مَحۡمَد أشين: غَزَّة حققت انتصارها

رغم المآسي الجارية فيها، يستخرج الكاتب صوراً عن انتصارات فريدة لأهل غَزَّة‥

Ekleme: 26.10.2023 15:16:57 / Güncelleme: 26.10.2023 15:16:57 / Arapça
Destek için 

‏ الانتصار، ما هو؟، إذا سئل هذا سؤال…
أهو الاكتفاء مادياً، أو هزيمة خصمك أو تحقيق مكاسب كبيرة مالياً ووظيفياً، أو نيل رضا الله تعالى،  أو عمل صالح يدخل الجنة، أو التضحية بالنفس وهي أثمن ما يُقدم في سبيل الله، أو الشهادة، أو التفوق في الفضائل والمكارم، أو الصبر والمثابرة في قضيتك رغم كل الضغوطات والصعوبات، أو التقرب إلى الله تعالى أو …، أو …؟

 غَزَّة التي تقع تحت حصار مشدد جداً من قبل الصهاينة لما يقرب من عشرين عاماً… تبلغ مساحتها الإجمالية 365كم². كل ما يدخل إلى غَزَّة يدخل تحت سيطرة الصهاينة. فلا يمكن تمرير الأسلحة وما شابه. وأبوابها مغلقة في وجه العالم كله. وبدون حاجة لعذر أو حجة يقصف الصهاينة أينما يريدون، ومتى يريدون. فتعرضت غَزَّة لقصف عنيف عدة مرات.

 كل القوى العظمى في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، إنگلترا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، كندا… تقدم كل أنواع الدعم للصهاينة. وبدون مراعاة لأي قواعد إنسانية أو وجدانية أو أخلاقية تدوس على القانون الدولي للحرب، يدعون الأطنان من القنابل تسقط على رؤوس الناس، بلا اعتبار لأي  نساء وأطفال، أو مستشفيات ومدارس، أو مساجد وأسواق. وتتوالى زيارات رؤساء دول ووزراء وخبراء عسكريين وجنرالات للصهاينة، وعلى رأسهم من الولايات المتحدة الأمريكية، ويتعهدون بالوقوف بجانبهم وتلبية جميع مطالبهم.  وقد أرسلت الولايات المتحدة اﻷمريكية أثقل حاملات طائراتها وأساطيلها الحربية وأكثرها تطوراً قبالة سواحل غَزَّة للدعم ورفع المعنويات. ووضعت أحدث المعدات والتقنيات العسكرية في العالم لخدمة الصهاينة. حتى أعلنت لمرات وعلى أعلى المستويات أنه إذا تدخل طرف ثالث في النزاع، فسوف تتدخل أيضاً، وتواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك على الأرض.

 منذ 17 يوماً، يحاصر جيش الاحتلال الصهيوني، الجيش الأكثر تقدماً في العالم، غَزَّة الصغيرة من جميع الجهات، ورغم القصف الذي تحول إلى إبادة جماعية لم يتمكن من شن الهجوم البري. ورغم كل ما حدث، لم يخرج سكان غَزَّة من منازلهم متحدين للصهاينة، ولم تظهر عليهم أمارات الخوف، ولم يعلنوا أنهم سيستسلمون للصهاينة.

 العائلات تجتمع مع جميع أفرادها لكي يستشهدوا معاً. والأطفال يقومون بكتابة أسمائهم على أيديهم وأرجلهم كلعبة حتى يتم التعرف عليهم عند استشهادهم. شعب بأكمله يصرخ: إما الشهادة وإما النصر، ولا سبيل آخر.
بالله عليكم، إذا لم يكن هذا هو النصر، فما هو؟ إذا لم يكن هذا عون من الله ونصرة منه سبحانه، فماذا يكون؟

 فبالمحصلة، حينما يأتي الأجل، أكان الناس في حصون أو بيوت محمية سيأتيهم الموت ويجدهم.
إن رحيلك  من الدنيا إلى ربك بوجه أبيض هو النصر الأعظم والفوز الكبير. وهذا لا يكون من نصيب الجميع. ومن استشهد يخلص من متاعب الدنيا ومصاعبها وينال الفضل العظيم من ربه سبحانه.

 النقطة التي تحزننا هي ماذا نفعل ضد كل هذه الوحشية والظلم؟ بماذا سنجيب عندما يحاسبنا ربنا ويسائلنا؟ 
فلنبكي على أنفسنا‥
إذ ينبغي أن يكون همنا واهتمامنا الرئيسي هو جوابنا لربنا حينها وحسابنا بين يديه.


(İLKHA)