استعرض تقرير أعده "ديون نيسباوم" لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، مساعي الاحتلال لاغتيال قادة حركة حماس حول العالم، بعد انتهاء العدوان على غزة.
وقالت الصحيفة: "إن إسرائيل تخطط لقتل قادة حماس حول العالم بعد الحرب، خصوصًا أن الموساد لديه تاريخ في القتل المستهدف والاغتيالات".
وأضافت: "إن الموساد وأجهزة الاستخبارات الأخرى، تعمل على خطط لاغتيال قادة حماس في لبنان وتركيا وقطر، وبأوامر من نتنياهو شخصيًا".
وقال التقرير: "إن خفوت العمليات العسكرية في غزة، التي تستهدفها إسرائيل منذ هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، سيفتح الباب أمام حملة تستمر لسنوات، من أجل ملاحقة ما يقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم ساهموا فيها".
وبأوامر من رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، يعمل الموساد والوكالات الاستخباراتية الأخرى على خطط لاغتيال قادة حركة حماس في لبنان وتركيا وقطر، الدولة الخليجية التي سمحت للقيادة السياسية بفتح مكتب بالدوحة.
وستكون حملة الاغتيالات هي امتداد للعمليات السرية التي تقوم بها المخابرات منذ عقود، فقد لاحق الموساد قادة المنظمات الفلسطينية في بيروت، حيث تخفّى عملاؤه بزيّ النساء وقتل زعيماً للحركة في دبي، واستخدم الكيان الصهيوني سيارة مفخخة لقتل قائد عسكري في حزب الله اللبناني في دمشق بتفجيرها عن بعد.
وعلى مدى سنين، أقامت القيادة السياسية للحركة في بلدان مثل قطر ولبنان، وقدمت إيران حماية نسبية لها فيما تعاملت معها روسيا، وتجنبت إسرائيل استهداف القيادة السياسية هذه خوفًا من التداعيات الدبلوماسية.
وترى الصحيفة، "أن الخطط الجديدة تمثل فرصة ثانية لنتنياهو الذي أمر بمحاولة تسميم فاشلة لزعيم حماس، خالد مشعل في الأردن، وأدت المحاولة الموثقة بشكل جيد إلى الإفراج عن زعيم حماس الروحي الشيخ "أحمد ياسين"، بدلًا من مقتل مشعل.
وعبر عدد من قادة المؤسسات الأمنية عن عدم ارتياح من الكشف عن العمليات التي يفضلونها سرًا، حيث قال نتنياهو في 22 تشرين الثاني/نوفمبر: "أمرت الموساد بالتحرك ضد قادة حماس في أي مكان كانوا فيه".
وفي الخطاب نفسه، قال وزير الدفاع يواف غالانت: "إن قادة حماس يعيشون على الوقت المستقطع، وهم معرضون للقتل، والمعركة على مستوى العالم، وتشمل الإرهابيين في غزة ومن يركبون بالدرجة الأولى في الطائرات".
وبينت الصحيفة: "في الوقت الذي تخفي فيه إسرائيل خططها، إلا أن قادتها لم يتحفظوا عن نيتهم بملاحقة كل شخص متورط في هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مقارنة مع ملاحقتها للفلسطينيين الذين قتلوا 11 رياضيًا في أثناء المباريات الأوليمبية بميونيخ عام 1972".
وقال المسؤولون: "إنهم يعملون على ملاحقة قادة حماس في غزة والقبض عليهم".
وتقول الصحيفة: "إن الخطة هي امتداد لحملتها في غزة، وتحاول تأكيد حرمان حماس من القدرات؛ لكي لا تمثل مستقبلًا تهديدًا على إسرائيل".
وذكرت الصحيفة، أنه كجزء من الجهد، تفكر بإجبار آلاف من المقاتلين من الصفوف الدنيا بحماس على الخروج من غزة، كوسيلة لتقصير أمد الحرب.
وأكدت أن القتل المستهدف في الخارج يخرق القانون الدولي، ويترك تداعيات مع الدول التي تجري فيها عمليات الاغتيال ودون معرفتها، ومن ناحية عملية نفذت إسرائيل وغيرها اغتيالات وتجنبت التداعيات الدبلوماسية.
