بينما أصبحت السودان غير مستقرة سياسياً واقتصادياً بشكل متزايد مع الانقلابات العسكرية في عامي 2019 و2021، في أعقاب الاحتجاجات العامة؛ بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة في عام 2018، فقد تحوّلت الصراعات إلى حرب أهلية وعرقية بدأتها قوات الدعم السريع للاستيلاء على السلطة، وقد تركت الحرب وراءها 7 أشهر.
حيث دارت اشتباكات بين الجانبين في مختلف أنحاء البلاد، خاصة في العاصمة الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري وإقليم دارفور غرباً وكردفان جنوبًا، وعلى الرغم من أنّ قوات الدعم السريع لا يمكن أن يكون لها وجود في الأجزاء الشمالية والشرقية حيث الجيش قوي، إلا أنّها في صراع حاد مع الجيش في الأجزاء الوسطى حيث تقع العاصمة وخاصة في المناطق التي تأسست فيها، على الحدود مع تشاد وليبيا، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجنوب السودان.
ومنطقة دارفور في الغرب، والتي تمثل ربع مساحة البلاد من حيث عدد السكان والأرض، تقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وتُتهم قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر عرقية وقبلية، خاصة في المدن الغربية.
"السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم"
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، فقد اضطر 4.9 مليون شخص في السودان إلى الهجرة إلى مناطق آمنة داخل البلاد منذ منتصف نيسان/ أبريل، كما انتقل 1.2 مليون شخص إلى البلدان المجاورة، وبلغ إجمالي عدد النازحين 6 ملايين و278 ألفا حتى 7 تشرين الثاني/ نوفمبر.
ويحتاج نحو 25 مليون مدني، أي ما يعادل نصف عدد السكان، إلى المساعدات الإنسانية، وقد قالت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان ومنسقة المساعدات الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي: "إنّهم بصفتهم الأمم المتحدة، يستهدفون تقديم المساعدات الإنسانية إلى 12 مليون شخص".
وقد أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أنّ 450 ألف سوداني عبروا إلى تشاد، و351 ألفاً و371 إلى جنوب السودان، و337 ألفاً و230 إلى مصر، و38 ألفاً و9 إلى إثيوبيا، و20 ألفاً و520 ألفاً إلى جمهورية أفريقيا الوسطى.
وشهدت العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور أعلى حركة للهجرة داخل البلاد، حيث اضطر ما يقرب من 5 ملايين شخص إلى مغادرة منازلهم في هاتين المنطقتين وحدهما.
وقال بيان لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): "إنّ السودان حالياً مسرح لأكبر أزمة نزوح في العالم، وقد نزح 3 ملايين طفل في السودان بحثاً عن الأمان والغذاء والرعاية الصحية والمأوى".
كما ذكر البيان أنّ 14 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، فإنّ السودان تُعدُّ واحدة من النقاط الساخنة الأربعة لانعدام الأمن الغذائي التي تثير القلق الأكبر.
الحرب الأهلية في السودان
وفي الحرب الأهلية بالسودان، التي دخلت شهرها السابع، تواصل الأطراف الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة في 9 ولايات بغرب وجنوب غرب البلاد، وكذلك في العاصمة الخرطوم.
وكانت قوات الدعم السريع التي دعت الحكومة السودانية المجتمع الدولي إلى قبولها باعتبارها "مجموعة إرهابية"، قوة عسكرية لم يتم اندماجها في الجيش قبل اندلاع الحرب الأهلية في 15 نيسان/ أبريل.
وأدّت الصراعات إلى مقتل أكثر من 10 آلاف مدني وإصابة الآلاف.
وفشلت المحاولات الدولية لوقف إطلاق النار والتفاوض حتى الآن؛ بسبب الاتهامات المتبادلة بارتكاب الطرفين انتهاكات وعدم قدرتهما على الاتفاق على الشروط المطروحة. (İLKHA)