شارك الأمين العام لحزب الهدى والنائب البرلماني عن ولاية غازي عنتاب "شيه زادة دمير" في المسيرات والبرامج والتصريحات الصحفية التي أقيمت في غازي عنتاب ردًا على الاعتداءات اللاإنسانية التي تنفذها العصابة الإرهابية الصهيونية المحتلة ضد غزة.
وردّاً على اعتداءات العصابة الإرهابية الصهيونية المحتلة على غزة ومناصرة للشعب الفلسطيني، أقيمت المسيرة التي نظمتها منصة القدس في غازي عنتاب بمشاركة الآلاف من الأهالي، وقد حضر "دمير" صلاة جنازة الغائب على المسلمين الذين اُستشهدوا نتيجة هجمات الاحتلال الصهيوني في فلسطين، وبرنامج "المناوبة على المقاومة من أجل فلسطين" التي نظمتها رئاسة حزب الهدى في غازي عنتاب في ساحة جينارلي، حيث دعا "دمير" الأمة الإسلامية إلى حماية المسجد الأقصى والقدس.
كما زار "دمير" خيمة الدعم لغزة خلال مشاركته في برنامج "المناوبة على المقاومة من أجل فلسطين" الذي أطلقته رئاسة حزب الهدى في غازي عنتاب للرد على هجمات ومذابح الصهاينة المحتلين في فلسطين ودعم المقاومة ضد المحتلين.
وقد قال "دمير" مخاطبًا المواطنين المشاركين في البرنامج: "إنّهم يؤيدون العملية التي أطلقها المسلمون الفلسطينيون الذين يناضلون من أجل قضية المسجد الأقصى والقدس، تحت اسم "طوفان الأقصى" ضد ظلم الصهاينة، ومن أجل حماية المسجد الأقصى والقدس".
وأشار "دمير" إلى أنّ الأمة الإسلامية مرّت باختبارات صعبة للغاية، وقال: "هل سنجتاز هذا الاختبار بكل قوتنا أم لا؟ سنرى معًا، ولكن من المؤسف أنّنا لم نتمكن من اجتياز هذا الاختبار حتى الآن، لماذا لا نستطيع أن نجتاز هذه الاختبارات؟ صحيح أنّنا في جميع أنحاء تركيا، وفي جميع أنحاء العالم وفي غازي عنتاب نحن نقف بنفس الطريقة، والعديد من إخواننا كانوا في الساحات منذ الصباح، لكنّه ليس حلاً لفلسطين، ولا يوقف الصهيونية، ولا يمنع مذبحة إخواننا؛ لأنّ هناك نقصًا، ونادرًا ما تمرُّ الأمة بمثل هذه الاختبارات القاسية، فعلينا جميعًا أن نفهم هذا، ولكن هذا الاختبار هو ليس فقط للمسلمين في تركيا، ولكن أيضًا للشعوب الإسلامية والإدارات الإسلامية والإداريين المسلمين والحكومات ولنا جميعًا".
"لا يقف إلا المسلمون"
وأوضح "دمير" أنّ المسلمين في جميع أنحاء العالم وفي العديد من الولايات التركية يقفون للرد على هجمات ومجازر الصهاينة المحتلين في فلسطين، وقال: "لكن الشعوب الإسلامية وحدها هي التي تقف، وهنا يكمن النقص، فهل تراجعت الصهيونية عن هدفها واستراتيجيتها في هذه الأيام الأربعة عشر؟ للأسف لم تتراجع، وعندما ننظر إلى المؤشرات والتطورات السياسية في العالم، نلاحظ جميعًا كيف يجتمع الكفر عندما تكون القضية هي المسلمين، وعندما تكون القضية صهيونية، وعندما يكون الموضوع فلسطين، فأمريكا وفرنسا وإنجلترا واليابان يقولون جميعًا في انسجام تام: نحن وراء العصابة الصهيونية، ولقد أثبتوا ذلك بسفنهم، وأثبتوا ذلك بالقنابل التي يرسلونها، وأثبتوا ذلك من خلال استخدام حق النقض ضد إرسال المساعدات الإنسانية في لجنة الأمم المتحدة، كما أنّها تكشف عن مدى بعدهم عن الإنسانية، وفي هذه الحالة، عندما ننظر إلى التطورات الأخرى في العالم، فإنّ عصابة الاحتلال تسحب سفاراتها وقنصلياتها ودبلوماسييها وغيرهم من المسؤولين في جميع البلدان الإسلامية، كما هو الحال في تركيا، وتزيد الإجراءات الأمنية وتغلق المباني، فإنّهم يكشفون أنّهم على وشك البدء باستراتيجية طويلة المدى للغاية بجيشهم المحصن وجنودهم وسفنهم الحربية وقنابلهم ومواد أخرى معززة من الخارج".
