أشار الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" في مقابلة مع شبكة سي إن إن، إلى أنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تجمع البلدان فحسب، بل تجمع أيضًا القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات النسائية والشبابية والعلماء.
وذكر "غوتيريش" أنّ سلطة الأمم المتحدة في اتخاذ وتنفيذ القرارات المهمة محدودة، وأكد أنّ السلطة تقع على عاتق الدول الأعضاء.
وقال غوتيريش: "إنّ الأمم المتحدة لا تستطيع جمع الأطراف غير المقتنعة"، مذكّرًا بأنّ روسيا لا تريد أن تكون الأمم المتحدة وسيطًا في اتفاقية مينسك الموقعة في عام 2014.
وذكر "غوتيريش" أنّه تمّ تطوير أشكال مختلفة من العمل لحل المشكلة، وأنّ الأمم المتحدة "تبذل قصارى جهدها في جميع المجالات المسموح بها".
وأشار "غوتيريش" إلى أنّ مبادرة حبوب البحر الأسود تُعدُّ من القضايا المهمة، وأكّد أنّ قصف مستودعات المواد الغذائية يقوّض جهود توفير الغذاء والأسمدة التي يحتاجها العالم.
وفي معرض تذكيره بأنّ الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" التقى بالرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في قاعدة فوستونشني الفضائية في منطقة أمور الروسية في 13 أيلول/ سبتمبر، قال غوتيريش: "إنّه يأمل أن تحترم روسيا عقوبات الأمم المتحدة على مبيعات الأسلحة".
وتابع "غوتيريش" قائلًا: "وإلا فسنواجه مشكلة أخرى خطيرة للغاية في عمل مجلس الأمن".
"ما لدينا هو صوتنا ومدى قوة هذا الصوت"
وشدّد "غوتيريش" على أنّ الأمين العام للأمم المتحدة ليس لديه السلطة أو المال، وقال: "ما لدينا هو صوتنا ومدى قوة هذا الصوت، ولدي مسؤولية أن أجعل هذا الصوت قويًا".
وذكر "غوتيريش" أنّ سلطة التعبير اللفظي للأمم المتحدة قد أعاقها الانقسام بين القوى العظمى منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي معرض الإشارة إلى أنّه كان هناك مستوى غير مسبوق من الانقسام بين القوى العظمى" منذ الحرب، قال غوتيريش: "حتى خلال الحرب الباردة، كان كل شيء أكثر قابلية للتنبؤ به من اليوم".
"القرارات السياسية والانقسامات الجيوسياسية تشل عمل الأمم المتحدة"
وفي معرض إشارته إلى الانقسامات الجيوسياسية الحالية تجعل من الصعب الاستجابة "للتحديات الدراماتيكية"، قال غوتيريش: "إنّ الدول الأعضاء بحاجة إلى الاتحاد أكثر من أي وقت مضى".
وأوضح "غوتيريش" أنّ أكثر من نصف المساعدات الإنسانية والدولية في العالم يتم تقديمها من خلال الأمم المتحدة، وأشار إلى أنّ القرارات السياسية تشل عمل الأمم المتحدة، وأنّه من المتوقع أن تساعد الدول الأعضاء، وخاصة تلك "التي تتمتع بسلطة أكبر"، في التغلب على هذه الانقسامات.
"لا يمكن اتخاذ الخطوات اللازمة تجاه أزمة المناخ"
وأشار "غوتيريش" إلى أنّه لا يمكن اتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة أزمة المناخ لعدم وجود تضامن وتوافق "كافي" بين "الدول الأعضاء الرئيسية"، وذكر أنّ اجتماعات هذا العام ستعمل على اتخاذ إجراءات لتحقيق التنمية المستدامة، وأهداف التنمية المستدامة (SDG) التي اعتمدها زعماء العالم في عام 2015.
وشدّد "غوتيريش" على ضرورة التوصل إلى "اتفاق قائم على أسس جيدة" بين الدول المتقدمة والاقتصادات النامية من أجل خفض الانبعاثات بنسبة 45 في المائة كما هو مستهدف بحلول عام 2030، وقال: "إنّ صعوبات "دراماتيكية" ستواجه إذا لم يتم خفض الانبعاثات".
وذكر "غوتيريش" أنّه ينبغي للدول أن تجتمع لإيجاد بعض آليات الحوكمة لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية وليس كتهديد للإنسانية.
كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنه لن يترشح لولاية جديدة. (İLKHA)