حثّ الاتحاد الأوروبي القادة الليبيين على إنهاء المرحلة الانتقالية، وتجنب العودة إلى الماضي من أجل إنهاء الأزمة في البلاد، ومن جهة أخرى، عارض وجهاء القبائل مقترح تشكيل الحكومة الجديدة في الاجتماع الذي عُقد بمدينة مصراتة، وطالبوا بإجراء الانتخابات النيابية أولًا، ورفضوا توجه مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بتغيير الحكومة من أجل الاستمرار في إدارة البلاد.
وقد أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا "خوسيه ساباديل" استراتيجية الاتحاد لحل الأزمة الليبية خلال لقاء مع القادة الليبيين قبل انتهاء ولايته في البلاد، حيث شدّد "ساباديل" الذي استضافه رئيس حكومة الوحدة الوطنية "عبد الحميد الدبيبة" أمس، على أنّ "الوضع الإقليمي الصعب يجعل من الضروري دعم الاستقرار من خلال تجنب العودة إلى الماضي".
وأكد "ساباديل" على حسابه على منصة إكس (تويتر سابقًا) أنّ الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم ليبيا، وتحدّث عن ضرورة زيادة التعاون مع ليبيا خاصة فيما يتعلق بالهجرة غير النظامية.
وأوضح "ساباديل" خلال لقائه رئيس المجلس الرئاسي "محمد المنفي"، مساء الأربعاء، أنّ اللجنة المالية العليا، برئاسة "المنفي" فرصة ممتازة لدفع الاقتصاد إلى تعزيز السلام.
وشدّد "ساباديل" على ضرورة ضمان الشفافية والتوزيع العادل لعائدات النفط في ليبيا، وأشاد بالدور الذي لعبه "المنفي" في ضمان السلام المستدام في البلاد.
كما دعا "ساباديل" خلال لقائه نائب رئيس المجلس الرئاسي "عبد الله اللافي"، إلى حل تاريخي لمستقبل ليبيا باعتباره السبيل الوحيد لإيجاد حل شامل للأزمة الحالية، وشدّد على أنّ السبيل الوحيد لدفع الجهود في البلاد هو المصالحة الوطنية.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها صحيفة الشرق الأوسط فإنّ "المنفي" التقى أمس وفداً من أعيان ومشائخ وحكماء منطقة قصر السيدي في مكتبه بطرابلس، ويأتي اللقاء بهدف إلقاء نظرة فاحصة على التحديات التي تواجه المنطقة، واتخاذ خطوات سريعة لحلها وفق الأولويات والإمكانيات المتاحة.
كما التقى "المنفي" أمس زعيم حزب العدالة والبناء "عماد البناني"، وجرى خلال اللقاء مناقشة أهمية التوافق والجهود المشتركة بين كافة أطراف العملية السياسية، وآخر المستجدات السياسية من أجل تنظيم الأمور في أسرع وقت ممكن وتحقيق المكاسب الانتخابية.
وعقد "اللافي" اجتماعًا أمنيًا بطرابلس مع القادة العسكريين في المنطقة الغربية، ومن بين هؤلاء القادة القائد الإقليمي العسكري بالساحل الغربي "صلاح الدين النمروش"، وقائد المنطقة العسكرية بطرابلس اللواء "عبد القادر منصور"، وقائد اللواء 444 العقيد "محمود حمزة"، وقائد اللواء 52 مشاة "محمود بن رجب".
وبحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي، فقد تمّ خلال اللقاء بحث النزاعات المسلحة التي شهدتها العاصمة الأسبوع الماضي، وإيجاد آليات حل جذري لمنع تكرار تلك الأحداث، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وكافة المكتسبات التي تحققت، فيما يتعلق بالمصالحة الوطنية خلال ولاية المجلس.
فيما أكّد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا "عبد الله باثيلي" على ضرورة تشكيل حكومة جديدة في البلاد، ومن ناحية أخرى، دعا مجلس الحكماء والأعيان في غرب ليبيا إلى إجراء انتخابات نيابية سريعة أولاً، بشرط إقرار الدستور الدائم للبلاد، على أن ينتخب البرلمان الجديد حكومة ذات صلاحيات محدودة، تليها انتخابات عامة.
وحضر اللقاء وجهاء مدينة بني وليد وبعض مجالس ووجهاء المنطقة الغربية بمدينة مصراتة الذي عقد تحت عنوان "نجتمع من أجل السلام"، وأعلن المشاركون رفضهم تشكيل حكومة جديدة، وأصروا على الإسراع بإجراء الانتخابات النيابية.
وانتهى الاجتماع ببيان نشر في وقت متأخر من مساء الأربعاء، وركز البيان على تحقيق المصالحة الوطنية بشرط التعويض عن الأضرار التي تلحق بالأشخاص والممتلكات الخاصة، وتقديم سجناء الرأي إلى العدالة، والإسراع في إطلاق سراحهم، وتأجيل التعويضات المنقولة وغير المنقولة.
وحمّل المشاركون في الاجتماع المجتمع الدولي مسؤولية تأجيل الانتخابات النيابية وعدم الوفاء بالوعود المتعلقة بمجلسي النواب والمجلس الأعلى للدولة، كما دعا إلى وضع الحلول اللازمة لهجرة الشباب الليبي من البلاد.
وبحث رئيس مصلحة المطارات الليبية "محمد بيت المال" التعاون بين البلدين في مجال الطيران مع نائبة سفير المملكة المتحدة لدى ليبيا "كاثرين وايلد"، وناقش الاجتماع الذي عُقد يوم الأربعاء إمكانية مشاركة الشركات البريطانية في مشاريع البناء والتجهيز خاصة للمطارات والبنية التحتية التي طرحتها هيئة المطارات الليبية. (İLKHA)