداري ومنشأة خدمات في مدينة "فورونيغ".
هذا، وقد أقر الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" للمرة الأولى أمس السبت بأن القوات الأوكرانية تخوض قتالا في إطار هجوم مفاجئ في مدينة كورسك الروسية.
وفي خطابه المسائي عبر الاتصال المرئي، قال "زيلينسكي" إنه ناقش العملية مع القائد العام للقوات المسلحة "ألكسندر سيرسكي"، مشيرا إلى أنه تلقى عدة تقارير من القائد العام "سيرسكي" بشأن الخطوط الأمامية وإجراءاتنا لدفع الحرب إلى أراضي المعتدي.
وأكد أن أوكرانيا تبرهن على أنها قادرة بالفعل على استعادة العدالة وضمان الضغط اللازم على المعتدي، وفق تعبيره.
ووصف الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الهجوم الأوكراني بأنه استفزاز كبير، في حين أشار محللون عسكريون إلى أن الهجوم فاجأ الكرملين، وفقا لوكالة رويترز.
وفي إشارة ربما إلى خطورة الموقف، فرضت روسيا نظاما أمنيا شاملا في 3 مناطق حدودية أمس السبت، في حين أرسلت روسيا البيضاء الحليف القوي لموسكو المزيد من القوات إلى حدودها مع أوكرانيا متهمة كييف بانتهاك مجالها الجوي.
ويقول مدونون عسكريون روس إن الوضع استقر بعد التعزيزات الروسية، لكنهم قالوا أيضا إن أوكرانيا تحشد قواتها بسرعة.
ودفع الهجوم الأوكراني البعض في موسكو إلى التساؤل عن سبب تمكن أوكرانيا من اختراق منطقة كورسك بسهولة بعد مرور أكثر من عامين على شن الحرب البرية الأكبر في أوروبا، من حيث عدد المقاتلين، منذ الحرب العالمية الثانية. (İLKHA)