"على وعي أمتنا أن يوقف الاحتلال الصهيوني"
وقال دمير: "إنّه من الجيد جدًا أن يتطور فهم الأمة من أجل قضية المسجد الأقصى والقدس، وإنّه لأمر عظيم أنّ فهم الأمة الذي نسيناه لفترة طويلة على المستوى العام، أنّ القاسم المشترك هو فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، يتطور ويتم إحياؤه مرة أخرى في جميع أنحاء العالم، لكن ما نحتاجه الآن هو أن تعمل روح الأمة، وهذا الوعي للأمة، على وقف الاحتلال، وتعبئة حكومات الدول الإسلامية، ومنع مذبحة إخواننا".
حصار القدس هو حصار للأمة"
وقال "دمير" أيضًا: "منذ اليوم الأول، فهمنا ووصفنا حصار القدس وفلسطين على أنّه حصار للأمة، واليوم نرى معًا أن هذا هو الحال تمامًا، فهل من بين الدول الإسلامية دولة أو كم دولة يمكنها أن تقف وتظهر إرادتها دون إدانة؟ بغض النظر عن البلد الذي تنظر إليه، حيث ستجدهم جميعًا محاصرين أو مأسورين إما سياسيًا أو عسكريًا أو اقتصاديًا أو من قِبل جيرانهم أو ثقافيًا وعقليًا، ولقد تقلصت مشاعرهم تجاه الأمة تمامًا، ولم يعد لدى أي منهم القوة لاتخاذ خطوة من حيث الالتقاء بروح الأمة، من حيث التنظيم، ومن حيث الوحدة العسكرية، فإذا لم تكن الأمة محاصرة فمن يكون؟ فنحن نخدع أنفسنا الآن ونقول فقط: القدس تحت الحصار لكن الأمة اليوم هي تحت الحصار، فإنّ حصار القدس هو حصار للأمة، وقبل حصار الأمة شهدنا جميعًا أنّ القدس لا يمكن حصارها، وبمجرد الانتهاء من حصار الأمة، بدأت عملية الحصار والتدمير الكامل لحفنة من المسلمين هناك، لذلك، دعونا لا ننظر إلى هذا على أنّه مجرد حصار على القدس، بل هذا هو حصار للأمة، فعلى الأمة أن تفعل كل ما بوسعها لكسر هذا الحصار".
"العقلية الصليبية لا تزال حية حتى الآن"
وأشار "دمير" إلى أنّ العقلية الصليبية ضد فلسطين لا تزال حيّة، وقال: "دعونا نفكر في هذه الهجمات التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني، ويقاتل ضد إخواننا الفلسطينيين ويحاول إنهاء حماس، أنّهم ليسوا الوحيدين الذين يقفون، بل إنّ جميع الهياكل التي تقف وراء الصهيونية في جميع أنحاء العالم، وفي الواقع العقلية الصليبية، لا تزال قائمة، ولقد أصبح جميع أفراد هذه الأمة معوقين، وتمّ غزو بلادنا بطرق مختلفة، وكُسرت أيديهم وأذرعهم، وأصبحوا غير قادرين على الحركة، وبدأت عملية توجيه الضربة النهائية والاستيلاء على القدس مرة أخرى، وأيّاً كانت الدولة التي تتحرك، وأيّاً كانت البنية الإسلامية أو الحزب أو المجتمع أو زعيم الرأي أو الكيان القانوني يرفع صوته، وأيّاً كان من يقف، ومن يتحرك، ومن تظهر عليه علامات الحياة، نرى أن مطرقة الكفار تنزل عليه".
وقال دمير: "هناك حاجة إلى مقولة الرئيس أردوغان "دقيقة واحدة" one minute مرة أخرى، وهذا ما يريده جميع المسلمين في العالم بالفعل، وهذا ما تحتاجه القدس، ولقد فعلت تركيا هذا في وقتها، وبطبيعة الحال، سوف نستمر في الوقوف، وسنحاول جمع روح الأمة في جميع أنحاء العالم، وسنستمر في الوقوف إلى جانب إخواننا وأخواتنا بدعائنا وأجسادنا وممتلكاتنا، لكنّنا لن يفوتنا هذا الدعاء: يا إلهي! أرسل لنا صلاح الدين من جديد".
كما ألقى ممثل غازي عنتاب لجمعية المستضعفين "مسلم يلدز" في البرنامج، وألقى نائب رئيس حزب الهدى في غازي عنتاب "مصطفى كارا كورت" خطابات.
وبعد أن أنشد فنانو مجموعة خيبر ومبرمج كيرفان إف إم "مصطفى كسكين" الأناشيد والألحان والقصائد حول القدس والمسجد الأقصى، اُختتم البرنامج بالدعاء من المربي الكاتب "عبد القادر آيدوغان". (İLKHA)