صوّت أعضاء مجلس النواب الأميركي، الثلاثاء، بالأغلبية على عزل رئيس المجلس "كيفن مكارثي"، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد.
وعزل مجلس النواب "مكارثي" المنتمي للحزب الجمهوري، من رئاسة المجلس بأغلبية 216 صوتًا مقابل معارضة 210.
وأعلن مجلس النواب "باتريك ماكهنري" رئيسًا مؤقتًا للمجلس بعد الإعلان عن شغور المنصب.
وجاء سحب الثقة من "مكارثي" على خلفية تمكنه من تجنب إغلاق جزئي للحكومة بفارق ضئيل، عبر إقرار مشروع قانون يحظى بدعم عدد أكبر من الديمقراطيين مقارنة بالجمهوريين.
وأثار "مكارثي" حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه نهاية الأسبوع عندما تعاون مع الديمقراطيين لتمرير اتفاق مؤقت بشأن الموازنة لتجنب إغلاق حكومي.
وفور صدور نتيجة التصويت، سارع عدد من النواب الجمهوريين للإحاطة بمكارثي (58 عاماً) الذي لم يصدر عنه أيّ تعليق بل اكتفى برسم ابتسامة على وجهه وتبادل وإياهم العناق والمصافحة، وما لبث "مكارثي" أن عقد مؤتمراً صحافياً، مساء الثلاثاء، أعلن فيه أنّه لن يترشّح للمنصب الذي عزل لتوّه منه حتى وإن كان النظام الداخلي لمجلس النواب يسمح له بذلك.
وقال: "لقد كنت الرئيس الخامس والخمسين لمجلس النواب، وهذا شرف عظيم، ولقد أحببت كل لحظة قضيتها في هذا المنصب"، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّه متفائل رغم كل ما حصل له.
ولم يتمّ "مكارثي" عامه الأول في رئاسة مجلس النواب إذ إنّه انتخب في هذا المنصب في كانون الثاني/ يناير بعد مفاوضات شاقة ومضنية تعيّن عليه خلالها أن يقدّم تنازلات كبيرة لحوالي عشرين نائباً من أنصار ترامب، بما في ذلك أن يتمكّن أيّ نائب ساعة يريد من أن يدعو لإجراء تصويت لتنحيته، وهو ما فعله النائب "مات غايتس" في النهاية.
وتُعدُّ رئاسة مجلس النواب ثالث أهم منصب في النظام السياسي الأميركي بعد منصبي الرئيس ونائبه.
وقاد التحرّك عضو الكونغرس عن ولاية فلوريدا "مات غايتس" الذي لطالما كان مناهضًا لمكارثي، وقدّم الاثنين مذكرة لـ"إخلاء منصب رئيس مجلس النواب"، ما أفضى إلى التصويت المقرر حوالي الساعة 14,00 بالتوقيت المحلي.
وكانت قيادة الحزب الجمهوري حذّرت نواب الجناح المتشدّد من إغراق الحزب في الفوضى، لكنّ "غايتس" الذي اشتكى مراراً من عدم احترام "مكارثي" الاتفاقات المبرمة مع المحافظين، ردّ قائلاً: "إنّ الفوضى هي رئيس مجلس النواب مكارثي".
وأضاف بعد التصويت قائلًا: "إنّ سبب سقوط "كيفن مكارثي" اليوم هو أنّه لا أحد يثق بكيفن مكارثي".
وتابع قائلًا: "لقد قدّم "كيفن مكارثي" وعوداً متناقضة متعددة، وعندما استحقّت جميعها، خسر".
وتجبر الخطوة الديمقراطيين على اتخاذ قرار بشأن إن كان عليهم إنقاذ رئيس المجلس الذي قضى جل ولايته في معارضة أجندتهم فيما يدعم الرئيس السابق "دونالد ترامب" وفتح مؤخرًا تحقيقًا يرمي لعزل الرئيس "جو بايدن".
في نهاية المطاف، شجع زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب "حكيم جيفريز" الديمقراطيين على الإطاحة بمكارثي، منتقدًا في الوقت ذاته النواب اليمينيين الذين يصفهم بأنهم "متطرفو ماغا MAGA" في إشارة إلى حركة ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا" "Make America Great Again".
وقال "جيفريز" في رسالة لزملائه: "نظرًا إلى عدم رغبتهم في التخلي عن تطرف MAGA بشكل حقيقي وشامل، فستصوت قيادة مجلس النواب الديموقراطية بـ"نعم" على الإجراء الجمهوري القائم لإخلاء منصب رئيس المجلس". (İLKHA)