سعد الله آيدن: الغضب وخيبة الأمل يسيطران على الصهاينة

أكّد الكاتب "سعد الله آيدن" أنّ الغضب وخيبة الأمل يسيطران على الصهاينة.

Ekleme: 27.10.2023 19:40:07 / Güncelleme: 27.10.2023 19:40:07 / Arapça
Destek için 

قال الكاتب "سعد الله آيدن" في زاويته الأسبوعية:
"في هذه الأيام يضطهد الصهاينة المحتلون الفلسطينيين والمسلمين في الأراضي المقدسة وينتهكون قدسية المسجد الأقصى وحرمته أكثر من أي وقت سبق، ويستمرون في اعتداءاتهم وإنشائهم لمستوطنات جديدة بلا توقف في سعيهم لتهويد القدس.

ومن المؤسف أنّ كثيرًا من حكام الدول الإسلامية ومن ضمنها تُركيا بتطبيعهم للعلاقات مع هذه الدولة المجرمة يقومون بشرعنة العصابة الصهيونية وتعزيزها، والتخلي عن فلسطين وعزلها، ويعقدون معهم اتفاقات عسكرية وسياسية واقتصادية، ولا يترددون من الوقوف معهم أمام الكاميرات ومصافحتهم وتبادل الابتسامات معهم، فحكام الدول الإسلامية المطبعون مع الصهاينة قد راهنوا على الحصان الخطأ، والحصان الذي سيخسر حتماً، ولن يكسب هؤلاء المطبّعون مع الصهاينة شيئاً إلا سقوطهم الذي سيكون خزي ووبال عظيم بين يدي الله تعالى والأمة، والاحتمالات المرتفعة لأضرار وخسائر؛ بسبب انفصالهم عن أمتهم وشعوبهم.

فعلى حكام الدول الإسلامية الذين طبّعوا مع الصهاينة أن يعلموا أنّ النظام الصهيوني لم يكون صديقاً لهم ولا حليفاً، ولن يفكر بالعيش بسلام معهم، فالصهاينة مليئون ومعبأون بمشاعر المعاداة ضد الإسلام بأمته ودوله، وإنّهم أعداء، لا لإيران، أو سورية، أو أفغانستان، أو لبنان فقط، بل لمصر، وتُركيا، والسعودية، وباكستان، والعراق وجميع الدول الإسلامية، ولا ينظرون لأي دولة مسلمة كصديق.

والصهاينة في حالة مرعبة من خيبة الأمل والغضب، فهم قد احتلوا أراضي فلسطين حالمين بدولة يهودية كبرى، وبشرتهم توراتهم المحرفة أنّهم سوف يقيمون دولة يهودية كبيرة من النيل إلى دجلة والفرات، ودولة يهودية كبيرة تضم الكامل أو الكثير من الأراضي الخصبة من سورية، والعراق، ولبنان، وفلسطين، والأردن، ومصر وتُركيا، وقد وجدت كل الظروف والإمكانيات لأجل أحلامهم منذ غزو العالم الإسلامي والاستيلاء عليه بعد الحرب العالمية الأولى، ولم يبقَ من يقاومهم، وتلقّوا كل أنواع الدعم من المنتصرين في العالم الجديد، دعماً بلا حدود من أمريكا، وأوروبا والاتحاد السوفيتي، لكن رغم استمرار هذا الدعم غير المحدود حتى الآن، لسبعين سنة لم يتمكنوا من تحقيق أحلامهم ولا الوصول لأهدافهم في إقامة دولة يهودية كبيرة.

ودعك من إقامة دولة يهودية كبيرة، بل وصل الصهاينة لمرحلة العيش من خوف من زوال نظامهم الحالي، فهذا النظام المجرم كل يوم يتقلص ويضمر، ويفقد أراض احتلها، وحدوده صارت غير آمنة ولا مضمونة؛ بسبب المقاومة، فهو يحيط الأراضي التي يحتلها بأسوار شائكة.

والصهاينة لا يستطيعون تحقيق أحلامهم ويتلقون الضربة تلو الضربة، وعاجزون في مواجهة المقاومة، ويعيشون في خوف ويخشون من زوال دولتهم، ومتخبطون مضطربون بشعورهم أنّهم محاطون بدول معادية، لذلك هم يغرقون في بحر عميق من الكراهية والغضب، وينظرون إلى جميع الدول الإسلامية وحتى التي طبعت معها على أنّها عدو لهم، ويسعون بكل سبيل لإضرار وأذية الأمة الإسلامية.

وبمرور السنوات الأخيرة يزداد بشكل مفرط توجه حكام الكيان الصهيوني وشعبه نحو تيّارات التعصب والتطرف، وتزداد قوة المنظمات والجماعات ذات المشاعر الوحشية الشنيعة ضد الأمة الإسلامية، وصار لها كلمة في الإدارة والحكومة، وتزايد وصولهم إلى المناصب المهمة، وسبب ذلك هو خيبة آمالهم وما تولده من غضب". (İLKHA)