الأستاذ حسن ساباز: شهادة مباركة!
قارن الأستاذ حسن ساباز بعد خبر استشهاد اسماعيل هنية، بين الأبطال المجاهدين في فلسطين الذين رفضوا الحياة وأصبحت الشهادة أغلى أهدافهم، بينما نحن لا نجيد إلّا الكلام، وليس هذا فقط فإن البعض مننا حتى أنه لا يُحسن الكلام أيضاً...
كتب الأستاذ حسن ساباز عن خبر استشهاد اسماعيل هنيّة:
فلسطين هي أرض النضال التي تُرِكت لها الشهادة كإرث. الراية التي رفعها عز الدين القسام انتقلت من يد إلى يد ولم تُسقط رغم كل الثمن الباهظ الذي دُفع.
اليوم نحن نتحدث عن شهادة إسماعيل هنية، وقلوبنا مليئة بالحزن.
ولكننا فقط نتحدث.
داعمي العدو المتجبر وأعوانه يعملون بكل قوتهم للحفاظ على وجوده.
إنهم ينفقون ثرواتهم الدنيوية التي كرّسوا حياتهم من أجلها، للإبقاء على الإرهاب الصهيوني حياً.
بينما نحن فقط نتحدث.
كلما تحدثنا، ضعفنا، وكلما ضعفنا، أصبحنا هدفًا لبعضنا البعض بدلاً من أن نتوجه إلى العدو.
البعض منا يرفض شرف انتماءه لأمتنا ويقع في فخ طلب الشرف في الوثنية القومية.
والبعض يُظهرون أنفسهم وكأنهم منّا، لكنّهم يُهينون أبطال الأرض، ويسعون للدفاع عن القتلة الذين لا قيمة إنسانية لهم.
في هذه الأثناء، وعلى مدى 75 عامًا، ظل هناك أناس يقاومون، ويُنفون، ويقضون سنوات في الزنزانات، ويتعرضون لجميع أنواع التعذيب ويستشهدون.
نعم يستشهدون!
يتم طردهم من منازلهم، وتُصادر حقولهم، وتُقتلع أشجارهم، ويتم إعدامهم علناً في الشوارع.
لقد رضوا بالشهادة وأصبحت جزءاً من حياتهم؛ ولكنهم لم يقبلوا الاحتلال، ولن يقبلوه.
أطفال وشباب ونساء وشيوخ..
حتى أن شخصاً مثل الشيخ أحمد ياسين، المصاب بشلل في معظم جسده، يصبح الناطق باسم المقاومة المجيدة قبل استشهاده ويكشف بوضوح ذلّنا في وجوهنا:
"قريبًا ستسمعون بموتنا العظيم، وسيكون مكتوبًا على جباهنا:
"لقد تقدمنا للأمام وانتصرنا"
وسيموت معنا أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا!
سنجعلهم وقوداً لهذه الأمة الصامتة البليدة!
لا تتوقعوا منا الاستسلام أو رفع الراية البيضاء! لأننا نعلم أنه حتى لو فعلنا ذلك، سنموت. فدعونا نموت بشرف المحارب! إذا شئتم، كونوا معنا قدر المستطاع، وليحمل كل واحد منكم ثأرنا!
وإذا شئتم، فقط شاهدوا موتنا بشفقة!"
الشيخ أحمد ياسين، الذي استشهد قبل 20 عامًا بهجوم وحشي، كان قد ردّ على من يلومون حركة المقاومة الإسلامية في 7 أكتوبراليوم عندما قال:
"لا تتوقعوا منا أن نستسلم ونرفع الراية البيضاء! لأننا نعلم أننا سنموت حتى لو فعلنا ذلك. دعونا نموت بشرف المحارب! "
ونحن شهداء ونؤمن أن كل ما على الأرض سيشهد أننا عشنا بـ "شرف المحارب" و"شرف المسلم" واستحققنا الاستشهاد في سبيل الله...
عبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة وصالح عاروري…
وإسماعيل هنية أيضاً..
الذي كان يرسل أبنائه وأحفاده وأقاربه للاستشهاد، أظهر للإنسانية الشكل الملموس للإيمان والر ضى فقال: "إن دماء أطفالي ليست أغلى من غزة".
كان كمال أوزتورك من آخر الصحفيين الذين التقوا به.
وعبر عن كلماته الأخيرة بما يلي:
"نحن نقاتل من أجل الحرية، ونضحي بأرواحنا من أجل إنقاذ أراضينا المحتلة. وهم ينتقدون هذا الاحتلال فقط دون أن يفعلوا أي شيء لإنهائه."
توكلنا على الله وبإذنه سننتصر. "نحن مستعدون للموت من أجل هذه القضية."
لقد وفَّيتَ بوعدك، وثبتَّ على كلماتك، ودماؤك تشهد على أقوالك.
شهادة مباركة!(İLKHA)