أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، في كلمة بالصوت والصورة، الأحد، وبعد مرور 100 يوم من معركة طوفان الأقصى أن هذه المعركة التاريخية المفصلية في حاضر شعبنا وأمتنا هذه الصرخة التي دوت في سمع الزمان وملأت بقوة الله بصر الدنيا لتحرر كل الشعوب والأمم المستعبدة.
وأضاف أبو عبيدة: "إنّ معركة طوفان الأقصى أعطت نموذجًا كيف للكف أن تناطح المخرز وكيف لاحتلال عنصري نازي بغيظ يراد له أن يكون قدرًا لشعبنا أن يصبح الكيان الأكثر بشاعة أمام كل العالم تارة بسحق كبريائه والرد على عنجهيته في السابع من أكتوبر وتارة بمواجهة بطشه وجرائمه في معركة أسطورية تبدو من نسج الخيال ودرب المستحيل".
وتابع خطابه بالقول: نعود 100 يوم إلى الوراء لنتذكر المتعلمين والمتواطئين والعاجزين من قوى العالم الذي تحكمه شريعة الغاب نذكر بعدوان بلغ أقصى مداه على مسرانا وأقصانا، وبدأ تقسيمه الزماني والمكاني فعلًا وأُحضرت البقرات الحمر تطبيقًا لخرافة دينية مقيتة مصممة للعدوان على مشاعر أمة كاملة في قلب عروبتها ومسرى نبيها ومعراجه إلى السماء.
وأكد أبو عبيدة أنّ جريمة هذا العدو وحكومته الفاشية بلغت حد المطالبة بحرق شعب وتهجيره وتدنيس مقدساته علنًا وقتله ببطء في غزة والضفة والقدس وفي فلسطين المحتلة عام 48 وبات قادة العدو بسادية وعنصرية جبانة يتلذذون في تعذيب أسرانا وقتلهم في السجون ويشدون الخناق على غزة في سباق لإرضاء وإشباع غرائز جمهورهم المعبأ بالحقد والكراهية على كل ما هو فلسطيني وعربي ومسلم.
ولفت إلى أنّه لم يكن أمامنا سوى أن نفعّل ما امتلكناه من قوة لنذكر العالم بأن لهذه الأرض ولهذا المسرى رجال وأهل وحماة، فكانت ملحمة السابع من أكتوبر التي جاءت لتدفيع الثمن لهذا المحتل وعصاباته التي ترتكب المجازر على مدار 100 عام ضد أهلنا وشعبنا وتحتل قبلة المسلمين الأولى وتسعى لإبادة شعبنا وتصفية وجوده.
وقال أبو عبيدة: 100 يوم ارتكب فيها العدو المجرم مذابح يندى لها جبين الإنسانية، وإن عدالة الأرض لو وجدت لحكمت على هذا الكيان بنزع السلاح وقدمت كل قيادته وجيشه للمحاكمة وأوقعت بهم أشد العقوبة، لكن العدالة المختطفة في هذا العالم حالت وتحول دون ذلك مما يزيدنا قناعة صوابية ووجوب ما فعلناه يوم السابع من أكتوبر وما يفعله شعبنا ومقاومتنا منذ عقود من مقارعة الاحتلال والاعتماد على سواعد رجال ومقاومة.
واستدرك بالقول: وكأننا أمام ما يمارسه المحتل الجبان منذ 100 يوم قد فاجأنا العدو من جديد وكبدنا ولا زلنا تكبده خسائر فادحة وأثمانًا باهظة فاقت وتفوق كلفتها ما تكبده الاحتلال يوم السابع من أكتوبر.
وحول خسائر الاحتلال حتى اللحظة، قال أبو عبيدة: "استهدفنا وأخرجنا عن الخدمة خلال 100 يوم بفضل الله وعونه نحو 1000 آلية عسكرية صهيونية توغلت في قطاع غزة في شماله ووسطه وجنوبه، كما نفذنا مئات المهام العسكرية الناجحة في كل نقاط توغل وعدوان الاحتلال أعلنا عنها أولًا بأول".
