الأستاذ محمد كوكطاش: لنُخرِج رؤوسنا ونتحمل المخاطر!
أوضح الأستاذ محمد كوكطاش أن السّير نحو الأمام و التطور و تحقيق الأهداف ، لا يكون طالما بقينا في المنطقة الآمنة و لم نحاول أن نتحمل المخاطر و نجازف في سبيل تحقيق كل ما نصبو إليه..
كتب الأستاذ محمد كوكطاش في أهميّة المخاطرة و المجازفة للمضي قُدُماً:
كما أن الإنسان لا يستطيع أن يحقق النجاح في أمر دنيوي بسهولة دون أن يخاطر، كذلك لا يمكن له أن يتقدم في جعل الإسلام هو المهيمن في حياته ويفوز بالجنة دون أن يخاطر.
هناك منعطفات في الحياة وأبواب لا يمكن لنا أن نتجاوزها بنفس السرعة التي نتحرك بها في الوضع الطبيعي، فلا بدّ لنا من أن نزيد سرعتنا و نتحمل و المخاطر و نقفز لنستطيع تجاوزها.
أعطي هذا المثال كثيرًا؛ تخاطر السلحفاة عندما تُخرج رأسها للخارج، لكن السلحفاة لا يمكنها أن تذهب بعيدًا إلا عندما تُخرج رأسها، لأن السلحفاة لا تستطيع المشي إلّا عن طريق إخراج رأسها.
السّمة الأكثر تميزًا لرجال الأعمال العظماء هي قدرتهم على المخاطرة والمجازفة، فمن الأمور الضرورية للنجاح في الحياة التجارية الشجاعة والقدرة على المخاطرة و المجازفة.
وعلى الرغم من أن نفس القاعدة تنطبق في الحياة الإسلامية، إلا أن هذه النقطة غالباً ما يتم تجاهلها، جميع الأنبياء، عليهم السلام، بدأوا بأخذ أكبر مخاطرة منذ البداية من خلال رفضهم للأصنام التي يعبدها المجتمع وبقولهم "لا إله إلا الله".
و أيضاً مثال من الواقع: في معركة الخندق، عندما تحدى عمرو بن ود؛ البطل الأسطوري للمشركين المسلمين، وطلب من النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يختار من ينازله، تحمّل الإمام علي بن أبي طالب المخاطرة وواجه الأمر وأراد أن يقاتله، فهزمهُ وقطع رأسه وغيّر مسار المعركة، كانت هذه مخاطرة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف مدى أهمية المخاطرة.
كمسلمين، ما الذي يمكننا تحقيقه بالسرعة الحالية؟ لذا يجب علينا جميعًا أن نجازف ونتحمل المخاطر، سنتمكن من التغلب على جميع العقبات التي تواجهنا في هذه البلاد وفي أنحاء العالم الأخرى من خلال تحمّل المخاطر.
أو يمكننا الفوز من خلال الوقوف مع أولئك الذين خاطروا من قبل وأولئك الذين يخاطرون حاليًا، من خلال الوقوف مع أولئك الذين أخرجوا رؤوسهم، من خلال الانضمام إلى أولئك الذين يحرزون تقدمًا، فهذه أيضًا طريقة لتحمل المخاطر.
إذا كنت لا تتحمل المخاطر وتفكر في كل شيء بدقة وتتخذ القرارات بحسب الضمانات، فأنت مُخطئ.
والحقيقة أن ربنا دعا المؤمنين، وخاصة الأنبياء، إلى المخاطرة عندما قال "وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ" (الزمر 12)
المخاطرة تعني الوجود. ألق نظرة إذا أردت على العقبات التي تحيط بك، فقط أولئك الذين يُمكنهم المخاطرة، يستطيعون التغلّب عليها.
مع التحية والدعاء!(İLKHA)