أجبر انتشار الصراع في جنوب شرق السودان المنظمات الإنسانية على التوقف عن عملها في بعض المناطق التي اشتدت فيها الاشتباكات.
وأعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في تقرير لها عن قلقها بشأن تعرض ملايين الأطفال للخطر بسبب تزايد العنف.
وقالت اليونيسف في بيان لها أنه ما لا يقل عن 150 ألف طفل تم تهجيرهم قسراً من منازلهم الأسبوع الماضي في ولاية الجزيرة، الواقعة جنوب شرق العاصمة السودانية الخرطوم.
وجاء هذا التطور في الوقت الذي أعلنت فيه قوات الدعم السريع شبه العسكرية أنها سيطرت على منطقة واد مدني التي كانت تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية.
ويذكر أن قوات الدعم السريع تأسست في عام 2013، واستخدمتها الحكومة السودانية لقمع التمرد ضد الحكومة خلال الحرب في دارفور، ووصفت تصرفات قوات الدعم السريع في دارفور بأنها جريمة ضد الإنسانية.
وهاجمت المجموعة شبه العسكرية المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السودانية في 15 نيسان 2023، وقتلت أكثر من 500 شخص في اشتباكات مع القوات المسلحة السودانية، ولا تزال قوات الدعم السريع تواصل قتال الحكومة بهدف الاستيلاء على السلطة.
وأكدت اليونيسف أن مدينة ود مدني، المركز الإداري لولاية الجزيرة، تعد نقطة تجمع للمنطقة، وذكرت أنها تستضيف أيضًا مئات الآلاف من الأطفال الذين فروا من أجزاء أخرى من السودان.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف "كاثرين راسل" في بيان لها: "إن هذه الموجة الجديدة من العنف يمكن أن تؤدي إلى حصار الأطفال والأسر بين خطوط النزاع أو حتى الوقوع في مرمى النيران، مع ما يترتب على ذلك من عواقب مميتة".
وأضافت: "مع ورود التقارير عن تجدد القتال في أماكن أخرى من البلاد، فإنه يتعرض ملايين الأطفال في السودان مرة أخرى لخطر جسيم".
كما أعلن برنامج الغذاء العالمي عن تعليق المساعدات الغذائية مؤقتا في بعض أجزاء الجزيرة، مشيرا إلى أن جهود المساعدات تأثرت بانتشار الصراع.
وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري في السودان إيدي رو: "إن أمن العاملين في المجال الإنساني والإمدادات والمرافق أمر بالغ الأهمية".
وأشار "رو" إلى أن موظفي الإغاثة يجب أن يستمروا في العمل بغض النظر عن الظروف، وحذر قائلاً: "إننا ندعو جميع الأطراف إلى الامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي من أجل المدنيين الأبرياء الذين هم في أمس الحاجة إلى الدعم". (İLKHA)