تايوان تكشف عن أول غواصة محلية الصنع

كشفت تايوان عن أول غواصة محلية الصنع، في إنجاز بارز بدأته منذ سنوات، بهدف تعزيز دفاعاتها في مواجهة تهديدات صينية، التي تسعى لاستعادة الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي.

Ekleme: 28.09.2023 11:47:09 / Güncelleme: 28.09.2023 11:47:09 / Arapça
Destek için 

كشفت تايوان، اليوم الخميس، عن أول غواصة محليّة الصنع، في خطوة تندرج في إطار مساعي الجزيرة المتمتّعة بحكم ذاتي إلى تعزيز دفاعاتها في مواجهة الصين التي تهدّد باستعادتها بالقوة.

وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزّأ من أراضيها، وهي لا تنفكّ تؤكّد أنّها ستستعيدها حتى وإن اضطر الأمر لأن تستخدم القوة العسكرية.

وكثّفت بكين في العام الماضي ضغوطها العسكرية والسياسية على تايوان، كما زادت عدد الطائرات الحربية التي تنفّذ طلعات حول الجزيرة وتخترق أجواءها.

بالمقابل، زادت تايوان من إنفاقها الدفاعي وخصّصت مبلغاً قياسياً قدره 19 مليار دولار لميزانيتها العسكرية للعام 2024 لشراء عتاد وأسلحة، ولا سيّما من حليفتها الرئيسية الولايات المتّحدة.

وجعلت تايوان من بناء الغواصات محليًا، مشروعًا رئيسيًا لتحديث قدرات قواتها المسلحة، في وقت تجري فيه بكين تدريبات عسكرية بشكل شبه يومي، في محاولة لتأكيد سيادتها على الجزيرة.

وقالت الحكومة الصينية، أمس الأربعاء: "إن التدريبات التي تجريها مؤخرًا بالقرب من تايوان، هي محاولة لمواجهة غطرسة القوى الانفصالية".

وكانت تايوان قد أعلنت في أيلول/ سبتمبر الجاري، رصد العشرات من المقاتلات والطائرات المسيرة والقاذفات وغيرها من الطائرات، بالإضافة إلى سفن حربية وحاملة الطائرات الصينية شاندونغ، على مقربة من حدودها.

وكشفت وزارة الدفاع التايوانية، أمس الأربعاء، عن مزيد من التحركات العسكرية الصينية، قائلة: "إنها رصدت خلال 24 ساعة، 16 طائرة صينية دخلت منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة".

وأوضحت أن من بين تلك السفن، عبرت 12 الخط الأوسط لمضيق تايوان، وهو حاجز غير رسمي بين الجانبين بدأت الصين عبوره بانتظام في آب/ أغسطس من العام الماضي.

ومنذ وصولها إلى السلطة عام 2016، أطلقت رئيسة تايوان "تساي إنغ وين"، المنبثقة من حزب مناهض لبكين، برنامجًا لبناء غواصات على أراضي الجزيرة وحدّدت لهذا البرنامج هدفاً بإنتاج أسطول من 8 سفن.

وبدأ بناء السفينة الأولى من ضمن هذا الأسطول في 2020، من قبل "سي إس بي سي"، وهي شركة تايوانية متخصّصة ببناء سفن الشحن والسفن العسكرية.

وتبلغ تكلفة الغواصة 1.5 مليار دولار، وتتراوح زنتها الإجمالية بما بين 2500 إلى 3000 طن.

وسيتم تزويدها بأنظمة قتالية وطوربيدات، تنتجها شركة الدفاع الأميركية "لوكهيد مارتن".

واعتمدت تايوان في تطوير الغواصة على خبرات وتكنولوجيا من عدة دول، مما يشكل، بحسب "رويترز"، انفراجة كبيرة بالنسبة للجزيرة المعزولة دبلوماسيًا.

وتأمل تايوان في نشر غواصتين محليتي الصنع على الأقل بحلول عام 2027، ومن المقرر أن تدخل الغواصة في تجارب الشهر المقبل، قبل تسليمها إلى القوات البحرية بحلول نهاية عام 2024.

وقد كشفت الرئيسة "تساي"، عن هذه الغواصة في حفل بمدينة كاوشيونغ الساحلية الجنوبية.

وقالت خلال الحفل في تصريحات: "كان تطوير غواصة محلية الصنع في الماضي مهمة مستحيلة، لكن اليوم هناك غواصة صممها وصنعها شعب بلادنا".

وأوضحت أن الغواصة الجديدة ستلعب دورًا مهمًا في تعزيز القدرات البحرية لتايوان.

ووصفت القدرات الحربية للصين وتايوان بأنها غير متكافئة، قبل أن توضح من أمام الغواصة: "حتى إن كانت هناك مخاطر، وبغض النظر عن التحديات القائمة، توجب على تايوان اتخاذ هذه الخطوة والسماح لسياسة الدفاع الوطني المعتمدة على النفس بالازدهار على أراضينا".

فيما صرح المستشار الأمني لرئيسة تايوان، الأدميرال "هوانغ شو كوانغ"، بأن برنامج صناعة الغواصات محليًا، بمثابة رادع استراتيجي قد يساعد في الحفاظ على شريان حياة للجزيرة، بإبقاء الموانئ على طول الساحل الشرقي لتايوان مفتوحة. (İLKHA)