الأستاذ محمد أشين:حادث أم اغتيال؟
قدّم الأستاذ محمد أشين قراءةً لحادثة مقتل الرئيس الإيراني، وبحث عن إجابات لكثير من النقاط المبهمة التي لم يجد لها إجابة في الوقت الحالي...
تحدّث الأستاذ محمد أشين عن حادثة مقتل الرئيس الإيراني و مرافقيه فكتب:
قبل يومين، تحطمت طائرة مروحية في منطقة جبلية بمحافظة أذربيجان الشرقية في إيران بسبب سوء الأحوال الجوية.
وبسبب الحظر المفروض على إيران، يتم استخدام الطائرات والتكنولوجيا القديمة، ويتم سد النقص في قطع الغيار بوسائلها الخاصة، لذلك تقع مثل هذه الحوادث من وقت لآخر.
مثل هذه الأخبار عادةً تحتل حوالي سطرين في الصحافة العالمية ويتم نسيانها خلال يوم أو يومين.
لكن هذه المرة، ومع وجود الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان على متن المروحية نقلت الأمر إلى نقطة مختلفة جعلت من الحادث موضوعًا رئيسيًا على الساحة الدولية.
ورغم عمليات البحث الجوية والبرية، لكن لم يتم التعرف على موقع الحادث إلا بعد 14 ساعة، ولسوء الحظ، لم يكن هناك ناجون.
نسأل الله الرحمة لمن مات في الحادث، وأتقدم بالتعازي لأسرهم ولشعب الدولة الشقيقة والجارة إيران.
ولو أن هذا الحادث وقع في بلد آخر غير إيران، لكان قد تم اعتباره حادثاً، لكن حقيقةَ أن إيران هي هدف الولايات المتحدة وإسرائيل الصهيونية يضعنا أمام سيناريوهات مختلفة .
هل هذا حقاً حادث أم اغتيال؟
وإذا كان اغتيالاً فمن يقف وراءه؟
أين أمريكا وإسرائيل الصهيونية من هذا؟
هل تحطمت المروحية بسبب إشارات مُرسلة من الأقمار الصناعية وطائرات أخرى أم بسبب تدخل مادي ضد المروحية؟
هل كان هناك تدخل ضد المروحية من داخل إيران أو أثناء تواجدها في أذربيجان؟ أين أذربيجان من هذا؟
وإذا حدث اغتيال فهل ستعلن السلطات الإيرانية عنه أم ستخفي الاغتيال بوصفه حادثاً؟
وغيرها الكثير من الأسئلة التي قد تتبادر إلى الأذهان….
ليس من الظلم أو غير الطبيعي طرح هذه الأسئلة، وحتى لو سألت أي شخص في الشارع لا يعرف السياسة والتطورات، فسوف تجد عنده نفس الأسئلة.
أمامنا إيران التي كانت هدفاً للولايات المتحدة والعالم الغربي لسنوات، وقد اغتالت الولايات المتحدة وإسرائيل الصهيونية العديد من الجنرالات والعلماء، داخل إيران وخارجها، بما في ذلك قاسم سليماني.
وقد بدأت هذه الاعتداءات تتزايد وتصبح علنية بعد طوفان الأقصى، ففي دمشق، عاصمة سوريا، تم قصف مباني السفارة الإيرانية، التي لا ينبغي ضربها حتى في الحرب وفقاً للقانون الدولي.
لذلك، في مثل هذه البيئة، لا يمكن اعتبار تحطم المروحية هذا بمثابة "حادث"
لماذا لايمكن الوصول إلى موقع الحادث إلابعد 14 ساعة؟ على الرغم من وجود أجهزة إرسال إشارة وصور رادارية وإشارات من الأقمار الصناعية، فلماذا لم يتم الكشف عن مكان الحادث على الفور؟
المروحية التي تحطمت كانت من طراز بيل 212 أمريكية الصنع عمرها 30 عامًا.
لماذا تم تخصيص طائرة مروحية عمرها 30 عاما تعاني من نقص في قطع الغيار للرئيس؟ لا أعرف إذا كان هناك شيء مماثل في مكان آخر من العالم؟
ألم تكن هناك مروحية جديدة وأكثر حداثة ؟
هذا هو الثمن الذي تدفعه إيران بسبب الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة والعالم الغربي.
وبطبيعة الحال، مع مرور الوقت، سوف تتضح بعض الأمور، وبعض النقاط المظلمة التي لم يتم فهمها أو تفسيرها إلا بعد سنوات، وربما على الإطلاق...
نحن في تركيا على علم جيد بمثل هذه الحوادث فلا زلنا نذكر حوادث تحطيم المروحية التي فُقد فيها أشرف بيتليس ومحسن يازيجي أوغلو حياتهما.
لا يزال الطريق مسدودًا أمام تحديد طبيعة هذه الحوادث وكيفية حدوثها، وقد تبقى هذه النقاط غامضة وغير محددة لسنوات قادمة.
نتمنى ألّا يتسبب هذا الحادث في فوضى وفتن في إيران ومنطقتنا، بل يجب أن يكون عاملاً في تعزيز الوحدة والتضامن ضد الاحتلال الأمريكي والصهيوني.(İLKHA)