قرأ أحد منسقي وقف محبي النبي ﷺ في باطمان "فوزي آيدن" البيان الصحفي نيابة عن الوقف، حيث قال: "إنّ أول معبد، وأول مبنى مقدس أقيم على الأرض هي الكعبة المشرفة، وإنّ أول ما فعله نبينا صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة إلى المدينة هو بناء مسجد".
"الحضارة الإسلامية حضارة مركزها المساجد"
وذكر "آيدن" أنّ جميع الشؤون الاجتماعية للمجتمع، وكذلك الدراسات الثقافية والتعليم والشؤون الدينية والاحتياجات الاجتماعية السياسية والعسكرية، كلها كان يتم تلبيتها من المسجد النبوي، وقال: "لقد كان هذا المسجد مركزًا لمشورة المسلمين، ومركزًا لتدريب العلم والحكمة، ومركزًا استراتيجيًا للجيش، ومركزًا لشفاء الأمراض المادية والروحية، وملجأً نبويًا إلهيًا للمظلومين والضحايا، ولهذا السبب ظهرت الحضارة الإسلامية كحضارة مركزها المسجد، وبنت المساجد في وسط وقلب المدن التي أسستها".
"تآخي المهاجرين والأنصار خير مثال على ذلك"
وأكد "آيدن" أنّ المساجد هي رموز الأخوّة والوحدة والتضامن، وتابع "آيدن" قائلًا: "إنّ تآخي الأنصار والمهاجرين خير مثال على ذلك، فالمساجد هي معابدنا المقدسة التي يمكن أن تجمع ويجتمع فيها كل شرائح المجتمع، من رؤساء وموظفين، وأغنياء وفقراء، وصغار وكبار، ورجال ونساء، في جانب واحد، دون تمييز، وبطريقة عادلة ومتساوية، وإنّ مساجدنا، بالوظيفة التي كلّفها بها الإسلام، تجعل المجتمع سليماً روحياً، فهي مركز تطبيقي لحل المشكلات المادية والمعنوية التي حدثت أو قد تحدث في المجتمع، وإنّها أجمل الأماكن التي تذكرنا ضد العلمنة التي هي أكبر مرض في هذا القرن الرهيب، بأنّ الإنسان لم يخلق لهذه الدنيا فقط، وأنّ الوطن الحقيقي والأبدي هو الحياة الآخرة".
"للعلماء دور كبير في تشكيل المجتمع وتقدمه وفي التغلب على فترات الأزمات الأخلاقية والفساد"
وفي معرض الإشارة إلى أنّه في المجتمعات الإسلامية، يرتبط المسؤولون الدينيون والخدم بالمسجد كما لو كانوا جزءًا من المسجد، قال آيدن: "للعلماء دور كبير في تشكيل المجتمع وتقدمه وفي التغلب على فترات الأزمات الأخلاقية والفساد، والحق أنّ الناس لا يدركون الأخطار إلا عندما تقع عليهم، لكن العلماء ببصيرتهم يرون الأخطار قبل وقوعها فيتخذون الحذر منها".
وأشار "آيدن" إلى أنّ العلماء هم مصابيح وأدلة وورثة الأنبياء للمؤمنين، وقال: "إن الأنبياء لا يتركون وراءهم أموالاً بل يتركون العلم، وإنّ أعظم المعلمين الذين سينقلون هذا الإرث إلى أجيالنا الجديدة ويملأون مساجدنا بتغاريد الأطفال وانفعال الشباب هم العلماء، فتحية لورثة النبي الذين سيسيرون على هذا الطريق دون يأس أو انحراف عن الاتجاه، وكان الله في عونهم".
وفي الختام قال آيدن ما يلي: "بهذه المناسبة، نتمنى التوفيق للموظفين الدينين وموظفي المساجد الذين يسعون جاهدين لاستخدام مساجدنا لتحقيق المنفعة للمجتمع والإنسانية، ونهنئهم بـ"أسبوع المساجد ورجال الدين" بأجمل وأخلص المشاعر، ونتمنى من الله عز وجل أن تكون له فوائد كثيرة". (İLKHA)