استقبل رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان" في المجمع الرئاسي الأمين العام للمجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية (USCMO) "أسامة جمال" والوفد المرافق له.
وبدأ الرئيس "أردوغان" كلمته بالبسملة مرحباً بأعضاء الوفد، وأعرب عن سعادته باستضافة الوفد.
وشكر الرئيس "أردوغان" الوفد على نقل تحيات المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وقال: "أودُّ أن أعرب عن امتناني لجهودكم وتضامنكم بشأن كارثة زلزال 6 شباط، والتبرعات النقدية والعينية التي قدمتموها، ولقد أظهرت المبالغ التي تمّ جمعها لمواطنينا في منطقة الكارثة، البالغة 100 مليون دولار، أنّ قلوبنا متحدّة دائمًا، فلتكن وحدتنا وتضامننا معنا دائمًا".
وأشار الرئيس "أردوغان" إلى أنّهم كمسلمين يواجهون العديد من المشاكل، بدءًا من الإرهاب وحتى جرائم الكراهية، وتابع على النحو التالي: "إن الإسلاموفوبيا التي تنتشر يومًا بعد يوم في الغرب، تثير مخاوفنا، وبينما أراقب عن كثب، أقدر جهودكم لإسماع أصوات المسلمين في مواجهة هذه الروح المريضة، ومن الضروري لأمتنا أن تقف ضد الإسلاموفوبيا والتعصب والتمييز وأن نكون متحدين في مكافحة هذا التهديد".
وأشار الرئيس "أردوغان" إلى أهمية واجب المجلس في نقل فهم الإسلام الحقيقي المبني على التسامح والأخوة، وقال: "إنّ قوتكم في أمريكا كمجتمع مسلم تشكل نموذجًا للعالم الإسلامي بأكمله، ومصدرًا للقوة والإلهام، لذلك من الضروري أن يُسمع صوته أكثر".
"هذه جريمة كراهية واضحة وهمجية"
وذكر أنّهم أعربوا في كل مناسبة عن عدم قبولهم شن هجمات ضد المصحف الشريف في أوروبا تحت ستار "حرية التعبير"، وقال: "إنّ هذه جريمة كراهية وهمجية واضحة، وإنّ الهجمات المتكررة في تركيا تُظهر أنّ الديمقراطية وحقوق الإنسان لم تستقر في هذه الجغرافيا، ونحن نرى مرة أخرى في كل حدث مدى استيعاب الذين يغضون الطرف عن هذه الهجمات ضد الإسلام والمسلمين".
وأكد الرئيس "أردوغان" أنّ اعتماد قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان التي تُعتبر جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة انتهاكًا للقانون الدولي يعد تطورًا مهمًا، وخاطب الرئيس "أردوغان" وفد المجلس على النحو التالي:
"بالطبع، من الواضح أنّنا بحاجة إلى التأكد من أنّ هذه القرارات تنعكس في الممارسة العملية، ونحن في تركيا، نواصل دعوة البلدان المعنية إلى اتخاذ التدابير اللازمة ضد الذين يرتكبون جرائم الكراهية هذه، وسنظل ملتزمين بإبقاء هذه القضية مطروحة على جدول أعمال منظمة التعاون الإسلامي بنفس الحساسية، فالكثير منكم موجود في أمريكا من حيث الوصول إلى الدوائر السياسية، فأنتم تلعبون أدوارًا مهمة، ولديكم ممثلين في السياسة المحلية والفدرالية، وباستخدام هذا التأثير، يمكنكم أن تشرحوا بشكل فعّال إلى كافة الأوساط السياسية، وخاصة الكونغرس الأمريكي، أنّ الاعتداءات على المصحف الشريف لا يمكن الدفاع عنها بحجة حرية التعبير، وأنّها تستهدف السلام والاستقرار الاجتماعي، وأنا في انتظاركم، وأعتقد أنّ دعمكم سيكون أيضًا مفيدًا في تحييد حملات التشهير التي تقوم بها جماعات الضغط المناهضة لتركيا، وأتوقع أيضًا مساهماتكم في نقل الحقائق حول المنظمات الإرهابية وحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب وتنظيم غولن إلى الجمهور الأمريكي، وآمل أن تكون اتصالاتكم الوثيقة مع الجالية التركية في أمريكا سوف تستمر في الزيادة".
وأعرب الرئيس "أردوغان" عن شكره لأعضاء المجلس على حضورهم في المجمع الرئاسي، وقال: "أدعو ربي أن يكون اجتماعنا مفيدًا، ونأمل أن نسافر الأسبوع المقبل إلى أمريكا مع وفد كبير، وسنواصل اجتماعاتنا التفصيلية هناك". (İLKHA)