إسماعيل هنية.. رحلة المقاومة من الأسر إلى المنفى، ومن محاولات الاغتيال إلى الاستشهاد
توج القائد المجاهد إسماعيل هنية، رحلة طويلة من المقاومة على مختلف المستويات، من دراسته الجامعية إلى قيادة المجلس السياسي لحركة حماس، بالاستشهاد، تركاً إرثاً من نموذج المقاومة الفلسطينية وقدم لفلسطين شخصية سيظل اسمها يضاف إلى قائمة القادة العظماء.
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن المجاهد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي كان في طهران لحضور مراسم أداء اليمين للرئيس الإيراني الجديد "مسعود بيزشكيان"، استشهد جراء الهجوم الصهيوني.
من هو إسماعيل هنية؟
ولد إسماعيل هنية في 23 مايو 1963 في مخيم الشاطئ للاجئين في قطاع غزة، لجأت عائلته إلى مخيم الشاطيء من مدينة عسقلان بعد نكبة عام 1948.
بعد حصوله على شهادة في الأدب العربي، من الجامعة الإسلامية بغزة عام 1987، واصل تحصيله وحصل على الدكتوراه من الجامعة الإسلامية عام 2009.
التجربة السياسية
اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي هنية للمرة الأولى عام 1987 بُعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، ولبث في السجن 18 يوما، ثم اعتقل للمرة الثانية عام 1988 لمدة ستة أشهر.
دخل هنية السجن الصهيوني مجددا عام 1989 بتهمة الانتماء إلى حركة حماس، حيث أمضى ثلاث سنوات معتقلا، وبعدها نفي إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان، لكنه عاد إلى قطاع غزة بعد قضائه عاما في المنفى إثر توقيع اتفاق أوسلو، وأصبح رئيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة.
ترأس هنية قائمة التغيير والإصلاح التي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية المنظمة مطلع يناير/كانون الثاني 2006، وأصبح رئيسا للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس في فبراير/شباط 2006.
تعرض لمحاولات اغتيال ومضايقات، حيث جُرحت يده يوم 6 سبتمبر/أيلول 2003 إثر غارة إسرائيلية استهدفت بعض قياديي حماس من بينهم الشيخ أحمد ياسين، ومنع من دخول غزة بعد عودته من جولة دولية يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 2006.
كما تعرض موكبه لإطلاق نار في غزة يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2006 أثناء صدام مسلح بين حركتي فتح وحماس، واستهدف الكيان الصهيوني منزله في غزة بالقصف في حروبها على غزة سعيا لاغتياله.
أقاله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم 14 يونيو/حزيران 2007 بعد سيطرة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على مراكز الأجهزة الأمنية في قطاع غزة حسما لانفلات أمني دام شهورا في القطاع، وقد رفض هنية هذا القرار وواصل رئاسة ما أصبح يسمى "الحكومة المقالة" التي تتخذ من غزة مقرا لها.
حرص هنية على فتح الباب أمام المصالحة الوطنية مع السلطة الفلسطينية، وأعلن قبوله التنازل عن رئاسة الحكومة المقالة في إطار مصالحة شاملة تكون حكومة وفاق وطني أبرز ثمارها.
ونتيجة لذلك تم الإعلان عن حكومة جديدة يوم 2 يونيو/حزيران 2014 برئاسة الأكاديمي رامي الحمد الله، وهنأ إسماعيل هنية الشعب الفلسطيني بتشكيل الحكومة الجديدة قائلا "إنني أسلم اليوم الحكومة طواعية وحرصا على نجاح الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها في المرحلة القادمة".
رئاسة حماس
اختاره مجلس شورى حماس رئيسا لمكتبها السياسي يوم 6 مايو/أيار 2017 بعد انتخابات متزامنة أجريت في العاصمة القطرية الدوحة وغزة عبر نظام الربط التلفزيوني (الفيديو كونفرنس).
وكان يُفترض أن يسافر عدد من قادة حماس من غزة إلى قطر -وعلى رأسهم هنية- للمشاركة في الانتخابات، إلا أن إغلاق معبر رفح خلال الأيام السابقة على عملية الانتخاب حال دون ذلك.
وجرت الانتخابات -حسب وكالة أنباء الأناضول- بين ثلاثة من القادة، وهم إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق، نائبا خالد مشعل، والعضو السابق في المكتب السياسي محمد نزال.
تعرض لمحاولات اغتيال
تعرض إسماعيل هنية لمحاولات اغتيال عديدة؛ وكان آخرها هجوم طائرات الاحتلال الذي استهدف مجموعة من قادة المقاومة بعد العملية الاستشهادية التي نفذتها كتائب القسام عام 2003.
طوفان الأقصى
هنية، الذي كان في قطر أثناء طوفان الأقصى الذي بدأ في 7 أكتوبر، أدى سجدة الشكر مع أصدقائه بعد تلقيه نبأ العملية.
وفي 10 أبريل، أول أيام عيد الفطر، استشهد 7 أشخاص من عائلة هنية، بينهم أبناؤه الثلاثة وعدد من أحفاده، في قصف الاحتلال الذي استهدف سيارة كانت تقلهم في مخيم الشاطئ.
بالإضافة إلى ذلك، بتاريخ 24 يونيو، استشهد 10 أفراد من عائلته، من بينهم شقيقته، جراء القصف الذي استهدف منزلهم في مخيم الشاطئ غرب غزة.
واستقبل هنية استشهاد ذويه بصبر وثبات وخضوع.
وبعد تلقيه نبأ استشهاد أبنائه وأحفاده قال: “إن دماء أبنائي وأحفادي الشهداء ليست أغلى من دماء أبناء الشعب الفلسطيني. "أشكر الله على هذا الشرف."
"نحن قوم نحب الموت كما يحب أعداؤنا الحياة"
وقال ما يلي في خطاب ألقاه عام 2014 ردا على الحصار المستمر على قطاع غزة:
"نحن شعب، إذا كان قراركم الحصار، فقرارنا هو النصر، وإذا كان قراركم تركيع غزة وأهلها، فقرارنا هو السجود لله.
نحن شعب يحب الموت كما يحب أعداؤنا الحياة. مثلما يحب الآخرون مقاعدهم، نحن أيضًا نحب أن نستشهد مثل ما استشهد القادة، خذوا جميع المناصب واتركوا البلاد لنا".
(İLKHA)