وأضاف: "أبدع مجاهدونا ولا يزالون رغم الفارق الهائل في ميزان القوة المادي والعسكري ورغم ما يرتكبه العدو من جرائم إبادة ومجازر هي علامة مسجلة باسمه في التاريخ، إلا أن مجاهدينا بعون الله وتأييده حافظوا خلال 100 يوم على تماسك صفوفهم وازدادوا قناعة بالدفاع عن أرضهم أمام عدو همجي بغيض، وقدموا التضحيات العظيمة وسطروا ملاحم عزّ نظيرها في هذا الزمان و تمترسوا في عقدهم القتالية استبسلوا في تكبيد العدو خسائر هائلة في صفوف ضباطه وجنوده".
وشدد على أن الملاحم التي سطرها مجاهدونا مما أعلنا عنه ومما لم نتمكن من إعلانه بعد، ستخلد كواحدة من أعظم وأبدع وأعدل وأقدس المعارك في تاريخ أمتنا".
ووجه أبو عبيدة رسالة للشعب الفلسطيني قائلًا: يا شعبنا العظيم يا صانع المعجزات يوميًا؛ ويا أحرار العالم؛ إن جلّ ما قاومنا ونقاوم به عدوان الصهاينة هو من صنع كتائب القسام من عبوات الناسفة ومقذوفات صاروخية وراجمات ومدافع ومضادات للدروع وقنابل مختلف أنواعها وبنادق القنص وحتى الرصاص".
ولفت إلى أنّ هذه الصناعات لم تكن تجدي نفعًا أمام الترسانة الأمريكية القذرة التي نواجهها في أيدي مرتزقة الصهاينة في الميدان ولولا الصناعة الأهم التي نمتلكها وهي صناعة الإنسان المقاتل، ذلك الفلسطيني المقاوم المجاهد الذي لا تقف قوة في الأرض أمام إرادته وإصراره على مواجهة قاتلي أجداده وآبائه ومدنسي مسراه ومحتلي تراب وطنه.
وتابع بالقول: "إساءة وجه هذا العدو وكسر عدوانه لم تكن لتحدث لولا عطاء وصمود وعظمة شعب حر كريم شامخ يجود بكل عزة وكبرياء بكل شيء ولا يعطي الدنية في وطنه وأرضه ومقدساته".
وتساءل أبو عبيدة: "فماذا ستفعل تكنولوجيا الصواريخ والدبابات المحصنة والطائرات الحديثة بأسلحتها الفتاكة أمام قوة إيمان مجاهد يمكث شهرين وأكثر في عقدته الدفاعية منتظرا القوات المتقدمة منتظرًا الظفر بعدوه وتنفيذ مهمته محتسبًا كل ذلك لله مؤمنًا بعدالة قضيته".
وقال أيضاً: "إن شهادات مجاهدينا الأبطال العائدين من خطوط المواجهة في شمال ووسط وجنوب القطاع تؤكد مدى بطولتهم العظيمة وإيمانهم الكبير بمعركتهم واستبسالهم في الدفاع والهجوم والتصدي".
وأكد أبو عبيدة أنّ أي حديث سوى وقف العدوان على شعبنا ليست له أي قيمة.
كما لفت إلى أنّ العدو أخفق في تحقيق أهدافه، أو تحرير أي أسير لدينا.
وكشف أنّ مصير العديد من الأسرى صار مجهولًا خلال الأسابيع الماضية، لافتًا إلى أنّه وعلى الأغلب العديد من الأسرى قد قُتلوا، والعدو يتحمل مسؤولية مصيرهم.
وأشار بالقول: "إنّ من واجبنا أن نحيط ملياري مسلم في العالم بأن العدو الصهيوني دمّر معظم مساجد قطاع غزة وأوقف الأذان والصلاة في حرب دينية واضحة".
وشدد على أنّ أضعف الإيمان على من عجز عن نصرة الدماء البريئة أن ينصر المساجد.
وقال أبو عبيدة:" فلتقم صلوات القنوت في كل المساجد وترفع الدعوات بنصر المقاومين".
ووجه التحية للمقاومة في لبنان واليمن والعراق، وتقدم بالنعي لشهداءهم.
وقال أبو عبيدة: "جاءتنا رسائل المقاومة بتوسيع عملياتها في قادم الأيام مع استمرار العدوان على غزة".
وختم حديثه بالقول: "إن فجر الحرية لكل شعبنا يقترب بأمر الله ولن يضيع جهاد ودماء أهلنا وشعبنا، وإنّه لجهاد نصرٌ أو استشهاد".
وهذه الكلمة للناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، هي الأولى بالصوت والصورة منذ الثالث والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أي منذ نحو 52 يومًا. (İLKHA)