غارات جوية عنيفة ينفذها الجيش السوداني على عدة مواقع بالخرطوم
شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، غارات عنيفة على عدد من المواقع في مدن الخرطوم الثلاث، ما أوقع ضحايا في صفوف المدنيين، بينما استهدفت مدفعية الدعم السريع محيط قيادة الفرقة السادسة مشاة بولاية شمال دارفور.
هاجم الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، في وقت مبكر من صباح الجمعة، مواقع يُعتقد أنه يتمركز فيها قوات الدعم السريع بكل من الخرطوم وبحري وشرق النيل وغرب أمدرمان.
وبث ناشطون مقاطع فيديو أظهرت آثار القصف المدمر الذي طال سوق "قندهار" في غرب أمدرمان، مما أوقع عدداً كبيراً من القتلى وسط المدنيين.
وظل "قندهار، وهو أكبر أسواق منطقة غرب أمدرمان، يتعرض للاستهداف بصورة متكررة من قبل الجيش السوداني، حيث أدى الاستهداف المتواصل إلى قتل أعداد كبيرة من المدنيين وتدمير المرافق التجارية والمنازل في محيط السوق المكتظ بالمواطنين.
ويعد السوق أحد مناطق تجميع مقاتلي الدعم السريع الذين يصلون إلى أمدرمان من غرب السودان، ومن الموقع يتم إرسالهم إلى بقية مناطق العمليات.
وفي الأثناء، أفادت مصادر عسكرية باندلاع مواجهات عنيفة بين الجيش والدعم السريع في محيط سلاح المدرعات جنوب الخرطوم، ونقل شهود عيان سماعهم أصوات انفجارات عنيفة في أحياء "الصحافة" وغيرها نتيجة لاستخدام طرفي النزاع الأسلحة الثقيلة.
وكان الجيش السوداني قال الخميس: "إن قواته في منطقة الشجرة العسكرية نفذت عملية ناجحة في مناطق تواجد الدعم السريع، وتمكنت من تدمير مخزن ضخم للأسلحة والذخائر".
وفي الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، واصلت قوات الدعم السريع استهداف مواقع متفرقة في المدينة عن طريق المدفعية الثقيلة.
وقال شهود عيان: "إن القوات قصفت مواقع قريبة من قيادة الفرقة السادسة مشاة، علاوة على الأحياء الجنوبية والشمالية ووسط مدينة الفاشر مما أوقع ضحايا في صفوف المدنيين".
إلى ذلك، كشف تعميم أصدرته حركة تحرير السودان بقيادة "عبد الواحد نور" عن تدمير الأمطار الغزيرة التي هطلت في الفاشر، صباح الجمعة، لعدد من منازل سكان مخيم "زمزم" المكتظ بالنازحين.
وأوضح أن النازحين يواجهون كارثة إنسانية حقيقية في ظل انعدام الغذاء والدواء والإيواء واستمرار المعارك.
وناشد الضمير الإنساني الوطني والعالمي بالتحرك العاجل لإنقاذ الضحايا الذين ظلوا مشردين منذ العام 2003، ودعا أطراف الصراع إلى مراعاة الظروف الإنسانية الحرجة التي يعيشها الأبرياء وإعلان وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية لعبور الإغاثة عبر المنظمات الدولية العاملة.
وتشهد الفاشر منذ 10 أيار/ مايو الماضي معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث تسعى الأخيرة للسيطرة على المدينة كآخر المواقع المتبقية في إقليم دارفور غير الخاضعة لسيطرتها.
لكن القصف المدفعي العنيف الذي تنفذه الدعم السريع بشكل يومي تسبب في قتل أعداد كبيرة من المدنيين وتشريد أكثر من 500 ألف شخص فروا إلى مناطق جبل مرة الخاضعة لسيطرة حركة تحرير السودان.