جاء بحسب تقارير إعلامية محلية في مالي، أنّه قد أعلنت تنسيقية حركات أزواد في شمال مالي التي تمّ نزع سلاحها بموجب اتفاق الجزائر عام 2015، أنّ الجيش المالي نفّذ غارات جوية على مواقعها في أنيفيس شمال شرق البلاد لمدة يومين.
وذكرت تنسيقية حركات أزواد أنّه لم تقع خسائر في الأرواح أو أضرار في الممتلكات في هذه الهجمات.
فيما أفاد بيان للجيش المالي، أنّه تمّ تنفيذ غارات جوية على مجموعات إرهابية في أنيفيس، وتمّ تحييد الإرهابيين.
وكانت قد أعلنت تنسيقية حركات أزواد التي تدهورت علاقاتها مع باماكو منذ فترة، في 10 أغسطس/ آب الماضي، أنّ ممثليها انسحبوا من العاصمة المالية باماكو؛ بسبب "خطر أمني".
عملية انسحاب البعثة المتكاملة (مينوسما) تثير التوترات
وقد بدأت التوترات بين تنسيقية حركات أزواد والجيش المالي عندما بدأت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) بإخلاء القواعد للجيش المالي.
وبناء على طلب حكومة مالي، ستسحب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) جميع عناصرها من البلاد بحلول نهاية العام، وكانت قد قامت بتسليم المعسكر في بير، الواقع على بعد حوالي 50 كيلو مترًا من مدينة تمبكتو الشمالية، إلى الجيش المالي في 15 آب/ أغسطس.
وكانت قد تمت أول عملية تسليم بين الجيش والبعثة المتكاملة في أوغوساغو في 3 آب/ أغسطس، وبموجب القانون، قامت البعثة المتكاملة في مالي بنقل المعسكر الذي كانت تستخدمه هناك إلى الجيش المالي.
وتقع بلدة بير في المنطقة الخاضعة لسيطرة تنسيقية حركات أزواد حسب الخريطة التي حدّدها اتفاق الجزائر 2015.
ولذلك، عارضت تنسيقية حركات أزواد بشدة تسليم البعثة المتكاملة لمعسكر بير للجيش المالي، بحجة أنّ ذلك ينتهك اتفاق الجزائر.
وذكرت تنسيقية حركات أزواد هيئة التي سبق أن أصدرت تصريحات حول هذا الموضوع، أنّ دخول الجيش المالي إلى بير سيكون بمثابة إعلان حرب بالنسبة لهم.
وبير التي يبلغ عدد سكانها حوالي 20 ألف نسمة، تتمتع بموقع استراتيجي للانتقال إلى كيدال، وتُعدُّ المعقل الرئيسي لمتمردي الطوارق السابقين.
وبحسب التحالف العسكري، فإنّ دخول الجيش المالي إلى بير يمكن أن يسهل أيضًا تقدمه إلى كيدال التي لم يدخلها منذ ما يقرب من 10 سنوات.
ستكون المرحلة الثانية من عملية انسحاب البعثة المتكاملة أكثر صعوبة
وبعد إخلاء 9 معسكرات من أصل 12 منذ بداية شهر آب/ أغسطس، أكملت البعثة المتكاملة المرحلة الأولى من عملية الانسحاب.
وقد قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في مالي القاسم واني: "إنّ المرحلة الثانية الفعلية من عملية الانسحاب ستكون أكثر صعوبة".
حيث تشمل المرحلة الثانية من عملية انسحاب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) منطقة كيدال التي تسيطر عليها قوات التحالف والمخيمات المحيطة بها.
ويخشى أنّه في حال وقوع المعسكرات في المنطقة التي تسيطر عليها تنسيقية حركات أزواد في أيدي الجيش، فإنّ التوتر بين الطرفين سوف يتصاعد.
ويُذكر أنّه كان قد تمّ التوقيع على "اتفاق الجزائر للسلام والمصالحة" عام 2015، بوساطة الجزائر، لإنهاء العنف في مدن شمال مالي، مثل تمبكتو وغاو وكيدال، والتي يطلق عليها الطوارق اسم "أزواد". (İLKHA)