مَحۡمَد أوزجان : بين شعب يريد دولة، ودولة تحتاج لحماية

قامت ما تسمى دولة الاحتلال الصهيوني على تراب فلسطين، واعترفت الأمم المتحدة بها بدعم من الدول الغربية، دون أن تحظى دولة فلسطين بنفس الاعتراف، وقيام دولة الاحتلال في تمددها وتوسعها في ظل نفاق دولي وغياب العدالة الدولية.

Ekleme: 10.10.2023 17:42:05 / Güncelleme: 10.10.2023 17:42:05 / Arapça
Destek için 

تحدث الكاتب الأستاذ محمد أوزجان عن الشعب اليهودي الذي أنشأ دولة على التراب الفلسطيني وشجع هجرة اليهود من مختلف البلاد، والدولة الفلسطينية التي اغتصبت أرضها وعاش شعبها في شتات وتوزع كلاجئ على مختلف الدول.

وفي الأيام السابقة، هاجم جنود يهود صهاينة بلدة كفردان بمدينة جنين بفلسطين، وقتلوا الشاب عبد الله عماد أبو حسن البالغ 19 سنة.

مشاهد الأب الدكتور عماد أبو حسن وهو يقوم بمحاولة إنعاش القلب لإعادة الأمل إلى حياة ابنه الشهيد الذي قتله الاحتلال الصهيوني أوجعت القلوب. وكان ثبات الأب الذي شاهد ابنه للمرة الأخيرة في درج المشرحة، أوضح صورة في التسليم لله تعالى.

وهذه الجناية ليست الجرم الأول ولا الأخير لهؤلاء المحتلين.

وإن السبب الوحيد لقيام الصهاينة في الأراضي الفلسطينية بقتل الشباب والأطفال مباشرةً بلا ذنب، هو ترهيب ونفي الشعب الذي يقاوم احتلالهم المستمر.

أرجو أن تستحضروا الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني الذي يقوم بحقه المشروع في الدفاع، محاولاً حماية أرواحه وأراضيه بمقاومة العصابات الصهيونية، التي ما تزال تستولي على السلطة، وتغتصب الأرض، وترتكب المجازر.

لنفرض مثلاً، أن بيتكم يقع في محلة الشيخ الجراح بالقدس، وفي مساء ما قمتم مع أسرتكم بزيارة أحد أقربائكم أو أصدقائكم في حي مجاور لساعة أو ساعتين، وعند عودتكم للبيت وأنتم على وشك الدخول تلاحظون أن إنارة بيتكم مضيئة، ويقول كبير البيت "ربما نسيناها" محاولاً أن يفتح باب البيت بمفتاحه، لكن المفتاح لا يدور في قفل الباب لتدخلون، بل يُفتح الباب وتمد أسرة صهيونية مستوطنة رأسها من ورائه سائلةً "لمن أتيتم؟"، ولا يكتفون بالسؤال عما تفعلون في بيتكم، بل تتصل هذه الأسرة اليهودية المستوطنة بالشرطة الصهيونية، مشتكين من إزعاجكم لهم في بيتكم الذي اغتصبوه واحتلوه، ثم يأتي عملاء الشرطة الصهيونية إلى الباب ويأخذوكم أنتم لأخذ إفادتكم، لا الأسرة المستوطنة المحتلة.

وإذا حاولتم إثارة ضجة أو احتجاج سيصدر قرار اعتقال إداري بحقكم، وتبدأ فترة الاعتقال التي قد تمدد لمدة لا تقل عن ستة أشهر حسب انصياعكم، وسواء أن قبلتم باحتلال واغتصاب بيتكم أم لا، لم يبق لكم بيت سعيد ورثتموه عن آبائكم وأجدادكم.

ماذا كنتم ستفعلون لو تعرضتم لمثل هذا الظلم؟

إن هدف النظام الصهيوني باستيلائه واغتصابه الأراضي الفلسطينية منذ سنة 1948 هو محو فلسطين من الخرائط، وهو يقوم بكل أنواع الظلم، من استغلال ومجازر وقتل وغزو وتدمير وحرق بكل جهدهم، لكيلا يبقى أي شبر من فلسطين.

وفي الواقع، قام رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو بعرض خريطة خالية من دولة اسمها فلسطين في خطابه أمام الجمعية العامة الثامنة والسبعين للأمم المتحدة.

بل صورت خريطة نتنياهو الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة الخاضعة لإدارة فلسطينية، جزءاً من النظام الصهيوني.

تأسس النظام الصهيوني الإسرائيلي بمجرد قبول الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار الصادر برقم 181 (II) بتاريخ 29 تشرين الثاني 1947.

أما الدولة الفلسطينية لم تقم حتى بعد مضي 76 سنة بسبب تخطيط المماطلة المستمرة منذ عقود.

فالنظام الصهيوني ومن يحميه لا يقبلون أبداً بحل الدولتين، لكنهم يتظاهرون بقبول المحادثات التي تجري منذ عشرات السنوات، لأجل مماطلة الشعب الفلسطيني وتهدئة الرأي العالمي.

والسبب الوحيد لاستمرار مخططات النظام الصهيوني الخبيثة هو حماية الولايات المتحدة الأمريكية له منذ تأسيسه حتى اليوم، وعدم تدخل الأمم المتحدة ضد هذا الإرهاب اللاإنساني، وصمت الدول الإسلامية.

ويتساءل البعض، كيف استطاعت إسرائيل أن تصل لأهدافها النهائية، ولم يستطع الفلسطينيون أن يقيموا دولةً لهم؟ فيمكن الإجابة على ذلك؛ أن بعد ضعف الدولة العثمانية ووقوع الأراضي الفلسطينية تحت السيطرة البريطانية، صدر قرار حل الدولتين سنة 1947 من الأمم المتحدة، لكن لم تدعم أي دولة مسلمة حقاً لإقامة دولة فلسطينية هكذا.

وكان من المؤسف أيضاً، أن قام "عصمت اينونو" رئيس الجمهورية المنتسب لحزب الشعب الجمهوري المنفرد بحكم الجمهورية التركية وقتها بارتكاب خيانة كبيرة بتوقيعه على قرار الاعتراف بإسرائيل الصهيونية، بعد تأسيسها وقيامها، ليس بكثير من السنوات، بل يعد 10 أشهر.

لكن ما يجب التساؤل عنه، أنه على رغم من أن سندات ملكية الأراضي الفلسطينية التي كانت جزءاً من الدولة العثمانية موجودة في تُركيا، لماذا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية التي بدور الحَكَم في محادثات حل الدولتين أن تدعم بكل معنى الكلمة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، التي لا تجد من يقوم بدور في عملية إقامة دولتها وحمايتها؟

أما التساؤل الحقيقي، إذا كانت أمريكا تدعم الظلم الصهيوني علناً منذ 75 سنة، حتى متى ستنتظر تُركيا وريثة السلطان عبد الحميد لتنهي هذا الظلم الواقع على فلسطين، التي دوماً تشعر بأنها جزء منها؟. (İLKHA)