الأستاذ رياض مكاييف: لو بذلنا جهدا أكبر قليلاً..
دعا الأستاذ رياض مكاييف ألّا نعتاد المشهد الذي يجري في غزّة، ويجب أن نعيد ردود أفعالنا كما كانت منذ اليوم الأوّل، وعلينا الضغط بمختلف الوسائل على الدّول الإسلامية لإيجاد حلّ لقضية غزة.
كتب الأستاذ رياض مكاييف هذه المقالة يدعو فيها إلى خلق أساليب جديدة في سبيل إنهاء مأساة غزة:
لم تعد قضيّة غزة من أولوياتنا، لقد انخفض أدائنا تدريجياً منذ 7 أكتوبر... هذا ما أراده الصهاينة... بدأنا نعتاد على المشهد، و يومنا يمضي بشكل روتيني وإسرائيل تدمر غزة بسهولة... تكتيكات القوى الإمبريالية القاسية هي نفس الشيء دائمًا... الطغاة يشعلون الحرب بشكل تدريجي ويحاولون نشرها... لأن البشر كائن لديه القدرة على الاعتياد و التكيّف مع كل شيء، حتى ينسى تماماً. لم بعد هناك أثر لردود أفعالنا التي أظهرناها في البداية ، لكن الناس لازالوا يموتون في غزة بنفس الطريقة، المباني تُهدم، وغزة تُسوّى بالأرض... لقد غيرنا أولوياتنا كما لو أننا فعلنا كل شيء أو كما لو أننا قمنا بواجبنا و انتهت المهمّة... لا يوجد المقاطعة، انخفضت المسيرات في الشوارع، ولم تعد هناك مسيرات أمام ماكدونالدز... أولئك الذين يحتفلون في 1 مايو، والناس في الحفلات، وما إلى ذلك. إلى أي مدى نحن سلبيون تجاه غزة، أليس كذلك؟ في الواقع، لدينا الكثير من العمل الذي يمكننا القيام به... لقد قاطعنا البضائع الإسرائيلية حتى الآن وكنا ندعو الأمة الإسلامية دائمًا إلى المقاطعة، وما زلنا نفعل ذلك... لكننا لم نقاطع الدول الإسلامية أبدًا التي تسكتت على المجازر التي ترتكبها دولة إسرائيل الإرهابية.. أليس بوسعنا ذلك؟
لا أعرف كيف أفهم ذلك، لكن من الآن فصاعداً يجب أن نقاطع الدول الإسلامية وندعو الأمة إلى هذه المقاطعة... فمثلاً، المملكة العربية السعودية لديها العديد من الأسلحة الاستراتيجية التي يمكن أن تستخدمها ضد إسرائيل وحلفائها، لكن على العكس من ذلك، فإن آل سعود يحاولون تحسين العلاقات مع إسرائيل.. والأمة الإسلامية في المقابل لديها سلاح يمكنها استخدامه ضد السعودية، لكننا لا نستخدمه.. على سبيل المثال، لا يجوز أداء العمرة إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة، وإذا لزم الأمر يجب تأجيل الحج... فحياة البشر على المحك، وعندما يحدث هذا، سيكون لدينا الكثير من العلماء الذين يفتون في ذلك الأمر.. وتذكر القول: " لو كنت حياً، لكسرت الكعبة وبنيتها سبع مرات حتى لا أكسر قلب أحد المؤمنين "، القلوب في غزة لا تنكسر، بل تُقتل... السعودية لديها القدرة على إنهاء هذه الحرب إذا أرادت... ليس لديهم بطاقة الحج والعمرة فقط، بل لديهم أيضًا بطاقة النفط... لا داعي لشرح ما يمكن أن تفعله السعودية من خلال أوبك... لذلك هي الأولى بين من يجب مقاطعتهم.... وفي المركز الثاني الإمارات (الإمارات العربية المتحدة). دبي؛ فهل ستتحرك الإمارات إذا لم يسافر المسلمون إلى دبي حتى يتم وقف إطلاق النار في غزة وحل القضية الفلسطينية سياسياً؟ السياحة هي ما تولي له الإمارات أهمية.. والدعوة لعدم السفر والسياحة إلى الإمارات حتماً ستحركهم، لماذا نتوقع كل شيء من تركيا وإيران.. إذا بادر المسلمون في تركيا إلى مثل هذه المقاطعة فستنتشر هذه المقاطعة فورًا إلى دول أخرى... وأن نبدأ هذه المقاطعة فورًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. إذا لم نحشد العالم العربي، فإن قضية غزة ستستمر لفترة طويلة... فلنواصل مقاطعة إسرائيل، لكن الغرب سيقدم لهم الدعم المالي دائماً... لأن القضية لا تتعلق بغزة فقط، بل هي صراع حضارات بين الغرب والشرق... الحرب في غزة هي صراع من أجل الوجود. .. وسبب الاستشهاد بالسعودية والإمارات كأمثلة هو أن هاتين الدولتين تؤثران على العالم العربي بأكمله، وخاصة المملكة العربية السعودية. إذا تحركت السعودية، ستتحرك كل الدول العربية والإمارات العربية المتحدة... ولذلك مهم جداً أن نبدأ المقاطعة ضدهما أيضاً... تحية لغزة، واصل المقاومة!(İLKHA)