رئيس البرلمان التركي كورتولموش: لم تعد الأمم المتحدة قادرة على إنهاء أي حرب في العالم

حضر رئيس البرلمان التركي "نعمان كورتولموش" حفل افتتاح العام الدراسي 2023-2024 لجامعة سراييفو الدولية (IUS) في عاصمة البوسنة والهرسك سراييفو، حيث جاء للقيام بزيارات مختلفة.

Ekleme: 03.11.2023 14:42:13 / Güncelleme: 03.11.2023 14:42:13 / Arapça
Destek için 

تحدّث رئيس البرلمان التركي "نعمان كورتولموش" عن الأيام التأسيسية للجامعة في كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح العام الدراسي 2023-2024 بجامعة سراييفو الدولية (IUS) في عاصمة البوسنة والهرسك سراييفو، حيث ذهب إلى هناك للقيام بزيارات مختلفة، وقال: "في الواقع، أنا كشخص يتذكر الأيام التي سبقت إنشاء هذه الجامعة، فإنّي سعيد برؤية مدى التقدّم الذي تمّ إحرازه خلال 20 عامًا، وكيف تمّ تحقيق النتائج المثمرة، وأودُّ أن أؤكد مرة أخرى أنّ إخواننا وأخواتنا الذين يدرسون هنا، وأطفالنا وأصدقاؤنا من البوسنة والهرسك، هم رفاقنا في هذه المسيرة التاريخية لتركيا".

وقال رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش: "أقول هذا بوضوح شديد، وأعرف مدى الانزعاج الذي سيشعر به وضع السادة، فمثلما ذهب جزارو أوشفيتز وسريبرينيتسا إلى محاكم جرائم الإنسان الدولية ودفعوا الثمن، فإنّ المسؤولين عن المذبحة في غزة اليوم سيحاكمون بالتأكيد، وسوف يدفعون ثمن ما فعلوه، وكل من يصمت ومن يغض الطرف عن هذه المجزرة سيحاسب".

"هدفنا الرئيسي هو ضمان الاستقرار في البلقان"

وذكر "كورتولموش" أنّه يتم الحديث عن التوترات في أجزاء كثيرة من العالم اليوم، وأنّ مشاكل خطيرة ظهرت في بعض الأماكن، وتابع كلامه قائلًا:
"نحن في تركيا، فإنّ هدفنا الرئيسي في جغرافية البلقان التي لا تزال تشهد بعض التوترات المحتملة، هو ضمان الاستقرار في البلقان، ولهذا السبب، نحن دولة تؤمن بالحفاظ على الاختلافات العرقية والدينية والثقافية والطائفية، ونؤمن في جميع دول البلقان التي تعيش في هذه الجغرافيا كدول متساوية وحرة، وبتسوية خلافاتها قدر الإمكان من خلال التفاوض والموافقة المتبادلة، وفي هذا السياق أعبر عن ذلك مرة أخرى، أنّنا ندافع عن سيادة جمهورية البوسنة والهرسك ووحدة أراضيها حتى النهاية، ولقد ذكرنا أيضًا منذ البداية أنّ التوتر بين كوسوفو وصربيا يجب أن ينتهي في أقرب وقت ممكن، وأنّ التوتر المستمر هناك ليس قضية تتعلق بالبوسنة والهرسك".

"يجب إنقاذ العالم من هذا المرض"

وأشار "كورتولموش" إلى أنّ أحد أكبر المخاطر التي بدأت مع الجدل حول الهجرة هو العداء للإسلام، وقال: "إنّ العداء للإسلام هو مجرد تعبير عن العقلية الغربية التي لا يمكنها التسامح مع الآخر".

وقال كورتولموش: "إنّ العداء للإسلام ليس مجرد سياسة تمّ تطويرها ضد المسلمين فحسب، بل هو أيضًا مرض معاصر خطير جدًا يفسد المجتمعات الغربية من الداخل ويُضعف ويسمم الأوردة الرئيسية المعتدلة والمعقولة في الغرب، فيجب إنقاذ العالم من هذا المرض".

وأضاف "كورتولموش" أنّ المسؤولين عن مجزرة غزة سيمثلون أمام المحكمة الدولية وسيدفعون ثمن ما فعلوه، وقال: "إنّ العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء قُتِلوا في الهجمات الإسرائيلية على فلسطين، حتى أثناء حديثه".

