عبد الله آصلان : القوة المقدسة الناشئة عن الوحدة هي من ستلوح بسيف العدل

يؤكد الكاتب أن إيقاف الظلم وبسط العدل يحتاج إلى قوة، وأن هذه القوة منبعها وحدة المسلمين‥

Ekleme: 26.10.2023 14:07:00 / Güncelleme: 26.10.2023 14:07:00 / Arapça
Destek için 


     إسرائيل قاتلة الأطفال والرضع ‥ إسرائيل قاتلة النساء والمسنين ‥ إسرائيل مرتكبة الإبادات ‥ إسرائيل أكبر تنظيم إرهابي في العالم ‥ إسرائيل التنظيم الأكثر همجية، الأكثر وحشية، الأكثر دموية، والأكثر تفلتاً ‥ 

     لأيام يمطرون غزة بالقنابل والصواريخ، التي لا تواجه جيشاً ولا قاعدة صواريخ ولا أسطول طائرات، بل الشعب الفلسطيني المظلوم فحسب! وهم يلجأون إلى أكثر الأساليب شيطانيةً لارتكاب المجازر الجماعي، فيقولون "أخلوا الشمال، واذهبوا إلى الجنوب"، وبمجرد خروج الناس من بيوتهم يطلقون النار عليهم على الطريق، ويقصفون الناس المجتمعين في الجنوب. وأي أماكن تعلنها الأمم المتحدة "أماكن آمنة" ويجتمع فيها الناس، يطلقون النيران عليها؛ فضربوا المستشفيات وأماكن العبادة. ويقطعون كل ما يحتاجه الناس، مستغلين قطع الماء والكهرباء والدواء كسلاح لإفراغ المناطق. 

     حقاً، إلى متى سيظل العالم صامتًا أمام هذه الشبكة الإرهابية؟ إلى متى سيستمر الظالمون في الضرب بوحشة؟ في حين أن الدول الداعمة والممولة للإرهاب الولايات المتحدة اﻷمريكية وإنگترا وفرنسا وألمانيا أيضًا تشجع كل يوم شبكة الإرهاب الإسرائيلية على ارتكاب مذابح جديدة.  الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة للمجازر، ترسل حاملات طائرات إلى المنطقة وتتجول في المنطقة لتهديد البلدان المجاورة. 

     في اليوم السابق قصفوا المستشفى المعمداني الأهلي، فاستشهد أكثر من 600 شخص، قتلوهم بوحشية فظيعة. في البداية قالوا أنهم لم يقوموا بهذا الهجوم الدنيء، ثم بكل وقاحة قالوا أنهم لم يقصفوا المستشفى بل مرأب المستشفى. بايدن الذي على رأس قوة الشر الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة بكل قوتها العسكرية للصهاينة، وصف المجزرة التي حدثت بالقنبلة التي قاموا بتسليمها بأنفسهم إلى إسرائيل "بانفجار"، وحاول إلقاء الذنب على حماس. لكن الذخيرة المستخدمة في القصف هي قنبلة MK-84 منهم, تزن 430كم من المتفجرات، بوزن إجمالي 910كم.

     من الواضح أن إسرائيل المحتلة التي فقدت عقلها تريد إشعال فتيل حرب أكبر بهجماتها الإجرامية هذه. وواضح أن التحالف الصليبي-الصهيوني يتحرك ضمن التحضير والاستعداد لعملية مثل ذلك. وبجانب احتجاجات المواطنين في جميع أنحاء العالم، فمن الضروري على بلدان المنطقة أن تدخل ضمن توجه للتحرك معاً، وإلا سيكونوا ضحايا لهذا العنف واحداً تلو الآخر. 

     التدخل الفعلي لدولة واحدة فقط ضد التحالف الصليبي-الصهيوني من الواضح أنه لن (يمكنه أن) يحل المشكلة. وبتقدير حدوث ذلك، فيجب حساب أن الأمر سيزداد سوءاً.  فإن تدخل مصر فقط، أو تُركيا فقط، أو قطر فقط، أو إيران فقط بهذا الأمر، سيحوله إلى مسار أسوأ، مثل مسألة الثور الأصفر. جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي و سائر دول المنطقة ليس لهم حل سوى التحرك معاً. فليست عصابات إسرائيل الجبانة وحدها في الميدان. فالقوات الصليبية الأخرى التي تجتاح المنطقة لأجل الحرب هي مستعدة بشكل كبير. ودول الشعوب المسلمة الأخرى التي خارج المنطقة بحاجة لتحالف مضاد لذلك. وعلى الشعوب المسلمة أن لا تترك الشوارع فارغة ليقوم حكامها بدعم القوة الموحدة ضد التحالف الصليبي-الصهيوني.

     وبعد كل هذا الدعم المقدم لإسرائيل المعتدية، فإن بيانات من نوع 'نحن ندعم حماية حياة المدنيين' ليس أكثر من مجرد سخرية من العالم. فالظلمة يفهمون لغة وحيدة، هي القوة! قانون دولي، حقوق إنسان، قرارات أمم متحدة … كلها مجرد حكايات فحسب.

     القوة تولد من الوحدة! من سيوفر العدالة المنشودة ويحققها هي القوة المقدسة، التي هي الوحدة، لا غيرها! وإنها لممكنة، ليست مستحيلة.

     يقول الله تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ وَٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَاۤءࣰ فَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦۤ إِخۡوَ ٰ⁠نࣰا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةࣲ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَ ٰ⁠لِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَایَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ۝ ﴾ [آل عمران : ١٠٣]
فمن يؤلف بين القلوب هو ﷻ! ومن يجعل ما يبدو مستحيلاً ممكناً هو ﷻ! يكفي أن توجد تلك الرغبة والإرادة! فحينها يكون النصر قريب بإذن الله ﷻ!