الأستاذ حسن ساباز: الدفاع المشروع
أكّد الأستاذ حسن ساباز أن كل ما تروّج له الصهيونية في سبيل جعل ما تفعله في فلسطين حق مشروع لها، بدأ يتكشّف و بدأ العالم يفهم الطبيعة الإرهابية لهذا النظام المحتل..
تحدّث الأستاذ حسن ساباز عن ادعاءات الصهاينة و التي بدأت تتلاشى مع تفاقم وحشيتهم في غزة:
قصف نظام الاحتلال الإرهابي المدنيين النازحين، مما أدى إلى اشتعال النيران في الخيام ووفاة المئات من الأطفال والنساء، ورداً على ذلك، وصلت ردود الفعل الإنسانية حول العالم إلى ذروتها؛ لكن في البيان الرسمي الذي أصدرته أمريكا الشريكة في الإبادة الجماعية، أكدوا أنهم سيستمرون في مساعدة الإرهابي الغازي، قائلين إن "إنهم لم يتجاوزوا الخطوط الحمراء بعد".
مدينة رفح تتعرض لقصف شديد، ورغم قوتهم الهائلة، فإن الإرهابيين يتلقون ضربات موجعة من أبطال المقاومة الإسلامية على الأرض، فهم يقصفون غزة منذ 8 أشهر، ولم يتركوا حجراً على حجر بحجة "إنقاذ الرهائن" وارتكبوا أكثر من 3 آلاف مجزرة، لكنّهم في نفس الوقت يُرسلُون إلى جهنم واحداً تلو الآخر أو جماعات، وبعض الجنود الصهاينة الذين يمنعون دخول الغذاء إلى غزة ويطلقون النار على متطوعي الإغاثة اضطرّوا إلى مغادرة الجبهة، فبعضهم أصبح معاقاً وبعضهم متضرر نفسياً.
وربما الأهم من ذلك، أنه على الرغم من كل هذا القصف الوحشي، فإن بعض الذين حاولوا دخول غزة بالدبابات والمدرعات تم أسرهم قبل أيام.
ومن ناحية أخرى، فإن أصحاب الضمائر الحية في جميع أنحاء العالم يدينون الإبادة الجماعية، بل وبدأوا يشككون في ادّعاء "المحرقة الجماعية لليهود" .
بالنسبة للنظام الإرهابي الصهيوني، فإن "انهيار أسطورة الهولوكوست" هو أمر أكثر فظاعة بكثير من مناهضة الصهيونية في العالم والدعوة إلى فرض حظر على الصهاينة.
إن حجة "الدفاع عن النفس" التي ترددها باستمرار وسائل الإعلام والسياسة التي يسيطر عليها الصهيونيون، اهتزت الآن بحقيقة أنه "لا يمكن أن يكون هناك دفاع عن النفس للمحتل".
ويحاول نتنياهو المتعطش للدماء وأصدقاؤه إيجاد طرق جديدة لمواجهة حقيقة أنهم "النظام المحتل"، ومن أجل إبعاد أنفسهم عن التهمة، فإنهم يشاركون معلومات قذرة يدعمونها ببعض الدلائل العلمية و التاريخية لتبرير ما يفعلونه بالفلسطينيين من أجل اهدافهم الخاصة.
فزعم الإرهابي نتنياهو في رسالته التي نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، أن "الفلسطينيين الذين عاشوا في التاريخ جاؤوا من جنوب أوروبا، وأن أصول الفلسطينيين الحاليين ترجع إلى شبه الجزيرة العربية، وأنه لا توجد أي صلة بين الفلسطينيين الحاليين والفلسطينيين السابقين."
إن مقاومة أهل غزة بثبات غير مسبوق والنضال الملحمي لحركات المقاومة الإسلامية مع محبي الشهادة الذين "واجهوا الموت" قد دمر دماغ وعقل الإرهابيين، وهذا واضح في كلمات نتنياهو.
يبدي الباحث في تاريخ القدس جمال عمرو الملاحظة التالية المثيرة للاهتمام والملفتة للنظر بالنسبة لادعاءات نتنياهو حول أصول الفلسطينيين: "هذا الادعاء سيكون سببًا لتدمير إسرائيل، لأنه سيقود إسرائيل إلى نفق مظلم فيما يتعلق بأصول يهود اليوم". ويقول جمال عمرو إن اليهود الحاليين في الأراضي المحتلة يأتون من أكثر من سبعين دولة، ويشير عمرو إلى أن مواطني نظام الاحتلال الحالي يأتون في الغالب من أوروبا الشرقية وروسيا وإثيوبيا، ويذكر أن بعضهم ليسوا حتى يهودًا.
نتنياهو، من خلال قوله إن الفلسطينيين الحاليين من أصول "عربية"، يضع نفسه في موقف صعب، لأنه يتناقض مع جهود مشروع "صفقة القرن" الذي تم تنفيذه بعناية خلال فترة حكم ترامب بقيادة جاريد كوشنر. في الوقت نفسه، كانت وسائل الإعلام في الخليج تنشر مقالات تشكك في "عروبة الفلسطينيين" وتحاول إزالة قضية فلسطين تمامًا من جدول أعمال الشارع العربي، كانت مشكلة فلسطين أكبر عقبة أمام تطبيع العلاقات بين الناشطين الوطنيين العرب الجدد والنظام الصهيونيı
ومع الإبادة الجماعية التي اُرتكِبت في غزة، أصبحت مشكلة فلسطين "مشكلة إنسانية" و"مشكلة ضمير"، في حين تحولت أطروحات القوميين العرب الجدد إلى قمامة.
الصهاينة هم محتلون وأي مقاومة ضد الاحتلال هي مقاومة مشروعة.
لقد أصبح من الواضح أكثر فأكثر أن خطوط أمريكا الحمراء لا علاقة لها بالأخلاق والضمير والإنسانية.(İLKHA)