الأستاذ بيلدان كورتاران: أثناء الذهاب إلى أوسكودار...
روى الأستاذ بيلدان كورتاران قصة قصيرة حدثت في أوسكودار مع امرأة عجوز، ليصل من خلالها إلى ضرورة غضّ المؤمنين و المؤمنات لأبصارهم حتى تستقيم حياتهم و يكونوا أسياد انفسهم.
كتب الأستاذ بيلدان كورتاران في ضرورة غضّ البصر:
قالت في نفسها إن أوسكودار عادت جميلة مرة أخرى هذا الصباح. الشمس والبحر والنسيم اللطيف..
ما أعظم هذه النعم..
مع الامتنان العميق، تقدمت الخالة العجوز إلى الأمام. مذكراتها في يدها وذكرياتها على لسانها، أسرعت بخطواتها بكل ما أوتيت من قوة لتعبر الشارع.
ثم وقعت نظرتها لا إرادياً على امرأة قادمة من الاتجاه المعاكس.
كانت المرأة ذات تنورة قصيرة للغاية ترتدي ملابس، أو بالأحرى لم تكن ترتدي ملابس، بحيث تجمدت نظرة المرأة العجوزعليها، من المفاجأة أو من الصدمة. لكن قدماها واصلتا السير بخطوات لا إرادية..
ثم أذهلتها ضربة قوية. ضربت رأسها دون قصد على إشارة المرور أمامها. بدأت النجوم تدور حول رأسها، وفجأة أظلمت عيناها.
ثم بدأت المناطق المحيطة تصبح أكثر إشراقا. في هذه اللحظة، التقت وجهاً لوجه مع ضابط شرطة المرور، الذي نظر إليها بابتسامة ذات معنى.
اقترب ضابط شرطة المرور الذي شهد ما حدث من الخالة وقال بمكر:
يا خالة!
أنتِ ضربتِ رأسكِ فماذا نفعل ؟؟؟
كانت المرأة في حيرة من أمرها بشأن ماذا تجيب.
وسبحان الله، انسحب من المشهد بخفة لم تكن متوقعة منه، تكاد تصل إلى سرعة الشعاع...
أجل..
وجدت السيدة العجوز حلاً مؤقتاً بالابتعاد عن هذا المنظر الكريه الذي نادراً ما تراه نظراً لظروفها المعيشية.
فماذا يجب على من يتعرض باستمرار لمثل هذه الصور أن يفعل وكيف يتصرف؟
إذا هرب من الشارع سيظهر أمامه في شارع آخر، أو في الحافلة، وربما في مترو الأنفاق، وإذا هرب من كل هذا سيظهر أمامها في التلفاز في بيته، وإذا هرب من البيت سيمثل أمامه على هاتفه الذي في يده...
أليس هناك حل لهذا؟
بالطبع هناك...
والحل لذلك يكمن في الفرد نفسه.
هكذا يقول ربنا!
{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}(النور:30).
{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور:31]
إن أكبر عائق ومانع أمام كثير من المواقف الصعبة التي يمكن أن تمر بها، والعديد من المعاصي التي يمكن أن ترتكبها، والعديد من العواقب التي من شأنها أن تقودك إلى الفساد والزنا والضلال هي في المقام الأول العين.
لأن العين؛ هي مرآة الفؤاد والعقل والروح والقلب.
الفؤاد؛ يرضى بما تراه العين.
العقل مشغول بما تراه العين.
روح؛ تتغذى على ما تراه العين.
والقلب؛ يميل إلى ما تراه العين.
ولهذا السبب، دعونا لا نتجاهل ذلك فحسب. لأنه إذا زلّت العين زلّ الفؤاد والعقل والروح والقلب أيضاً.
وأيًا كان الاتجاه الذي ينظر إليه الإنسان، فإنه سيعود في النهاية إلى ذلك الاتجاه..
الخلاصة...
الشخص؛ أسير نظراته غير المنضبطة، وسيّد نظراته المنضبطة.(İLKHA)