الرئيس الإيراني بيزشكيان: على الولايات المتحدة أن تتقبل حقيقة إيران
قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان: "إن على صناع القرار في واشنطن أن يفهموا أن السياسة القائمة على تأليب دول المنطقة ضد بعضها البعض لم تكن ناجحة في الماضي، ولن تنجح في المستقبل. وعليهم أن يتقبلوا واقع إيران، ويتجنبوا المزيد من تصعيد التوتر الحالي".
كتب الرئيس الإيراني الجديد "مسعود بيزشكيان" مقالاً لصحيفة طهران تايمز وشرح فيه برامج سياسته الخارجية.
وبحسب وكالة مهر للأنباء، قال "بيزشكيان" إنه بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) في مايو 2018، يتعين على الدول الأوروبية زيارة إيران للحفاظ على الاتفاق النووي وتخفيف تأثير العقوبات الأمريكية غير القانونية والأحادية الجانب على إيران.
وذكر "بيزشكيان" أنه قدم 11 التزاما مشيراً إلى أن هذه الالتزامات تشمل "ضمان المعاملات المصرفية الفعالة، والحماية الفعالة للشركات ضد العقوبات الأمريكية، وتشجيع الاستثمار في إيران". وأضاف: "على الرغم من أن الدول الأوروبية تنتهك جميع هذه الالتزامات، إلا أن إيران هي المسؤولة الوحيدة عن جميع التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، وعلى الرغم من كل هذا، نحن مستعدون لإجراء حوار بناء مع أوروبا".
وقال بيزشكيان: "يجب على الدول الأوروبية أن تفهم أن الشعب الإيراني شعب فخور وأنه لم يعد من الممكن تجاهل حقوقه وكرامته، وعندما تدرك القوى الأوروبية هذه الحقيقة، ستضع جانباً التصور الخاطئ للتفوق الأخلاقي، وتتغلب على الأزمات الزائفة، التي ألقت بظلالها على علاقاتنا لفترة طويلة، إيران ستنشأ العديد من فرص التعاون بين الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، وأمن الطاقة، والنقل، والبيئة، ومكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات، واللاجئين، ومجالات أخرى".
وشدد "بيزشكيان" على أنهم وقعوا على الاتفاق النووي في عام 2015 بحسن نية وأوفوا بجميع الالتزامات بالكامل، لكنه ذكّر بأن الولايات المتحدة، انسحبت من جانب واحد من هذا الاتفاق للانفصام في سياستها الداخلية.
وقال بيزشكيان: "من خلال فرض العقوبات الخارجية، تسببت الولايات المتحدة في خسائر وألم لا حصر له للشعب الإيراني، خاصة خلال وباء كورونا، وألحقت الضرر باقتصادنا، وكثفت الولايات المتحدة هذا التوتر من خلال شن حرب اقتصادية ضد إيران وأغتيال الجنرال سليماني، الذي حقق نجاحا كبيرا في الحرب ضد داعش".
وتابع:"إن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لم يفوتوا فرصة تاريخية لزيادة التوترات في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم فحسب، بل قاموا أيضًا بتقويض معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية بشكل خطير، وفي الواقع، فإن الولايات المتحدة حلفاؤها الغربيون قاموا بتدمير نظام منع الانتشار النووي، واستخدموه كأداة لخلق أزمة مصطنعة حول البرنامج النووي السلمي الإيراني وممارسة الضغط المستمر على شعبنا، في حين دعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إسرائيل بنشاط ودون تردد، فهي ليست عضواً في معاهدة منع الانتشار النووي، والتي، كما تظهر كل الأدلة، أنها دولة فصل عنصري عدواني يمتلك أسلحة نووية".
وأضاف: "إن إنتاج الأسلحة النووية ليس له مكان في العقيدة الدفاعية الإيرانية، إنني أحث الولايات المتحدة على التخلي عن الحسابات الخاطئة وانتهاج سياسة مناسبة، وعلى صناع القرار في واشنطن أن يفهموا أن السياسة القائمة على تأليب دول المنطقة ضد بعضها البعض لم تكن ناجحة في الماضي ولن تنجح في المستقبل، ويتعين عليهم أن يتقبلوا واقع إيران وأن يتجنبوا المزيد من تصعيد التوترات القائمة".
وختم مقاله قائلاً: "لقد أعطاني الشعب الإيراني تفويضًا قويًا فيما يتعلق بحقوقنا وكرامتنا ودورنا الصحيح في المنطقة والعالم، ولذاأدعو كل من يريد المشاركة في هذا الجهد التاريخي إلى التعاون." (ILKHA)