وبدأت خطط اغتيال قادة حماس حول العالم بالتشكل بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقال المسؤولون؛ "إن بعض القادة طالبوا باستهداف وقتل خالد مشعل وغيره من قادة حماس في الخارج وحالًا، فيما عبر المسؤولون عن غضبهم من فيديو أظهر مشعل والمسؤول السياسي إسماعيل هنية، يصلون ويحتفلون وهم يشاهدون الأخبار".
ولم يقم الموساد بأي عملية اغتيال في قطر سابقًا، وعمل كهذا سيؤدي إلى إفشال جهود الوساطة التي تقوم بها الدوحة للمساعدة في موضوع الأسرى، وهو ما خفف التعجل بانطلاق الاغتيالات في الوقت الحالي، لكن الخطط لا تزال قائمة، حسب قول المسؤولين.
وتحولت قطر إلى مركز للمفاوضات، حيث التقى مدير الموساد "ديفيد باريرنا" ومدير المخابرات الأمريكية "ويليام بيرنز"، هذا الأسبوع مع الوسطاء القطريين من أجل تأمين الإفراج عن الأسرى لدى حماس.
ويقول المسؤولون: "إن هناك أكثر من 130 أسيرًا لا يزالون في غزة".
وبينت الصحيفة، أن تعهد نتنياهو بملاحقة قادة حماس أثار نقاشًا داخل المسؤولين في الاستخبارات.
ويرى مدير الموساد السابق "إفرايم هاليفي"، أن فكرة قتل قادة حماس ليست منطقية، ولن تنهي التهديد، وهناك إمكانية أن تثير أتباع الحركة وتؤدي إلى تهديدات أسوأ.
وأضاف هاليفي: "إن ملاحقة حماس على قاعدة عالمية ومحاولة قتل كل قادتها في العالم، هي رغبة انتقام وليست رغبة بتحقيق هدف استراتيجي".
من جانبه ذكر مدير الاستخبارات العسكرية سابقًا "عاموس يالدين"، أن الحملة هي ما يقتضيه العدل ويجب تقديم كل قادة حماس الذين شاركوا في الهجوم وخططوا له وأمروا به إلى العدالة، وهذه سياسة صائبة.
ونفذت إسرائيل أكثر من 2.700 عملية اغتيال حول العالم حسب الكاتب الإسرائيلي "رونين بيرغمان".
وبحسب الصحيفة، فحتى قبل إنشاء إسرائيل، نفذ أفراد الجماعات المسلحة اليهود اغتيالات ضد مسؤولي الانتداب البريطاني، وفي الستينيات من القرن الماضي قتلت إسرائيل نازيين ألمانًا في مصر.
وبينت، أن حملات الاغتيالات ارتدّت في بعض الأحيان سلبًا، كما في 1997 عندما أمر نتنياهو باغتيال مشعل في الأردن، فقد دخل فريق الموساد الأردن كسياح كنديين، ولكنهم اعتقلوا قبل هربهم، ودخل مشعل في غيبوبة بسبب المادة السامة التي رشت في أذنه، وهدد الأردن بوقف معاهدة السلام إن لم ترسل الدواء المضاد للسم.
وتدخل "بيل كلينتون" وضغط على نتنياهو الذي أرسل مدير الموساد بالدواء، إلى جانب الإفراج عن "أحمد ياسين" وعدد آخر من السجناء.
ووصف مشعل العملية الفاشلة بنقطة التحول التي ساعدت على تقوية حماس.
وواصل الكيان الصهيوني عمليات الاغتيال؛ ففي 2010 دخل فريق من الموساد يحمل أفراده جوازات سفر أوروبية إلى دبي، واغتالوا "محمود المبحوح" أحد قادة الجناح العسكري في حماس.
ولاحق الكيان الصهيوني من قال إنهم خططوا لعملية ميونيخ التي استمرت 20 عامًا.
وفي عام 1973 اغتال عملاء الموساد نادل مطعم مغربي في النرويج، اعتقدوا أنه فلسطيني، وتم اعتقال 6 من فريق الموساد المكون من 15، وصدرت ضدهم أحكامًا مخففة لدورهم بالقتل. (İLKHA)