أخشى أن يستبدلنا الله!
عبّر الكاتب "محمد كوكطاش" عن يأسه من صلاح حال الأمة الإسلاميّة في صدد الأحداث التي تشهدها غزة، وأكّد خوفه من أن يكون موعد استبدالنا بقوم آخرين قد حان...
كتب الأستاذ محمد كوكطاش عن الحال الذي آلت إليه الأمّة الإسلاميّة في صدد الأحداث الجارية في غزّة:
سمع رجلٌ دعاء رجل عجوز يجلس بجواره في المسجد دون قصد وهو يقول:
"اللهمَّ، انطفأ نور عينيَّ، فأصبحتُ لا أرى، فزدني من نورك يا الله."
"ضعفَ سمعي، فأعطني خيرًا وصحةً يا الله."
"لم يبق لركبتيَّ علاج، فأعطني القوة يا الله."
"يداي ترتعشان، فأعطني الثبات والقوة، يا الله".
فقد الرجل صبرهُ، فلمس ذراع العجوز وقال لهُ:
"دعكَ من هذا يارجل و اترك هذا المكان! هل فتح الله ورشة تصليح هنا؟! إذاً سيخلق الله شخصاً آخر بدلاً عنك"
إذا نظرنا إلى أنفسنا في مرآة غزة - نحن كأمّة - سنرى أننا لم نعد نختلف عن هذا العجوز، كنّا نظن أننا شيء ما لأننا كنا واقفين على أقدامنا، ولكن عندما لمَسَنا شخص آخر، انهرنا في مكاننا.
اتضح أنه لم يبق مكان فينا إلا وانهار، كل جزء منا فسدَ وتحلّل، هذا ليس يأساً، ولكن لا الإصلاح ولا استبدال الأجزاء سينقذنا، نحن في حالة خراب كامل، ولم يتبق لدينا أي شيء يمكن إنقاذه.
غزة وحدتنا، كنا نظن أن قلوبنا تنبض كقلب واحد، ربما كان الأمر كذلك في الأيام الأولى.
ولكن هلّا نظرت الآن؟ لقد وصلنا إلى النقطة التي نقول فيها: "إذا كان هناك من يريد التخلّص منا، فليكن الصهاينة".
هلّا نظرت إلى هذا التشرذم؟ هلّا نظرت إلى الأمة وهي تتمردغ في الوحل؟ تُرى هل واجهنا على مدى التّاريخ عاراً كهذا؟
انظر إلى المشهد المخزي للسياسة وعالم التجارة في مواجهة ما يدور في غزة، أليس كذلك؟
والغريب أننا لا نيأس من الدعاء، إن شاء الله لن يذهب سدى، ولكن دعائنا مثل دعاء ذلك الرجل العجوز في المسجد! أي جزء منا سيصلحه الله، ألا تعتقدون الله القادر على إصلاح كل فسادنا وهلاكِنا؛ قادرٌ على خلقِ أمّة جديدة بدلاً عنّا؟ لماذا لا نخاف من ذلك؟
ولا ننسى أن الله تعالى لن يبعث نبيّاً جديداً بعد الآن، فإذا كان هناك ما سيتجدّد، فإنه سيجدّد الشعوب التي لم تتبع نبيّها، هذه سنة الله وكانت كذلك على مرّ الزمن. (İLKHA)