التقى قائد قوات الدعم السريع السودانية "محمد حمدان دقلو" (حميدتي) أمس الاثنين، سياسيين سودانيين معارضين للجيش في أديس أبابا، وهي المحطة الأخيرة له في جولة خارجية.
ويأتي الاجتماع عقب استقبال قادة أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي حميدتي خلال هذه الجولة، في خطوة أثارت غضب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق "عبد الفتاح البرهان" الذي وصفها بأنها أعمال عدائية.
كما يأتي قبل اجتماع مرتقب الأسبوع الأول من كانون الثاني/ ينايرالجاري بين حميدتي والبرهان، بعد تأجيل لقاء كان مزمعًا بينهما في جيبوتي يوم 28 كانون الأول/ ديسمبر المنصرم.
واتهمت لجان المقاومة في الأحياء، المؤيدة للديمقراطية والمناهضة للجيش، قوات الدعم السريع بقتل مئات المدنيين وتنفيذ جرائم خطف ونهب في ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، التي سيطرت عليها أواخر الشهر الماضي.
وفي كلمة ألقاها في اجتماع أمس الاثنين برئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "عبد الله حمدوك"، اعتذر حميدتي عن الانتهاكات في ولاية الجزيرة وقال: "إن قيادة الدعم السريع تعمل على القبض على المتفلتين".
وأضاف: "نكرر دعوتنا للمجتمع الإقليمي والدولي للتفكير بتفاؤل بصراعنا ونضالنا، وذلك بالنظر إلى المستقبل الجديد للسودان بعد تحقيق السلام".
من جهتها، قالت متحدثة القوى المدنية "رشا عوض" في تصريحات صحفية: "إن الاجتماع ناقش الحرب والسلام َوركز على قضايا أساسية أولها القضية الإنسانية".
وناقش الاجتماع كيفية التصدي للأزمة الإنسانية وحماية المدنيين، والاتفاق على لجان تقصي الحقائق، وتوصيل الإغاثات للمواطنين، وفق المتحدثة.
إلى جانب بحث السعي الحثيث لوقف العدائيات، والترتيبات السياسية، وفق قولها.
وأكدت "عوض" أن الجميع اتفق على أن الحرب كارثة كبيرة وأن جميع الأطراف تسعى لتحقيق السلام ووقف الحرب.
ولفتت إلى أن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تتواصل مع الجيش وقوات الدعم السريع لتحقيق طلبات الشعب السوداني بوقف الحرب، ونوّهت إلى أن الاجتماع سيتواصل، الثلاثاء، لمزيد من المشاورات.
وتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية تضم أحزابًا ومنظمات مدنية تكونت بعد اندلاع الحرب لتوحيد المدنيين لوقف الحرب.
وفي 25 كانون الأول/ ديسمبر، قال رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك: "إنه وجه رسالتين خطيتين إلى البرهان وحميدتي، طلب منهما اللقاء عاجلًا بغرض التشاور حول السبل الكفيلة بوقف الحرب".
وأُطيح بحمدوك من منصب رئيس الوزراء من السلطة في 2021 عندما قاد الجيش وقوات الدعم السريع انقلابًا أنهى التحول الديمقراطي في السودان بعد عزل الرئيس السابق "عمر البشير" في 2019.
وخلال الأيام الماضية استقبل قادة أوغندا "يوري موسيفيني" وإثيوبيا "آبي أحمد" وجيبوتي "إسماعيل عمر جيلي"، حميدتي خلال جولة أجراها غير محددة المدة، في انتظار أن يجتمع الأخير مع البرهان في جيبوتي، في لقاء قد يمهد لاتفاق بدمج الجيش والدعم السريع وإمكانية حل الأزمة إذا قدم الطرفان تنازلات دون شروط مسبقة، وفق مراقبين.
وقال البرهان في كلمة ألقاها في ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي: "إن أولئك الذين قدّموا الدعم لقوات الدعم السريع متواطئون في جرائمها".
وفي إشارة إلى المحادثات السابقة التي عقدها الجيش مع الدعم السريع في جدة، قال البرهان: "إن الطريق نحو إنهاء الحرب سيكون بخروج قوات الدعم السريع من المدن السودانية وولاية الجزيرة، وعودة الممتلكات المنهوبة".
وتسعى جيبوتي بتفويض من منظمة "إيغاد" (الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا)، لعقد لقاء على أراضيها بين الطرفين لوضع حد للحرب في السودان، حيث أعلن الجنرالان قبولهما الدعوة.
وقالت وزارة الخارجية السودانية حينها: "إنها تلقت مذكرة من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية جيبوتي، تفيد بعدم تمكن حميدتي من الوصول إلى جيبوتي لعقد اللقاء، وذلك لأسباب فنية".
وأضافت الوزارة في بيان: "إنه سيتم التنسيق مجددًا لعقد اللقاء خلال الشهر المقبل". (İLKHA)