كتب الأستاذ محمد غوكتاش في مقاله الأسبوعي:
معلوم أن الشر لم ينقص يوماً من الأرض، وأيضاً أن الفساد موجود بكل المجتمعات بنسب متفاوتة.
لكن يمكن القول الفساد والفحشاء لا يصلان لحد محاربة الله تعالى في كل وقت.
ولسبب ما، أغلب الناس لا يرى في قصة قوم لوط عليه السلام إلا قضية علاقة الذكر بالذكر فحسب، لكن قلما ينتبهون لحقيقة أنهم وصلوا لحد محاربة الله تعالى.
ومن دون إسهاب، إذا استولت انحرافات شاذة مثيرة للاشمئزاز على بلد ما وصار بيدها القوة والسلطة لترسيمها وتعميمها، وصار معارضو هذه الشذوذات المنحرفة أقلية بلا صوت يسمع ولا حول ينفع ولا قوة تستطاع، فإن الله عز وجل يعاجلها بالحرب.
وبهذا المنظور نعود لقصة لوط عليه السلام ونقرأ فيها:
﴿۞ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦۤ إِلَّاۤ أَن قَالُوۤا۟ أَخۡرِجُوۤا۟ ءَالَ لُوطࣲ مِّن قَرۡيَتِكُمۡ ۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسࣱ يَتَطَهَّرُونَ ٦٥﴾ [النمل]
كما نرى الذين حازوا القوة والسلطة من هؤلاء المنحرفين؛
﴿قَالُوا۟ لَٮِٕن لَّمۡ تَنتَهِ يَـٰلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُخۡرَجِينَ ٧٦١﴾ [الشعراء]
﴿قَالُوۤا۟ أَوَلَمۡ نَنۡهَكَ عَنِ ٱلۡعَـٰلَمِينَ ٠٧﴾ [الحجر]
وأمام كل هذا الجبروت من المنحرفين إلا أن لوط عليه السلام اعترف بضعف قوته:
﴿قَالَ لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيۤ إِلَىٰ رُكۡنࣲ شَدِيدࣲ ٠٨﴾ [هود]
وكما تعلمون، في هذه المرحلة قضى الله تعالى وأهلك ذلك المجتمع.
ولو دققتم النظر لوجدتم أن الكثير من دول الغرب وصلت لنفس المرحلة.
وجود المنحرفين في أي مجتمع هو أمر مختلف عن كونهم في موضع السلطة والأمر، فتكون لديهم قدرة على فرض إجراءات وعقوبات في حق الآخرين.
والقضية ليست طغيان وفجور المنحرفين فحسب، بل أن قوانين الدول صارت في صفهم.
وكل من لم يفكر مثلهم أو حذّر منهم تتم معاقبته، وخاصةً من المسلمين.
فهذا التهديد بالإخراج والنفي الذي وُجه إلى لوط عليه السلام ما زال موجوداً وقائماً في الدول الغربية، خصوصاً إذا كان المحذرون من الوافدين إليها.
هل يمكنكم استيعاب ذلك؟
لا يستطيع أي إمام أو أي مسلم من عامة الناس أن يتحدث بسوء عن هذه القبائح، لا يمكنه أي ينطق بأي شيء ضد العلاقات المثلية بين الذكور أو بين الإناث، أو غيرها من الفواحش والرذائل التي تفسد العقول، لأن الدولة والقانون في صفهم وبجانبهم.
قال تعالى: ﴿فَأۡذَنُوا۟ بِحَرۡبࣲ مِّنَ ٱللَّـٰهِ﴾ منذ تلك اللحظة.
واعلموا أن من يحارب الله لن يفلح!.
(İLKHA)