حسن ساباز: قائد الجهاد.....
أكد الأستاذ "حسن ساباز"، أن سلوكنا طريق الخير ضد الشر يعني بالمطلق أن نسلك طريق النبي محمد ﷺ كقائد للجهاد.
كتب الأستاذ حسن ساباز في مقالة تناول فيها موضوع الجهاد، كما تم التطرّق إليه في فعاليات المولد النبوي:
كان الشعار الرئيسي لفعاليات المولد النبوي لهذا العام لوقف محبي النبي ﷺ هو "قائد الجهاد سيدنا محمد ﷺ".
تم التطرق في هذه الفعاليات إلى نضال حركات المقاومة الإسلامية ضد المجازر التي ترتكبها العصابة الصهيونية منذ 7 أشهر، والتي لازالت تقوم بإبادة جماعية وحشية في غزة بدعم عسكري وسياسي من الإمبريالية العالمية، وتم دعوة جميع أفراد الأمّة لدعم هذا الجهاد.
بالطبع، الجهاد لا يكون فقط بالنفس بل يمكن أن يكون بالمال والعلم، ويجب أن يتم تقدير أهمية كل منها بناءً على الزمان والمكان والظروف، في الآية 95 من سورة النساء، يقول الله تعالى: {"لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا"}.
الإيمان بالتأكيد قيمة عظيمة بحد ذاته، ولكن يجب تعزيز الإيمان بالأعمال الصّالحة مثل الجهاد والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ومحاربة الشر وهي واحدة من أهم الأعمال الصالحة التي تستمر طوال الحياة، فمجرد انفعالاتنا على أعمال الشر دون القيام بأيّ إجراءات فعّالة قد تؤدي إلى ضعف الإيمان والانحرافات غير المبررة.
محاربة الشر هي من أهم الأعمال الصالحة التي تستمر طوال الحياة، في الوقت الحاضر يجب علينا محاربة العدوان الصهيوني -الذي يمثّل الوجه الأوضح للشر حالياً- باستخدام كافة الوسائل المتاحة وحتى أنه يجب علينا تجاوز الحدود لمحاربته.
إن الإشادة بذوي القلوب المريضة الذين ينسبون الإبادة الجماعية والوحشية إلى عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الإسلامية، يعني إما عدم الاعتراف بالعدو أو غضّ الطرف عن الحقائق.
معظم اليهود جاءوا إلى أراضي فلسطين في وقت لاحق واحتلوها، حتى وإن زعموا أنهم عاشوا في تلك الأراضي في فترة معينة من التاريخ وطالبوا بحقهم فيها، فعليهم أن يذكروا أيضًا أن تلك الأراضي تبدلت ملكيتها مرارًا خلال آلاف السنين الماضية. على سبيل المثال، هل يجب على ذوي الأصول الأوروبية الذين استقروا في القارة الأمريكية مغادرة ذلك المكان؟
علاوة على ذلك، الفلسطينيون لم يقوموا بطرد اليهود من الأراضي التي استقروا فيها لفترة، بينما الصهاينة قاموا بتهجير السكان وجعلوا الملايين من الأشخاص لاجئين.
وقد قامت بعض الجماعات القومية في فلسطين (عرفات وأصدقاؤه) بالتفاوض مع الصهاينة للتوصل إلى اتفاق؛ ولكن لم يحدث انخفاض في معدلات الاستيطان، ولم يتوقف أسر الأسرى، ولم يقلل الإرهابيون من جرائم القتل.
نسبنا "الشر الحقيقي" إلى الصهاينة لأن التاريخ الحديث أظهر بوضوح أن الصهاينة أعداء لكل ما هو جيد وإنساني وأخلاقي، في تفسير آية "النساء/95"، تطرق الشهيد سيد قطب إلى موضوع الشر بالقول: "وإن الله - سبحانه - يعلم أن الشر متبجح، ولا يمكن أن يكون منصفًا. ولا يمكن أن يدع الخير ينمو - مهما يسلك هذا الخير من طرق سلمية موادعة! - فإن مجرد نمو الخير يحمل الخطورة على الشر. ومجرد وجود الحق يحمل الخطر على الباطل. ولا بد أن يجنح الشر إلى العدوان؛ ولا بد أن يدافع الباطل عن نفسه بمحاولة قتل الحق وخنقه بالقوة! ومن ثم لا بد من الجهاد". أن تكون مع الخير ضد الشر هو أن تسلك طريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم كقائد للجهاد. (İLKHA)