ارتقى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس* الشيخ "صالح العاروري"، مساء الثلاثاء، شهيداً، من جرّاء عدوانٍ صهيوني في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأنّ مسيّرة صهيونية معادية استهدفت مكتباً لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما وصلت سيارات الإسعاف إلى المنطقة لنقل المصابين.
واستشهد أيضاً 6 أشخاص آخرين من قادة وكوادر الحركة من جراء استهداف مبنى بثلاثة صواريخ من طائرة مسيرة، هم القائد القسامي "سمير فندي" - أبو عامر، القائد القسامي "عزام الأقرع" - أبو عبد الله، الشهيد "محمود زكي شاهين"، الشهيد "محمد بشاشة"، الشهيد "محمد الريس"، والشهيد "أحمد حمود".
وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق: "إن عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضد قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا".
وقالت الفصائل الفلسطينية، في بيان مشترك: "إن اغتيال العاروري عدوان على الأمة العربية والإسلامية وليس فقط على لبنان وفلسطين"، وأعلنت الحداد الوطني والإضراب الشامل، داعية للرد بقوة في كل الساحات والجبهات.
من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي: "إن الانفجار في الضاحية الجنوبية لبيروت جريمة إسرائيلية تهدف لإدخال لبنان في مرحلة جديدة".
وطلب ميقاتي من وزارة الخارجية تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن العملية.
في المقابل، وجّه سفير الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة "جلعاد أردان" التهنئة للجيش الإصهيوني الإرهابي والشاباك والموساد وقوات الأمن على اغتيال العاروري، في حين قال ديوان رئاسة الوزراء الصهيونية: "إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طالب الوزراء بعدم التعليق على الأمر".
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: "إن الهجوم نفذ بطائرة مسيرة، وإن الغارة المعادية استهدفت مكتب حماس حيث كان يعقد اجتماع للفصائل الفلسطينية".
وأشارت الوكالة إلى أن صاروخين استهدفا المكتب وسيارات المرافقة المركونة أمام المبنى.
ومن المتوقع أن يؤدي اغتيال العاروري إلى تغيير الوضع في الجبهة اللبنانية مع الكيان المحتل، بحسب مراقبين، وذلك استنادًا لتصريحات سابقة للأمين العام لحزب الله اللبناني "حسن نصر الله" الذي توعد في خطابه بأن أي استهداف لمسؤول في المقاومة سواء كان لبنانيًا أو فلسطينيًا سيغير المعادلة بالكامل في جنوب لبنان.
بدورها، قالت وكالة رويترز: "إنها وجهت أسئلة للجيش الإسرائيلي بشأن الحادث، لكنه رد بأنه لا يعلق على تقارير وسائل الإعلام الأجنبية.
وحسب رويترز، فقد كان العاروري مسؤولًا كبيرًا في المكتب السياسي لحماس، لكنه كان معروفًا بانخراطه الشديد في شؤونها العسكرية.
من ناحية أخرى، قالت هيئة البث العبرية: "إن إسرائيل تستعد للرد في أعقاب عملية الاغتيال الدراماتيكية الليلة، على جميع الجبهات".
وأضافت: "في إسرائيل يقولون دون أن يتحملوا مسؤولية الاغتيال: من قتل المسؤول الكبير في حماس أخذ في الاعتبار أنه سيكون هناك رد فعل وكان مستعدًا لكل الاحتمالات".
وأشارت إلى أنه تم إلغاء اجتماع المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الذي كان سيبحث مسألة "اليوم التالي للحرب" في غزة.
وأوضحت أنه بدلًا من ذلك سينعقد في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب اجتماع للمجلس الوزاري الحربي الصهيوني برئاسة بنيامين نتنياهو.
ونقل موقع "والا" العبري عن أحد المسؤولين أن ما تسمى دولة الاحتلال تتأهب لمواجهة رد انتقامي كبير من حزب الله على اغتيال العاروري، بما في ذلك إطلاق صواريخ بعيدة المدى على أهداف في الكيان المحتل.
كما نقل الموقع نفسه عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أن دولة الاحتلال لم تبلغ الولايات المتحدة مسبقًا بنيتها قتل العاروري.
من ناحية أخرى، قال مستشار رئيس الوزراء الصهيوني لشبكة "إم إس إن بي سي" الأميركية: "إن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن هجوم بيروت، وإن الهجوم لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا حزب الله".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين صهاينة أن اغتيال العاروري عملية عالية الجودة، وكل قادة حماس مصيرهم الموت.
وجاء اغتيال العاروري في اليوم الـ88 من الحرب الإرهابية على غزة، حيث يواجه جيش الاحتلال مقاومة شديدة من مقاتلي الفصائل الفلسطينية، في حين يزداد الضغط الداخلي على حكومة نتنياهو في ظل عدم تحقيق الأهداف المعلنة للحرب المتمثلة في القضاء على حماس واستعادة الأسرى. (İLKHA)