"إنّ كتاب جرائم الإنسانية قد فُتِح بما حدث في غزة"

وتابع "كورتولموش" قائلًا: "سأحاول أن أشرح تاريخنا الحديث من خلال ثلاثة أشياء: أوشفيتز، وسريبرينيتسا، وغزة، فقد وقعت أكبر مذبحة وواحدة من أكبر عمليات الإبادة الجماعية في القرن العشرين في أوشفيتز، ولسوء الحظ، في ذلك الوقت، تمّ إلقاء اليهود والغجر الذين نقلهم الفاشيون والنازيون إلى معسكرات الاعتقال في أوروبا، وفي تلك الأفران أمام أعين الأوروبيين المتحضرين، ولقد تغيّر التاريخ بمرور الوقت، ولم تتغير مواقف الناس أبدًا، ولقد حضرت تلك الاحتفالات ثلاث مرات هنا، وفي كل مرة كنتُ أحضر فيها، شعرتُ بصراخ هؤلاء الناس من سريبرينيتسا، ففي سربرينيتسا أمام أعين العالم والغرب الحديث، تمّ ذبح ما يقرب من 9 آلاف من إخوتنا البوسنيين بنفس الطريقة التي تمّت بها مذبحة أوشفيتز في نهاية القرن العشرين، ولسوء الحظ، أظهرت الإنسانية نفس الموقف مرة أخرى، ومنهم من تجاهله وأغمض عينيه ولم يسمع ولم يرى أو يفهم ما يحدث أو ما يجري، وبعضهم حاول اختلاق بعض الأعذار عن طريق الوقوف إلى جانب الظالم ضد المظلوم بالقول "لكنهم أيضًا..." وفي كلتا الحالتين، فشل ما نسميه بالمجتمع الدولي فشلًا ذريعًا".

وذكر "كورتولموش" أنّ بعض الدول تجاهلت الهجمات الإسرائيلية على غزة، بينما ردّت عليها دول أخرى، وأنّ مليونين و300 ألف شخص في غزة محاصرون من جميع الجهات، وقال: "لم يسبق أن شهد أي مكان في العالم مثل هذا الاستخدام غير المتكافئ للقوة، فقد اُستُشهد ما يقرب من 10 آلاف شخص في 26 يومًا، وقُصفت مستشفياتهم، وليس لديهم كهرباء ولا ماء ولا طعام، ولم يعد الناس قادرين حتى على النظر إلى المصابين بجروح خطيرة، ويتم تركهم جانبًا قائلين "سيموت على أي حال"، وفي مثل هذا الموقف، يتم عرض نفس المواقف في العالم، فمنهم من يقف إلى جانب الظالم، فيبدأ بالقول: "لكنهم أيضًا..."، والبعض منهم لا يرى ذلك على الإطلاق، ومن المؤسف أنّ بعضهم يصبح متواطئا في هذا العار، لكن الحمد لله في جميع أنحاء العالم الأشخاص العادلون وذوو الضمائر الحيّة بين الناس من ثقافات وأديان مختلفة جدًا يقولون: هذا لا يمكن، يكفي، لا شيء بهذا القدر من اللاإنساني، ولا هجوم بهذا القدر من العداء للإنسانية، فكما كان هناك من عارض قضية أوشفيتز ووقف إلى جانب الإنسانية، وكما كان هناك من وقف إلى جانب الإنسانية في سربرنيتسا، فلحسن الحظ أنّ اليوم هناك الكثير من الناس، يقفون إلى جانب الإنسانية في قضية غزة، فهذه القضايا الثلاث هي أعظم الفظائع الإنسانية التي شهدناها في العصر الحديث".

"لم تعُد الأمم المتحدة قادرة على إنهاء أي حرب في العالم"

وأشار "كورتولموش" إلى أنّ الأمم المتحدة لا تستطيع إيجاد حلول للمشاكل في العالم، وقال: "لم تعد الأمم المتحدة قادرة على إنهاء أي حرب أو حل أي مشكلة من صنع الإنسان في العالم، ولا تستطيع الأمم المتحدة حل قضية الهجرة، ولا قضية الاحتباس الحراري، ولا قضية الجوع والمجاعة في العالم، كما أنّها لا تستطيع أن تحل قضية الفقر الجماعي في أفريقيا؛ لأنّ النظام غير مبني على هذا، فالنظام مبني على قوة من يملك سلطة الحكم، وهذا النظام لا يعمل".

وقد حضر البرنامج نائب رئيس مجلس النواب في البوسنة والهرسك "دينيس زفيزديتش"، ورئيس لجنة الدفاع الوطني في البرلمان التركي والنائب البرلماني من حزب العدالة والتنمية عن قيصري "خلوصي أكار"، ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية بين تركيا والبوسنة والهرسك والنائب البرلماني من حزب العدالة والتنمية عن بورصة "رفيق أوزن"، وممثلون عن المؤسسات والمنظمات التركية في البوسنة والهرسك والعديد من الطلاب. (İLKHA)