أ.د.كريم: حب المرء لوطنه يجب أن يكون متفقًا مع الشريعة

قال أ.د. عماد محمد كريم: "إن حب الوطن من الطبيعة الإنسانية والإسلام لا ينفي ذلك، ولكن لا يجوز أن نحب الوطن أكثر من الله ورسوله والجهاد في سبيل الله".

Ekleme: 01.10.2023 12:57:22 / Güncelleme: 01.10.2023 12:57:22 / Arapça
Destek için 

يتواصل ملتقى العلماء الثامن، الذي ينظمه اتحاد العلماء كل عام بمشاركة العلماء والأكاديميين والسياسيين وممثلي المنظمات غير الحكومية وقادة الرأي من البلاد الإسلامية.

وقد انطلقت، أمس السبت، فعاليات الملتقى، تحت شعار "توجيه النهضة الإسلامية"، في مقر الاتحاد في ولاية ديار بكر.

ويستأنف الاجتماع، الذي توقف أمس بعد جلستين، بجلستين اليوم، وانطلقت الجلسة الأولى برئاسة د. هيمين عمر أحمد.

وألقى أ.د.  عماد محمد كريم كلمة حول "القومية والانتماء القومي والقضية الكردية".

"القومية هي إحدى الظواهر المتعلقة بتحديد الهوية"

بدأ الأستاذ عماد محمد كريم كلمته: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

"في البداية، أبدأ الموضوع بشرح تعريف العنصرية والآراء حول العنصرية".

وقال البروفيسور كريم: "القومية هي مجموعة من الظواهر المرتبطة بتحديد الهوية، أو الانتماء إلى المجتمعات البشرية، ويتم تحديد هويات الناس على أساس العديد من العوامل والعلامات، مثل الدين أو العرق أو اللغة أو المنطقة الجغرافية أو الحضارة أو غيرها من العوامل، وعليه، تعريف الوطنية هو حب الوطن، ويمكننا القول أن تماهيه معها هو اهتمامه الخاص برفاهية وطنه وشعبه".

وأضاف: "نعلم مما ذكر أن الولاء للوطن من مقتضيات الوطنية، ولا معنى للوطنية دون الولاء الذي يعني القرب والمحبة والإخلاص والمساعدة".

وتابع الدكتور كريم: "هذا الالتزام يخلق الانتماء، أي الانتساب والقبول والموافقة، وهذا ليس إلا المعنى الآخر للوطنية، لقد ربطنا الوطنية والانتماء ببعضهما البعض لأنه إذا لم يكن هناك هذا الارتباط بينهما، فقد يكون لهما معانٍ مختلفة، ولذلك فإننا لسنا مخطئين في التعبير عن الانتماء من خلال الوطنية، إنها حقيقة لا شك فيها، أن للوطنية جانبان إيجابي وسلبي من حيث الفكر والممارسة".

"لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى"

وعبر البروفيسور كريم في كلمته عن نظرة الإسلام للعنصرية بالكلمات التالية:

"الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، وقد قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة-3) ويقول أيضًا: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَام}ُ (آل عمران 19) ولا يقبل الله غير الإسلام دينًا، فقال: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} (آل عمران 85).

شريعته الكاملة الشاملة المشرقة الجميلة، وحكمه العادل أحاط بكل شيء، صغيرًا كان أو كبيرًا.

وبذلك يثبت لنا بوضوح، ودون لبس، أن الناس متساوون، ولا فرق بين أبيض وأسود، ولا أحمر وأصفر، ولا عربي ولا عجمي إلا بالتقوى.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات: 13)

وقال رسول الله ﷺ: {يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ}

"الإسلام لا ينكر انتماء الإنسان إلى أمته وأهله ولغته"

وقال البروفيسور كريم: "الإسلام لا ينكر انتماء الإنسان إلى أمته وأهله ولغته، لأن هذا حقيقة تاريخية، وجود جغرافي، واقع إنساني، شرع إلهي، وضع أصيل.

يقول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} (الروم -22) ويقول أيضًا: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (الحجرات -13) والأصل أن يكون بين هذه الأمم والقبائل تعارف وتعاون وتكاتف بين بعضنا البعض، وليس الرفض أو الهجوم أو العداء أو المعارضة لبعضنا البعض، هذه هي الأساسيات، ولكن العلماء اختلفوا في حكم القومية بالتفصيل، وبعد البحث والتحليل قمت بتلخيص وجهات النظر في ثلاثة آراء:

 الرأي الأول يرفض العنصرية بشدة، والثاني أكثر تسامحًا مع قبول القومية، وقد بحث علماء الرأي الثالث في حقيقة الأمر بالتفصيل، لدرجة أن هذا الرأي يشمل أيضًا آراء حول القومية وجوانبها المغلقة والسرية".

"حب الإنسان لوطنه ينبغي أن يكون في حدود الشريعة"

وقال البروفيسور كريم: "حب الوطن شعور ينبع من الطبيعة والخلق، حب الوطن من الفطرة الإنسانية والإسلام لا ينفي ذلك، فهو طبيعي مثل التملك والغريزة الجنسية وحب الانتقام.

الإسلام يشجع على الدفاع عن الوطن ويجعل الجهاد واجبًا على أهل البلد عندما يتعرضون لهجوم، وحب الوطن يجب أن يكون وفق الشريعة.

ولا يجوز أن يكون حب الوطن أكثر من حب الله ورسوله والجهاد في سبيل الله. قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَٰنُكُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَٰلٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٍۢ فِى سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِۦ ۗ  } (التوبة:24) إن حب الوطن والدفاع عنه والرغبة في إعلاء شأنه أمر جميل ومرغوب فيه، والإسلام  يحث عليه.

لكن هذه الأمور مختلفة، وجعل الوطن قضية دينية أمر آخر، الإسلام يربط أعضائه بعقيدة التوحيد، قال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ} (آل عمران -19) وقال الله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (علي عمران: 85) فالله تعالى آخى بين المؤمنين، وقال أعظم المتكلمين: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات -10)".

"القضية الكردية من قضايا المسلمين العالقة"

واختتم البروفيسور كريم كلامه كما يلي:

"لقد نشأت ولا تزال مشاكل كثيرة في العالم الإسلامي، وقد تم حل بعضها، وبعضها الآخر لم يحل حتى اليوم، والقضية الكردية، التي أصبحت موضع اهتمام واستغلال من قبل الدوائر الخارجية قبل الداخلية، والتي استنزفت جهود المسلمين وأموالهم ودماءهم، هي إحدى هذه القضايا التي لم يتم حلها.

ويجب على أهل الإسلام المجتهدين أن يعملوا بجدية وعناية ووفقاً للشريعة للوصول إلى الحل الذي يوقف سفك الدماء ويقطع أيادي الشر.

وهذا القلق والألم كان قد شغل بال الباحث الذي كان من أهل هذه البلاد واحترق أيضاً في هذه النار، وقد حاول إيجاد حل بما قرأه واختبره لسنوات، وبعد عناء كبير، ولفترة طويلة، ومن خلال إعمال عقله بعيداً عن العواطف، اتضح في ذهنه شكل الحل الذي صممه لهذه القضية كنظرية، النجاح يأتي من الله، التوكل عليه، آمل أن يكون هذا الاجتماع مفيدًا وجديرًا". (İLKHA)