تشهد عدد من العواصم الغربية هذه الأيام مظاهرات ضخمة دعمًا وتأييدًا للفلسطينيين، الذين سقط منهم آلاف الشهداء، خصوصًا في قطاع غزة المحاصر، الذي يتعرض لحرب صهيونية وحشية في أعقاب إطلاق معركة طوفان الأقصى.
وأمس السبت، تظاهر الآلاف في لندن وباريس ونيويورك ، إضافة لإسطنبول، تأييدًا للفلسطينيين وتنديدًا بالهجوم الإرهابي الصهيوني على غزة وللمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.
ففي إسطنبول، انطلقت فعاليات تجمع فلسطين الكبير في مطار أتاتورك الدولي، أمس السبت، بمشاركة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، بتنظيم من فرع حزب العدالة والتنمية بالولاية.
وحظي التجمع بإقبال كبير من آلاف المواطنين من كافة شرائح المجتمع، إلى جانب الكثير من ممثلي الجمعيات المدنية بالولاية.
وحمل الكثير من المشاركين الأعلام التركية والفلسطينية، ولافتات بلغات عدة للتضامن مع غزة وفلسطين، وأخرى منددة بالهجمات الصهيونية الإرهابية، في حين يضع البعض منهم عصبات رأس مكتوب عليها "جميعنا فلسطينون".
وقال الرئيس أردوغان: "إن الغرب هو أكبر مسؤول عن المذبحة التي يتعرض لها قطاع غزة الفلسطيني في الوقت الراهن".
وأضاف: "أقول للغرب هل تريدون حرب هلال وصليب مجددًا؟ إن كنتم تسعون لذلك فاعلموا أن هذه الأمة لم تمت".
وشدد أردوغان على أن الجميع يعلم أن إسرائيل ليست سوى بيدق في المنطقة سيتم التضحية به عندما يحين الوقت.
وأكد أن الساسة والإعلام في الغرب مستنفرين لشرعنة المجازر بحق الأطفال والنساء والأبرياء في غزة، وإسرائيل ترتكب بشكل واضح جرائم حرب.
ولفت إلى أن الأصحاب الحقيقيين للعبة التي تدور في المنطقة هم الذين يرعون التصرفات المتعجرفة للإدارة الإسرائيلية، لأن تل أبيب لا يمكن أن تتخذ خطوات رغمًا عن هؤلاء.
وأردف: "كم من الأطفال والنساء والمسنين يجب أن يموتوا لكي تعلنوا وقف إطلاق النار؟ دفتر خطايا الغرب تجاوز مجددًا حدود اللعبة كثيرًا".
وأكمل: "أيها العالم ترون كل هذه الحقائق، فالأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) يصدح ولكنكم لا تسمعون، لقد أصبحتم صمًا عميًا".
وأضاف: "بإذن الله سنرى ذلك اليوم الذي يرحل فيه الظالمون من حياة الشعب الفلسطيني، فإن ظلم الظالم لا يدوم إلى الأبد".
وفي لندن، انطلق آلاف المتظاهرين من ضفاف نهر التايمز نحو ساحة البرلمان، على مسافة غير بعيدة من ساعة بيغ بن، وتم حشد أكثر من 1000 شرطي لتأمين التظاهرة، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
ولوح العديد من المتظاهرين بالأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات من بينها: من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر، كما حملوا لافتات كُتب عليها فلسطين حرة وغزة، أوقفوا المذبحة، بينما أطلق بعض المتظاهرين الألعاب النارية.
ويرفض رئيس الوزراء المحافظ "ريشي سوناك" وزعيم حزب العمال المعارض "كير ستارمر" في الوقت الحالي الدعوة إلى وقف لإطلاق النار، ويدعمان "هدنات" للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي باريس، شارك آلاف الأشخاص في تظاهرة، السبت، دعمًا للشعب الفلسطيني، رغم صدور قرار حظر أمني أيده القضاء.
ومنعت قوة كبيرة من الشرطة موكب المتظاهرين من السير من ساحة دو شاتليه في وسط العاصمة الفرنسية.
وهتف المتظاهرون "غزة، غزة، باريس معك"، و"إنها الإنسانية التي تُقتل، أطفال غزة، أطفال فلسطين وإسرائيل قاتلة، الرئيس إيمانويل ماكرون متواطئ معها".
ومن بين المتظاهرين نواب توشحوا كوفيات وأعلام فلسطينية، بينهم النائب عن الخُضر "أوريليان تاتشي" والنائب عن حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي "جيروم لوغافر".
وقال متظاهر ناشط في حزب "فرنسا الأبية" في تصريح لوكالة فرانس برس: "في الولايات المتحدة هناك آلاف المتظاهرين الذين يطالبون بوقف إطلاق النار، وفي بلدان أخرى أيضًا، وفي فرنسا هذا محظور".
وأيدت محكمة إدارية الحظر الأمني المفروض على التظاهرة، مشيرة إلى ما سمته التهديد الجسيم المتمثل في الإخلال بالنظام العام، وتزايد الأعمال المعادية للسامية في فرنسا.
وفي زيوريخ، بلغ عدد المتظاهرين نحو 7 آلاف، بحسب المنظمين، وألفا متظاهر في لوزان، و1800 في جنيف، وأكثر من ألف في برن.
وفي نيويورك، كما شارك آلاف المؤيدين للفلسطينيين إلى بروكلين، أكبر منطقة في نيويورك، ووصل الحشد الذي انطلق من متحف بروكلين، إلى جسر بروكلين الشهير الذي يربط هذه المنطقة بجزيرة مانهاتن والذي اضطرت الشرطة إلى إغلاقه أمام حركة المرور بسبب الازدحام.
وشهدت مدينة ديترويت أيضًا مظاهرة ضخمة مؤيدة للفلسطينيين ومعارضة للهجوم الدموي على غزة، ومطالبة بوقف المجزرة وقتل الأطفال.
كما شهدت مدن أوروبية عدة مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، مثل مدينة بيلباو في إقليم الباسك في إسبانيا، وكذلك الحال في عدد من البلدان، مثل إندونيسيا وماليزيا. (İLKHA)